بعد مرور عشرة أيام أو أكثر على ظهور علني له، ما أثار تساؤلات وتكهنات كثيرة ومتناقضة حول العالم، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر قسطنطين، الإثنين، رئيس قرغيزستان، يلمظ بك أتامبايف.


نصر المجالي: كذّب السكرتير الصحافي للرئيس بوتين ديمتري بيسكوف، مرارًا وتكرارًا في الأيام الأخيرة، الشائعات والتكهنات، التي تحدثت عن أن الرئيس الروسي مريض، أو أنه توفي، أو أنه رزق بمولود جديد من صديقته.

من جهتها، أوردت وكالة (سبوتنيك) ما قالت إنها أسخف خمس "نظريات" حول اختفاء فلاديمير بوتين، حيث وصلت التساؤلات والتكهنات إلى ذروتها، وتساءلت الوكالة ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيحصل على القدر نفسه من التغطية الإعلامية إذا قرر البقاء لأسبوع واحد في كامب ديفيد من دون أن يظهر في خطاب علني؟. وقالت: دعونا ننظر إلى خمسة "تكهنات" الأكثر سخافة بالترتيب التنازلي:

5- لقد توفي!
ورغم كون هذه "الفكرة" جريئة إلى أبعد الحدود، إلا أنها لا تترأس قائمة "أسخف التكهنات". فمجرد قراءة الأخبار عن فلاديمير بوتين وعن أجندة عمله يظهر لنا أنه يعمل فعلاً، إذ اقترح إنشاء وكالة حكومية اتحادية حول الجنسيات، وخطط لمقابلة رئيس قيرغستان، ووقّع على قانونين وأربعة مراسيم، وتحدث مع رئيس أرمينيا عبر الهاتف. لذا، فإن "وجود مؤامرة حول إخفاء وفاة الرئيس بوتين "قد يكون مبالغًا فيها قليلاً".

4- "إنه يعاني من مرض السرطان. لا، بل يعاني من ألم في ظهره. لا، لا، أنا أعلم، لقد أصيب بسكتة دماغية. ربما برشح؟".
أيمكن لبوتين أن يكون قد أصيب خلال ممارسته رياضة الجودو؟، يبدو أن الاستمتاع بالشائعات حول صحة الرئيس بوتين وصلت إلى مستوى "تلك" الشائعات التي تداولت حول صحة فيديل كاسترو. بعدما فشلت مؤامرات الاستخبارات المركزية الأميركية في إبعاد الزعيم الكوبي، بقيت الطريقة الوحيدة لديها، ألا وهي "التأملات والتخمين" حول صحة الزعيم عبر وسائل الإعلام.

ونشرت "واشنطن بوست"، يوم السبت الماضي، مقالة ذكرت فيها "لا شك أن مرض بوتين سيتم إخفاؤه، لسبب بسيط، ألا وهو أن الرجال الحقيقيين لا يمرضون". بالطبع، فإن صورة الرئيس بوتين كـ "الرجل الحقيقي"، كما تصفه "واشنطن بوست"، هي تلك التي يظهر بها في وسائل الإعلام الغربية. في حين أن الرئيس بوتين يستخدم"صورته" في روسيا كأداة للسياسة، وكذلك لترويج قيم مختلفة بعض الشيء، كممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين والشرب.

3- إنه يشهد ولادة "ثمرة حبه"!
على ما يبدو أن فلاديمير بوتين يشهد ولادة طفل له في سويسرا. غير أنه من غير المفهوم لماذا قد يتوجّه الرئيس بوتين إلى سويسرا ليشهد ولادة طفله. وباعتبار الاحتياطات الأمنية التي سيحتاج مكتبه اتخاذها لضمان رحلة سرية لبوتين إلى سويسرا، كي تبقى مجهولة، ربما، سيكون "أرخص" لو تم شراء عيادة سويسرية بكاملها ونقل جميع المعدات والعاملين لديها إلى روسيا!.

كما إنه ليس واضحًا تمامًا ـ لماذا؟، فإذا كان الرئيس قد عزم أن يشهد ولادة طفله، لماذا يستغرق كل هذا الوقت، لمجرد أن يشهد ولادة طفل؟، علمًا بأنه اختفى عن الأنظار يوم 5 مارس/ آذار.

بطبيعة الحال، فإن حقيقة عدم اختفاء طائرات الرئاسة وعدم توجهها إلى سويسرا في الأسبوع الماضي، وأن المرأة التي زعمت وسائل الإعلام أنها "حبيبته"، لاعبة الجمباز ونائب في مجلس الدوما الروسي، ألينا كابايفا كانت قد أنجبت طفلاً، لم يشغل بال أولئك الذين يقومون بتعميم شائعات أخرى لا أساس لها من الصحة.

2- تمت الإطاحة بالرئيس بوتين!
هذه "النظرية" من الشائعات الأقل شعبية حول سبب اختفاء فلاديمير بوتين؛ إذ إن "وظيفتها" تناول الشائعات وتمحيصها، فقط لا غير، ولا تذكر ما يقوم به الرئيس بوتين في واقع الأمر.

ووفقًا لمجلة "فوربس"، فهو إما أن رئيس الأركان الروسي سيرجي إيفانوف أو رئيس الشيشان رمضان قاديروف كان قد تولى ـ بالفعل - السلطة الآن.& كيف حصل هذا بالضبط؟ يبقى الأمر مبهمًا!، حيث إنه ظهر على التلفاز أيام الخامس والثامن والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من مارس/ آذار. ومع ذلك، فهذا لا يزال غير كافٍ لبعض وسائل الإعلام.

1- إنه مشغول جدًا في مشاهدة مسلسل "بيت من ورق"!
اقترح رسام الكاريكاتير لدى "واشنطن بوست" هذه "الفكرة". حسنًا، ليس هناك الكثير لنقضه حقًا. على الرغم من أن بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي لم يعلق ما إذا كانت جذور فلاديمير بوتين تنتمي إلى شخصية كيفن سبيسي أو فيكتور بتروف، الذي يمثل دور الرئيس الروسي الخيالي في المسلسل، ولكن شيء واحد واضح: عرض الحلقات الـ 13 في يوم واحد مضر بالصحة!.

قد يكون هذا أيضًا واحدًا من تلك الأوقات عندما يكون الحل الأكثر سخرية هو، على الأرجح، الحل الأقل استحالة. والخيار الآخر، قد يكون أنه سجل مجموعة من الاجتماعات لبثها على شاشات التلفاز، أطفأ جهاز الرد على المكالمات لديه، وذهب إلى الصيد. ولكن، هذا يعني أن يكون خارج المكتب للقيام ببعض الأمور مثل: التحدث إلى رئيس أرمينيا أو توقيع عدد من القوانين!.

وخلصت وكالة (سبوتنيك) إلى القول: على وجه العموم، إذا كان هنالك شيء واحد سببته هذه الضجة الإعلامية حول غياب بوتين، فهو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق نجومية تفوق نجومية كانييه ويست وكيم كارداشيان معًا.

&