أظهرت دراسة جديدة أن منظومتنا الشمسية كانت تتكون من مجموعة كواكب غير الكواكب التي نعرفها اليوم قبل أن يدمّرها كوكب المشتري. وتشير إلى أن المشتري أحدث&مجموعة اصطدامات في المنظومة الشمسية الداخلية، ومن رماد الكواكب العملاقة التي احترقت بهذه الاصطدامات، نشأ كوكبنا الأرضي والكواكب الأخرى المجاورة.


عبدالاله مجيد: تشير الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين برئاسة كونستانتين باتيغين من جامعة كاليفورنيا التكنولوجية وغريغوري لافلين من جامعة كاليفورنيا، إلى أن السمات الشاذة في منظومتنا الشمسية يمكن أن تُفَسر باندفاع المشتري، وكأنه كرة عملاقة من النوع الذي يُستخدم في تهديم المباني القديمة، ليهشم الكواكب الأصلية التي كانت معه في المنظومة الشمسية، ويفتتها إلى شظايا كونية.&

نسخة ثانية
توصل الباحثان باتيغين ولافلين إلى هذه النتيجة في إطار دراسة أوسع لمعرفة الطريقة التي نشأت بها المنظومة الشمسية، وكيف اتخذت شكلها الحالي. وقال الباحثان إنهما بعد دراسة مزيد من المنظومات المجاورة للمنظومة الشمسية أصبح واضحًا لهما أن منظومتنا مختلفة عنها.&

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن باتيغين إن المنظومة الشمسية لا تمثل الشكل المعهود للمنظومات الكوكبية بين المجرات "بل نحن في الواقع نوع من النشاز بينها". ومن الظواهر المحيرة بصفة خاصة، غياب أي كواكب بين عطارد والشمس. وعادة ما تكون هناك كواكب يزيد حجمها بضع مرات على حجم الأرض قرب النجم الذي يستضيفها.& وقال باتيغين إن منظومتنا الشمسية لم تخرج عن نمط نشوء الكواكب في عموم المجرة، والأرجح أن تغيرات لاحقة حدثت متسببة بتبدل شكلها الأصلي.&

برماد كواكب أخرى
ويقول فريق الباحثين استنادًا إلى حساباتهم إن كوكب المشتري الغازي العملاق بانجذابه نحو الشمس أخلّ بمدارات كل الكواكب، التي لم تكن مكتملة في غبار المنظومة الشمسية الأولى. وفي مجرى العملية أدى اصطدام جرمين في الفضاء إلى تفاعل متسلسل من الدمار. ويعتقد الباحثون أن الأنقاض الفضائية الناجمة من اندفاع المشتري كانت ستدمّر أي كواكب في أثره بعد 20 ألف سنة فقط.&

وقال لافلين إن الشيء نفسه يقلق العلماء، إذا دُمرت أقمار اصطناعية في مدار منخفض فوق الأرض، فشظاياها ستبدأ بالارتطام بأقمار اصطناعية أخرى، وتهدد بتفاعل متسلسل من الاصطدامات. وأضاف أن دراسة فريقه تشير إلى أن المشتري أحدث مثل هذا التسلسل من الاصطدامات في المنظومة الشمسية الداخلية. ومن رماد الكواكب العملاقة التي احترقت بهذه الاصطدامات، نشأ كوكبنا الأرضي والكواكب الأخرى المجاورة.
&