باتت مارغريت ترودو أول سيدة يُقدَّر لها أن تكون زوجة لرئيس الوزراء الكندي السابق وأم لرئيس الوزراء الحالي، وتمكنت خلال حفل تنصيب ابنها، من خطف الأضواء مجددًا.


أشرف أبوجلالة: خلال تأدية رئيس الوزراء الكندي المنتخب، جاستن ترودو، لليمين الدستورية قبل بضعة أيام، ظهرت إلى جواره زوجته وأطفاله الثلاثة الصغار، وكذلك سيدة بمعطف أزرق داكن، ربما لم يشاهدها كثيرون في البلاد خلال السنوات الأخيرة، مع أنها مازالت شخصية لا يمكن أن تمحى من التاريخ السياسي الكندي، ألا وهي والدته.

الأرملة والأم

إنها مارغريت ترودو، أرملة رئيس الوزراء الكندي الأسبق، بيير إليوت ترودو، الذي ورغم مرور 15 عاماً على وفاته، فإنه يعد رئيس الوزراء الكندي الوحيد الذي ربما يتذكره معظم الناس من خارج البلاد. كما أن مارغريت مازال صيتها ذائعًا لكونها الزوجة الأشهر لواحد من رؤساء الوزراء الكنديين على مدار العقود الطويلة الماضية.

وبينما كان عمرها أقل من نصف عمر رئيس الوزراء الراحل حين تزوجا عام 1971، فقد تحولت حياتها فجأة إلى حياة السيدة الأولى الأكثر بريقاً في العالم. وحتى مع بدء انهيار زواجها من ترودو، وجدت أيضاً شهرة أكبر من نوع مختلف للغاية.

وبظهورها خلال الأسبوع الماضي في حفل تأدية أكبر أبنائها اليمين الدستورية كرئيس للوزراء، وهو جاستن الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، باتت مارغريت ترودو أول سيدة يُقدَّر لها أن تكون زوجة لرئيس حكومة وكذلك ام لرئيس حكومة. كما جاء هذا الحفل ليعيدها إلى أوتاوا، تلك المدينة التي لم تكن تنعم فيها بقدر كبير من الهدوء والسلام في الماضي، كما أنه جاء ليعيدها إلى الأضواء العامة مرة أخرى.

يحبونها ويجلّونها

وفي تصريحات أدلت بها لصحيفة النيويورك تايمز عبر الهاتف من مونتريال، قالت مارغريت: "أينما أذهب، وبخاصة إلى أماكن يعرفني فيها الناس، أتلقى منهم أحر الأحضان وأسعد التنهيدات المفعمة بالأمل والارتياح. ويبدو الأمر كما لو كان ابتهاجاً بعائلتنا وهو ما أشعر به من كافة الايميلات، الخطابات والرسائل التليفونية".

وقد تعرضت لانتقادات عديدة من قبل المواطنين الكنديين نتيجة لتخليها عن أبنائها. لكن النيويورك تايمز أشارت إلى أنه قد اتضح على مدار العقود الثلاثة الماضية أن تصرفات وأفعال ترودو – التي كان ينظر إليها في الغالب على أنها أنانية وفي بعض الأحيان شنيعة – كانت نتاج معركة خفية طويلة مع الاضطراب الثنائي القطب.

حياة حافلة

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن مارغريت كانت تبلغ من العمر 22 عاماً وقت زواجها من بيير الذي كان يبلغ من العمر وقتها 51 عاماً، وبعدها بسنوات قليلة، وضعت مارغريت أبناءها الثلاثة : جاستن، ألكسندر وميشيل.

وربما كان أسوأ شيء تتعرض له مارغريت، خاصة وأنها كانت تعاني دون دراية من مرض الاضطراب ثنائي القطب، هو عيشها تحت حراسة دائمة من قبل أفراد شرطة الخيالة الكندية الملكية.

وسبق لها أن قررت في مرحلة ما أن تقضي بعضاً من وقتها في نيويورك وبدء تكوين حياة عملية في مجال التصوير. ثم أعقبت ذلك برحلة غير موفقة لتورنتو لإقامة حفلات مع فريق رولينغ ستونز، وبعدها غادرت كندا لتدرس مع المصور ريتشارد أفيدون.

وفاة الإبن والزوج

وبعد وفاة ابنها ميشيل في حادث انهيار جليدي أثناء ممارسته رياضة التزلج عام 1998، بدأت تتكشف بعض المعلومات عن حياة مارغريت الخاصة ومنها زواجها من شخص يدعى فريد كيمبر وإنجابها منه طفلين هما أليشيا وكيل كيمبر.

وفي مقابلة أجراها في العام 2013، أوضح الابن الأكبر جاستن أنه وعقب وفاة ميشيل، ساءت حالة والدهم الصحية ولم يسترد عافيته مرة أخرى وبالفعل توفي بعدها بعامين.

وأرجعت مارغريت الفضل وراء تحسن حالتها واستقرار أوضاعها الحياتية إلى الجهود الحثيثة التي بذلها معها دكتور كولين كاميرون، الذي يعمل كطبيب نفسي لدى مركز الصحة الذهنية الملكي في أوتاوا، وهو مركز متخصص في الصحة النفسية.