&أدى درس حول تعليم الخط العربي إلى إغلاق جميع المدارس في مقاطعة فرجينيا الأميركية، لا سيّما وأن الكلمات المعتمدة تُمثل الشهادة التي يُطلفها المسلمون للتعبير عن إسلامهم، وفيما أكدت المدرسة أن كتابة هذه الكلمات تتعلق حصرًا بالتعرف إلى اللغة والخط العربي، سارع الكثيرون إلى الإحتجاح والرفض، وصولًا إلى تهديد المدرسة والمعلمة.

&
إعداد عبد الإله مجيد: اغلقت مقاطعة في ولاية فرجينيا الاميركيه جميع مدارسها يوم الجمعة بسبب ردود الأفعال المعادية على واجب مدرسي عن الاسلام بعد احتجاج آباء قائلين ان اطفالهم يخضعون لتربية اسلامية، فيما أكد معلمون وخبراء ضرورة تعريف الطلاب الاميركيين على الاسلام بوصفه أسرع الأديان نموا في العالم. &
&
وكانت استاذة الجغرافيا في احدى المدارس الثانوية في مقاطعة اوغوستا الريفية طلبت من طلابها ان يجربوا كتابة الشهادة التي يرددها المسلم بخط عربي. &وفي الأجواء المشحونة بالعداء للمسلمين حاليا في انحاء الولايات المتحدة أثار الواجب المدرسي ردود افعال عنيفة ضد الاسلام امتدت من توجيه رسائل غاضبة عن طريق البريد الالكتروني مرورا بالاتصالات الهاتفية المباشرة بادارة المدرسة للاحتجاج على الوظيفة المدرسية الى ارسال تهديدات بقتل المعلمة التي كلفت الطلاب بها وتعليق رأسها على احد الأعمدة. &لذا قررت السلطات التربوية غلق جميع المدارس تحسبًا لوقوع اعمال عنف. &
&
تهديدات
&
وما حدث في مقاطعة اوغوستا في ولاية فرجينيا هو الأحدث في سلسلة حوادث شهدتها مناطق مختلفة من الولايات المتحدة بالارتباط مع الطريقة التي يمكن اعتمادها في تقديم الاسلام الى الطلاب. فقد اصبح الاسلام موضوعا مثيرا للجدل في اجواء القلق بسبب انتشار الاسلاموفيا من جهة، والخوف من التطرف والارهاب من جهة أخرى بعد هجوم كاليفورنيا.&
&
ففي غضون اسبوع واحد فكرت سلطات تربوية من لوس انجلوس غربا الى نيويورك شرقا في غلق المدارس بسبب التهديدات التي تلقتها عبر البريد الالكتروني، واصدرت السلطات التربوية في مقاطعة اوغوستا بيانا قالت فيه انها تأسف للاجراء الذي اتخذته بغلق المدارس، لكنها أقدمت على هذه الخطوة بناء على توصية من الأجهزة الأمنية، وقال مسؤولون تربويون انهم شعروا بالخوف من "لهجة ومضمون" الرسائل التي تلقوها، هذا وشمل قرار الغلق مدارس ثانوية يتعلم فيها 10 آلاف طالب.&
&
وتركزت غالبية رسائل التهديد على الاستاذة التي ارادت تعليم طلابها كتابة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" بخط عربي وعلى المدرسة التي تعمل فيها بتهمة "تثقيف الطلاب اسلاميا"، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن راندي فيشر قائدة شرطة مقاطعة اوغوستا انه قرأ رسائل تطالب بإقالة المعلمة و"تعليق رأسها على عمود"، كما اُرسلت صور جثث مقطوعة الرأس الى ادارة المدرسة، فيما اشارت رسائل اخرى الى ان اصحابها يعتزمون تنظيم احتجاجات امام المدارس. &
&
درس خط
&
وبدأت الأزمة حين وزعت المعلمة شيريل لابورت على طلابها اوراقا بيضاء وطلبت منهم ان يجربوا كتابة الشهادة باللغة العربية بخط ايديهم عليها. &ونشرت كمبرلي هرندون والدة احد الطلاب في صف المعلمة لابورت ورقة التمرين المدرسي "على الخط العربي" في صفحتها على فايسبوك. &وتقول العبارة المطبوعة على ورقة التمرين "هذه هي الشهادة الاسلامية مكتوبة بالعربية، حاولوا في المكان المؤشر ادناه نسخها بخط اليد، وينبغي ان يعطيكم هذا فكرة عن التعقيد الفني لموضوع الخط".&
&
ولم يُطلب من الطلاب ترجمة ما تعنيه عبارة الشهادة الى الانكليزية أو ترديدها أو تلفظها بأي شكل، كما اكدت ادارة المدرسة. وقالت الادارة ان تمارين مماثلة على الخط الصيني كانت مقررة في اطار موضوع عن الثقافة الصينية. &
&
واشارت الادارة الى ان الطالبات جرّبن ارتداء الحجاب في درس آخر عن بساطة الملابس التي يرتديها كثير من المسلمين، وأكدت الادارة الاستمرار في اطلاع الطلاب على أديان العالم عملا بالمعايير الأكاديمية المعتمدة في عموم ولاية فرجينيا، ولكن الطلاب سيتمرنون لاحقا على الخط العربي باستخدام عبارة محايدة بدلا من الشهادة. &
&
وكان بعض الآباء احتجوا على ما قالوا انها محاولة للتبشير بالاسلام في مدارس حكومية، مرددين بذلك مخاوف ابداها آباء في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ابراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الاميركية - الاسلامية ان ما حدث في مقاطعة اوغوستا في ولاية فرجينيا "مظهر من مظاهر ما نراه في اميركا اليوم من تعصب هستيري ضد الاسلام". &
&
لا تسامح وكراهية
&
واضاف هوبر ان كل شيء عن الاسلام والمسلمين يصبح اليوم في الولايات المتحدة "مبعث جدل وردود افعال متشنجة تقوم على معلومات مضللة وصور نمطية وتحيز، وان ذلك أخذ يكتسب ابعادا مخيفة حقا"، ودافع هوبر عن تدريس الاسلام والخط الاسلامي باستخدام الشهادة نموذجا، وقال ان الاميركيين لا يستطيعون ان يتعلموا شيئا عن الاسلام دون ان يعرفوا ما تعنيه الشهادة للمسلمين.&
&
وأكد خبراء ان تدريس الأديان يتسم بأهمية بالغة في المدارس الحكومية لأن الدين، بما في ذلك الاسلام، &ضروري لفهم كل شيء، من التاريخ القديم الى الأحداث الراهنة، ولفت الخبراء الى ان معرفة الأديان اكتسبت دورا مهما بصفة خاصة في الوقت الحاضر بعدما اصبح الدين عنصرا حاضرا في الخطاب السياسي لأسباب منها تصاعد التطرف الاسلامي، وهذا يزيد من أهمية تعليم الدين الحقيقي في المدارس. &
&
وقال الخبراء انه مع صعود الاسلاموفوبيا، مدفوعة بتزايد خطر الارهاب، يمكن لتعليم الطلاب ما يجب ان يعرفوه عن الدين ان يساعدهم في فهم حقيقة الاسلام ودوره الحقيقي في العالم، فيما قال تشارلس هايز، نائب رئيس معهد نيوزيوم للأبحاث: "ان التاريخ يبيّن بوضوح ان الخوف والجهل يولدان اللاتسامح والكراهية".
&