يسعى رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين المجتمعون في أنطاليا في جنوب تركيا إلى توجيه رد "قوي" الاثنين على اعتداءات باريس الدامية، وأيضًا إلى تجاوز خلافاتهم حول المناخ. وتختتم منتصف اليوم الاثنين القمة المنعقدة منذ الأحد في المنتجع الذي تحوّل حصنًا يحرسه 12 ألف شرطي.


إيلاف - متابعة: طغت الاعتداءات غير المسبوقة التي شهدتها باريس مساء الجمعة على جدول اعمال قادة الدول العشرين الاكثر ثراء في العالم، الذين وقفوا دقيقة صمت السبت ووجّهوا رسائل عدة، تضامنًا مع فرنسا، وتنديدًا بالإرهاب. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان برد "قوي وصارم جدا" من القمة.

إدانة الإرهاب
وسيصدر من القمة بيان مخصص للتهديد الارهابي، منفصل عن البيان الختامي، على غرار ما حصل خلال قمة العام 2014 في استراليا، حيث اصدر بيان منفصل حول وباء ايبولا. ولا تتضمن مسودة البيان التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس اية اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية، الذي تبنى اعتداءات باريس، بل تتحدث عن الارهابيين بشكل عام.

يدعو البيان خصوصًا الدول الاعضاء في& المجموعة الى تعزيز التعاون للحدّ من حرية تنقل الارهابيين، والتصدي لدعايتهم على الانترنت، وتشديد الملاحقات لمصادر تمويل الارهابيين.

وكان وزير المالية الفرنسي ميشال سابان صرح مساء الاحد، "علينا العمل معًا لتضييق شباك المراقبة المتراخية الآن، بحيث نتمكن في المستقبل من رصد (تمويل الارهاب) بشكل اكبر بكثير". من جهته، حذر وزير الخارجية لوران فابيوس مساء الاحد بأن "خطة العمل لا تتم في اطار قمة لمجموعة العشرين، مبررًا بذلك عدم اتخاذ المجموعة اجراءات اكبر.

الحدث الفعلي
الا ان قمة انطاليا ستسمح رغم كل شيء بتحقيق تقدم كبير في ما يتعلق بسوريا التي يحتل تنظيم الدولة الاسلامية مساحات شاسعة فيها. واعتبر تريستن نايلور من جامعة اوكسفورد ان "الحدث الفعلي هو ما يحصل في الكواليس، وليس خلال جلسات المناقشات، انه اللقاء بين (الرئيسين الاميركي باراك) اوباما و(الروسي فلاديمير) بوتين اللذين اتفقا للمرة الاولى على ضرورة اقامة مرحلة انتقالية".

ومساء الاحد، انعزل اوباما وبوتين عن سائر المسؤولين المشاركين في القمة، وعقدا لقاء على حدة استمر 35 دقيقة بث التلفزيون التركي لقطات منه. وحرك هذا اللقاء بين رئيسي الدولتين الكبريين، رغم العلاقات المتوترة بينهما، الآمال بتحقيق اختراق في المحادثات من اجل التوصل الى تسوية للنزاع في سوريا.

واعرب الرئيسان عن دعمهما للتقدم الدبلوماسي، الذي تم تحقيقه في اجتماع فيينا، ولضرورة مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، بحسب مصادر من المحيطين بهما. الا ان الخلافات لا تزال قائمة حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحظى بدعم ثابت من روسيا وايران، والذي تطالب الدول العربية والغربية برحيله.

محادثات المناخ
وفي ظل اجواء التوافق العام التي سادت هذه القمة، كان الخلاف الابرز حول المناخ، مما يثير القلق، خصوصًا وان المؤتمر الدولي حول المناخ الذي تستضيفه فرنسا سيعقد بعد بضعة اسابيع فقط.

ولم ينجح مستشارو قادة الدول قبل القمة في التوصل الى مشروع نص طموح، بل اكتفوا بالحد الادنى في مسودة البيان الختامي. وصرح فابيوس مساء الاحد "لقد تقرر ان علينا اعادة العمل، وانهم سيسهرون طوال الليل لاعادة كتابة نص، يبين بوضوح التزام دول مجموعة العشرين".

وكان سابان قال ان النسخة التي عرضها المستشارون في البدء اكتفت بـ"العموميات"، مشيرًا الى صدمته لكون بعض المشاركين "غير مطلعين" على الموضوع. واخيرًا، يتعين على قمة مجموعة العشرين وضع& اللمسات الاخيرة على خطة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا من اجل التصدي لتهرب بعض الشركات المتعددة الجنسيات من& الضرائب.

&