يفكر علماء في تحديث معلومات تحملها مركبتا فويجر 1 و 2 عن الكرة الأرضية، ونمط الحياة فيها، قبل مغادرتهما المنظومة الشمسية، وإبحارهما في عمق فضاء المجرة.


إعداد ميسون أبوالحب: عندما غادرت المركبتان فويجر 1 وفويجر 2 الأرض في سبعينات القرن الماضي، حمّلهما العلماء رسالة تشرح شكل الحياة على الأرض، على أمل أن يطلع عليها سكان الفضاء، في حال عثروا على إحدى المركبتين في أحد الأيام.

وقد وضعت تسجيلات ذهبية، صنعت خصيصًا لهذا الغرض في المركبتين، تضم معلومات عن تاريخ الإنسان وعن الجغرافيا والرياضيات والفيزياء وأهم المؤلفات الموسيقية التي أنتجها الإنسان.. الخ من المعلومات المهمة.

الزمن تغيّر
اليوم وبعد مرور أربعة عقود تقريبًا، يعتقد العلماء أن الكثير تغيّر على الكرة الأرضية، فهناك الانترنت مثلًا، وعدد سكان الأرض، الذي وصل إلى الضعف، وهناك أيضًا مخاوف الإنسان من تأثيرات الانحباس الحراري… الخ، ما يعني في النهاية ضرورة تحديث المعلومات.

ويعتقد البروفسور كريس ريلي، وهو أستاذ العلوم والاتصال في جامعة لنكولن، أنه من الممكن تحميل المركبة فويجر رسالة جديدة، ولكن هناك مشكلة، وهي أن المركبة تبعد عن الأرض حاليًا بمسافة عشرين مليار كيلومتر، وربما غادرت المنظومة الشمسية أساسًا. كذلك يجب الأخذ في الحسبان مسألة الزمن والذاكرة وضرورة إرسال الرسالة بشكل مستعجل، على ألا يزيد عدد حروفها على ألف حرف.

الذاكرة تكفي
وقال البروفسور ريلي، الذي نشر كتيبًا أخيرًا عن فويجر 1 و2 "ما زالت أمامنا فرصة لتحديث المعلومات عن البشرية، فهناك ذاكرة كافية لخزن نصٍ مكتوبٍ، يكون نهائيًا وقصيرًا، قبل أن تفقد المركبتان قوتهما في وقت ما من عام 2020".
&
أوضح أيضًا "أرسلنا مركبات قليلة جدًا إلى خارج مجموعتنا الشمسية، وهذه فرصة فريدة لنا، لتوجيه رسالة أخيرة إلى حضارات فضائية أخرى مع فويجر. كانت التسجيلات الذهبية رائعة، ولكن علينا الآن طرح صورة عن الحياة اليوم، وعن جميع التحديات التي نواجهها، وعن سبل التواصل بيننا عالميًا. الكثير حدث منذ مغادرة فويجر".

مخاوف من تعطيل الفضاء
غادرت فويجر الأرض في صيف عام 1977، وأمضت المركبتان 12 عامًا، وهما ترسمان خريطة الكواكب داخل مجموعتنا الشمسية، قبل أن تتوجها إلى حزام كاوبر نحو الفضاء البعيد. ومن المعتقد أن فويجر 1 غادرت النظام الشمسي في عام 2014، رغم أننا نستلم إشارات مختلطة منذ ذلك الوقت. ويأمل البروفسور ريلي طرح موضوع الحروف الألف للنقاش، لمعرفة كيف ستكتب، وما هي المعلومات التي ستتضمنها.

وفي أيلول/سبتمبر، أيّدت شبكة سيتي البريطانية "البحث عن ذكاء خارج الكرة الأرضية"، محاولة الاتصال بحضارات أخرى، لكنّ العاملين فيها شعروا بالقلق من احتمال إرسال فيروسات كومبيوتر إلى الفضاء، قد تؤثر على تكنولوجيا تلك الحضارات الأخرى.

نحدث أم لا؟
ويعتقد الدكتور أندرز ساندبيرغ من معهد مستقبل البشرية في جامعة أوكسفورد أنه من الأفضل ترك الرسائل التي تحملها فويجر كما هي من دون تحديث. وقال إن إزالة المعلومات السابقة أمر غير صحيح، ثم اقترح إرسال مركبة ثانية، إن أراد الإنسان إرسال معلومات أخرى إضافية.&&&

أما البروفسور جيل ستيوارت من مدرسة لندن لعلوم الاقتصاد، فطرح مسألة أخرى بعيدة عن التكنولوجيا، التي يعتقد أنها توفر كل إمكانيات التصرف حاليًا، ونبه إلى أمور أخرى، مثل "من سيكتب الرسالة الجديدة، وما هي المعلومات التي ستحتويها، وهل ستشرف جهة على الكتابة والتحرير، وإذا كان الجواب نعم، فمن؟". واقترح البروفسور أخيرًا طرح الأمر للنقاش.
&