قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس إن الرئيس باراك أوباما أطلع زعماء من دول الخليج العربية يوم الخميس على الجهود الدولية التي تبذل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
&
وأضاف بن رودس في مؤتمر صحفي خارج قاعو اجتماعات القمة الخليجية في كامب ديفيد أن الولايات المتحدة سترحب بدعم دول الخليج للاتفاق الذي يشعر كثير من الزعماء العرب بالقلق من أن يمكن إيران من العمل بطرق تقوض الاستقرار في المنطقة.
&
وتابعت (إيلاف) مؤتمر بن رودس الذي قال فيه أن الرئيس أوباما سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء اعمال القمة الليلة. وأكد نائب مستشار الأمن القومي فيه رداً على سؤال حول خفض المشاركة في قمة كامب ديفيد قائلاً: الاجتماع فريد من نوعه رغم غياب الملك سلمان وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسي آل خليفة، فالأمراء محمد بن نايف ولي العهد ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد والأمير سلمان بن حمد ولي عهد البحرين هم من اصحاب القرار في بلديهم، ولكن "المهم هو العبرة في النتائج وتأكيد التزامتنا الامنية وتنفيذ خططنا الاستراتيجية".
&
سباق نووي&
&
وردا على سؤال بشأن احتمالات حدوث سباق تسلح نووي قال رودس إن أيا من دول الخليج التي تحضر القمة لم تعط مؤشرا على أنها تسعى لبرنامج نووي يمكن أن يثير القلق.
&
وبالنسبة لمسألة الثقة بإدارة اوباما والحديث عن تراجعها من جانب الحلفاء الخليجيين ، قالنائب مستشار الأمن القومي: نحن دائما واضحين وصريحين مع شركائنا وهذا يسهم في بناء الثقة، ثم ان توجهاتنا تستند لمصالحنا المشتركة، وسنشرح لهم الاتفقا النووي ونحن نرى أن لا بديل عنه فهو الأفضل.&
&
واكد بن رودس: التزامنا كبير في امن الخليج،، لكن مهم التنسيق والتعاون بين دول الخليج لتعزيز الأداء. ونرحب بتولي هذه الدول مهمة التحرك للدفاع عن أمنها.
&
وقال المسؤول الأميركي إن القلق الخليجي يتجاوز الملف النووي الإيراني، الى نشاط التهديد والتوسع الايراني.&
&
وكان بن رودس استهل مؤتمره الصحفي بالإشارة إلى إن أمام القمة عدة قضايا تتعلق بإيران سوريا اليمن، كما أن الرئيس أوباما أطلع الحضور على المفاوضات النووية مع إيران، وتم التأكيد على أن نشاط وخطوات ايران في المنطقة تشكل تهديداً للجيران.
&
حاجات أمنية&
&
وأضاف أنه تم استعراض ما تحتاجة دول الخليج في المجالات الامنية، وقال إن هناك تحضيرات تجري عما ستتخذه واشنطن من اجراءات واتفاقيات مع دول الخليج.&
&
واشار بن رودس إلى أن هناك استراتيجية موسعة ندرس الاسراع لبناء القدرات الامن البحري بما في ذلك الدرع الصاروخي وأمن الحدود لتمكين دول الخليج من مواجة التهديدات الامنية ايران وارهاب داعش ومواجهة التدخلات الخارجية.
&
وقال إن إفادة الرئيس اوباما أمام قادة الخليج تناولت الملف النووي وهو أمر مهم، ونحن نسعى الى ان التأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني محاصر بحدود حددها الاتفاق وضمن ذلك التحقق منه وان لا تستخدمه ايران الا للاغراض السلمية.&
&
واكد نائب مستشار الأمن القومي أن الولايات المتحدة ترفض السباق النووي في المنطقة، كما أننا لم نلمس من دول الخليج اية مساعي بالحصول على برامج نووية.&
&
المجموعة الاستراتيجية&
&
وقال بن رودس إن مجموعة العمل الاستراتيجية المشكلة في البيت الأبيض ناقشت جهود ايران للاخلال بالاستقرار في المنطقة لننا ندرك ان هناك قلقا لدى دول الخليج، من نووي ايران ونحاول ان نقدم لهم تطمينات عملية.&
&
وشدد المسؤول الأميركي على أن لدينا التزام تجاه امن الخليج ومن المهم ان يحصلوا على موقف واضح بشان برنامج ايران، وقال لقد أكدنا خلال اللقاءات التي جرت قبل انطلاق القمة على أن الاتفاق النووي مع ايران جزء من اتفاق اوسع نحو الاستقرار.&
&
واضاف: نحن نتحاور مع ايران جول اتفاق محدد وليس اتفاق اوسع او تقارب معها، وسيكون هناك تخفيف للعقوبات التي فرضت نتيجة لذلك الملف.&
&
وقال انه تم ايضا عرض سلوك ايران ودعمها للارهاب في المنطقة ايضا وهو موضوع كان محط بحث واهتمام.
