&واشنطن : مع انتهاء صلاحية احكام مكافحة الارهاب الاميركية منتصف ليل الاحد وفشل مجلس الشيوخ في تجنب ازمة في ملف الامن القومي، صب المشرعون الاميركيون غضبهم على شخص واحد هو راند بول.

وهذا السناتور من ولاية كنتاكي ومعروف بمواقفه المتفجرة في مجلس الشيوخ وسجل أهم مآثره منذ وصل الى واشنطن قبل خمسة اعوام، وأعلن أخيرا عن ترشحه لخوض انتخابات الحزب الجمهوري استعدادا لدخول السباق نحو البيت الأبيض العام المقبل.
&
منع قانونا
&
وتمكن بول بمفرده من منع إقرار مشروع القانون الاصلاحي "قانون الحرية الاميركي" الذي يلغي برنامجا حكوميا للمراقبة مثيرا للجدل يجمع بيانات الهاتف الخاصة بملايين الاميركيين الذين لا علاقة لهم بالارهاب.
كما انه حال دول تمديد قانون "باتريوت اكت" الذي يشمل البرنامج المثير للجدل نفسه الذي تديره وكالة الامن القومي والذي كشف وجوده ادوارد سنودن قبل عامين، قبل انتهاء صلاحيته.
لكن المهلة نفسها تنتهي بالنسبة لبرنامجين لا جدل حولهما ويعتبران من الادوات المهمة لضمان الامن القومي، وهما التنصت المتجول الذي يستهدف افرادا يغيرون رقم هاتفهم مرارا وهيئة متابعة "الذئاب المنفردة".
وقالت السيناتورة الديموقراطية كلير مكاسكيل غاضبة "السبب الوحيد لتعثرنا هو راند بول" بعد اعتراضه على اقرار القانون الاصلاحي او التمديد لفترة قصيرة لقانون "باتريوت اكت".
كما اعرب زملاء بول الجمهوريون كذلك عن غضبهم، فيما اقتربت الساعة من منتصف الليل من دون حل منظور.
وصرح رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور لوكالة فرانس برس ان السعي الى انتهاء مهلة احكام الامن القومي "يعني تعذر استخدام عدد من ادوات القسم 215 في التحقيقات الجديدة". واضاف "ان موظفي وكالة الامن القومي الذين يستعينون بالعادة بقاعدة البيانات لن يتمكتوا من ذلك، والفضل في ذلك يعود كله الى راند بول".
واضاف بور "استمعت الى راند بول يعترض على كل شيء".
وترددت تصريحات مشابهة في ارجاء تلة الكابيتول حيث استعاد المشرعون كيف ساهم بول في اغراق مجلس الشيوخ في الفوضى بعد منتصف ليل 23 ايار (مايو).
فمع استعداد المجلس لبدء عطلة تستغرق اسبوعا، عرقل بول تمديد احكام الامن القومي لفترة قصيرة ما اجبر زعيم الاكثرية ميتش اوكونل على الدعوة الى جلسة نادرة الاحد سعيا الى حل قبل انتهاء صلاحية تلك الادوات.لكن المجلس فشل، ما تسبب باحراج كبير لاوكونل الذي كان اعرب عن دعم ترشح بول للرئاسة.
والمح الكثيرون من منتقدي بول الى انه يناور لاغراض سياسية ولتحريك حملته الانتخابية على حساب الامن القومي.
&
&تصرف غير مسؤول&
&
وحذرت السيناتورة الديموقراطية ديان فاينستين "انه تصرف غير مسؤول، ان يمنع سيناتور واحد العمل لتمديد واصلاح ثلاث ادوات لمكافحة الارهاب لمكاسب سياسية خاصة به". واضافت "ان رهن برامج حيوية للامن القومي لجمع التمويل السياسي امر فظيع، لكن هذه هي حالنا اليوم".
وتطرق السناتور جون ماكين الذي كان مرشحا رئاسيا في 2008 واصطدم مع راند بول مرارا، الى طموحات الاخير السياسية. &وصرح ماكين الذي يراس لجنة القوات المسلحة في المجلس "من الواضح انه يعطي اولوية لجمع الاموال وطموحاته السياسية اكثر من أمن الامة"، بحسب قناة السي ان ان.
ورد بول على منتقديه قائلا "اعتقد ان بعضهم يتمنى في سره حصول هجوم لالقاء اللوم علي".
&