&
ونبه بن رودس: نعمل على ابرام الاتفاق مع ايران والتقارب سيتم استنادا لتغيير سلوك ايران في الفترة الزمنية وهي 10 سنوات، و"نريد من إيران أن تكون أكثر اندماجا مع المجتمع الدولي وسنراقب برنامجها لللسنوات التالية".&
&
سلوك ايراني رديء&
&
وقال إن ايران ليست نموذجا جيدا يحتذى في الالتزامات، هي تقوم سريا بالتخصيب، وهذا ليس سلوكا دوليا محترما، وعليها أن تدرك أن هناك طرقا اخرى وعلنية للحصول على الطاقة، فعلى سبيل المثال كنا اتفقنا مع دولة الإمارات للحصول على الطاقة باسلوب سلمي ومحترم.&
&
وكرر بن رودس: نريد لإيران ان تنأى بنفسها عن الحصول على سلاح نووي وهناك اسلوب آخر للحصول على الطاقة لأغراض سلمية.&
&
وقا نائب مستشار الأمن القومي في قال البيت الأبيض إنه تم بحث سبل تعجيل دعم دول الخليج عسكريا، وبمنظومات دفاع صاروخي، وتعزيز أمن الحدود.&
&
وأشار إلى أنه "تلقينا طلبات من دول الخليج بالتسليح قبل انعقاد القمة"، مشدداً على أنه "سنعزز من مساعينا لبناء القدرات الدفاعية لدول الخليج".
&
لا سعي نوويا
&
وقال بن رودس: لم نتلق أي إشارة من دول الخليج على سعيها لبرامج نووية، بينما إيران تخصب اليورانيوم سرا وتنتهك القواعد الدولية.
&
وأضاف: كانت هناك طلبات من دول الخليج فبعض الشركاء تكلموا ن تهديدات من الجانب البحري ونشاط ايران البحري وهم يريدون تكاملا افضل بين انظمة الدفاع في دول الخليج.&
&
وتابع المسؤول الأميركي: قدراتنا في الخليج كبيرة ونحاول الاسراع بتعزيز قدرات حلفائنا وهناك مناورات مشتركة ستجري هناك برنامج كثيف يجري الاعداد له و"نؤمن بأن الخليج بشكل جماعي سيتسفيدون من التعاون معنا".
&
وحين سئل عن منظومة الدفاع الاستراتيجي، قال بن رودس: هذا الأمر سيتم بحثه بالتفصيل في وقت لاحق.&
&
التهديد البحري&
&
وقال بن رودس: ندرك أن التهديد البحري في مضيق هرمز من اهم النقاط المقلقة التي سنساعد بها دول الخليج، ونريد دعم شركائنا بدعم قدراتهم البحرية اضافة لقدراتنا الموجودة هناك.
&
ونبه المسؤول الأميركي إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بمعالجة السلوك الايراني البحري، ومع تطوير شركائنا لقدراتهم، فإننا ندرك ايضا انه ستكون هناك تهديدات من جانب ايران ومنظمات ارهابية قد تطال سفنا واهدافا بحرية.&
&
وبالنسبة للعقوبات، أشار بن رودس إلى أنها ظلت مفروضة على ايران منذ 7 سنوات وهي لم تمنعها من الخطوات التي تقوم الان، وهي وجدت تمويلا لبرنامجها النووي.&
&
وقال إن رفع العقوبات سيسهم بتحسين الاقتصادر الايراني ولكن لا ننفي احتمال ان بعض المال سيستخدم في التهديد مستقبلا أو تدخلها بدول الخليج، "ولكن هنا أؤكد أن لدينا القدرة على اعادة العقوبات مرة ثانية في حال اي انتهاك ايران للاتفاق النووي".
&
سوريا&
&
وحول الأزمة السورية، قال نائب مستشار الأمن القومي إن سوريا مطروحة على جدول الاعمال، ونحن نؤمن بضرورة ان تكون دول الخليج على موقف واحد من الازمة السورية، كما أننا ننسق مع هذه الدول لتوفير مساعدات للمعارضة من السلاح وغيره.
&
وقال بن رودس إنه لم تتم مناقشة موضوع مناطق الحظر الجوي في سوريا "لكننا قد نسمع مطالب من بعض الدول الخليجية باجراءات اكثر في المسألة السورية"، وقال إن الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي هو الاكثر طرحا لهذا الامرن وذلك خلال لقاءات سابقة له مع مسؤولين أميركيين.
&
وأكد نائب مستشار الأمن القومي: "نحن مستعدون دائما لمراجعة خياراتنا ضد النظام في سوريا".&
&
اليمن&
&
وبالنسبة لليمن، قال بن ردودس إن الولايات المتحدة دعمت الجهد السعودي لإعادة الشرعية في اليمن، مشيرا إلى أن السعودية ودول الخليج اساسا لم تكن تريد العمل العسكري بل كانت ولا تزال ترغب بحل سياسي.&
&
وقال اننا دعمنا كذلك الهدنة الحالية إذ لا بد من ممرات للمساعدات الانسانية واعمال الإغاثة.&
&
أما بالنسبة لموضوع الإرهاب وتنظيم (الدولة الإسلامية)، قال بن رودس: بحثنا تعزيز قدرات دول المنطقة لمواجهة داعش، ونحن ملتزمون وأكدنا ذلك دائما بالدفاع عن حلفائنا في مواجهة التهديدات الإرهابية سواء من الجماعات الإرهابية أو إيران.
&
وفي الختام، قال بن رودس رداً على سؤال إن حقوق الانسان والحوكمة الشمولية في دول الخليج مطروحة على أجندة القمة أيضا، "لكن المهم هو ان نوفر نماذج من المشاركة الشاملة سياسيا واقتصاديا في تلك الدول والمحادثات قائمة في هذا المجال".&