كانت الاسرائيلية جيل روزنبرغ الأجنبية الوحيدة التي تقاتل مع الأكراد ضد داعش، لكن استفحال النفوذ الإيراني دفعها إلى مغادرة الجبهات والعودة إلى إسرائيل.

بيروت: غادرت جيل روزنبرغ، الاسرائيلية من أصل كندي التي كانت أول أجنبية تساعد الفصائل الكردية على التصدي لتنظيم داعش، الخطوط الأولى للقتال عائدة إلى إسرائيل بحسب وكالة رويترز، وأرجعت السبب إلى انتشار النفوذ الإيراني في مناطق الحرب، ما يؤكد التعاون العميق بين إيران والأكراد.
&
تدخل إيراني
فبعد ثمانية أشهر كانت في معظمها بمعزل عن العالم الخارجي، الأمر الذي أثار تكهنات بأنها سقطت في الأسر، عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن سعادتها بعودة روزنبرغ المفاجئة الأحد، لكنها ربما تواجه محاسبة قانونية لسفرها بشكل غير قانوني.
وقالت المتطوعة السابقة في الجيش الإسرائيلي (31 سنة) إن الدروس المستخلصة من محرقة النازي دفعتها إلى المساعدة في حماية الأكراد وأقليات أخرى في الشرق الأوسط تعرضت للترويع بسبب تقدّم داعش. وقالت لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "أعتقد أننا (اليهود) نرفض بشكل قاطع تكرار المحرقة، وأنا أفهم ذلك باعتباره لا يعني اليهود فقط بل أي شخص، لا سيما النساء والأطفال في سوريا أو العراق".
اضافت: "لكن على مدى الأسابيع الأخيرة، أعتقد أن عوامل كثيرة تغيرت هناك في ما يتعلق بما يحدث في الحرب. التدخل الإيراني ظاهر بشكل أكبر. الأمور تغيرت بما يكفي، بحيث إنني شعرت بأن الوقت حان للعودة إلى الوطن".
&
دويخ نوشا
التحقت روزنبرغ بوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، قبل أن تنتقل إلى دويخ نوشا، وهو فصيل مسيحي مسلّح في العراق. وكلا البلدين في حال حرب رسمية مع إسرائيل، التي تحظّر على مواطنيها السفر الى هناك. وإيران من بين الدول في المنطقة التي ترسل قوات لمحاربة داعش في العراق.
وقال جهاز المخابرات الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" إنه استجوب روزنبرغ بعد وصولها الى تل أبيب. ولم يذكر تفاصيل في شأن ما إذا كانت ستواجه اتهامات جنائية، لكنّ مسؤولاً قضائياً إسرائيلياً أوضح أن ذلك مستبعد.
ودعت كندا روزنبرغ إلى الخروج من سوريا. ولم تعقب السفارة الكندية في إسرائيل على الفور على عودتها. وتنحدر روزنبرغ من كندا، وهاجرت من هناك إلى إسرائيل بمفردها. لكنها قد تواجه مشكلة مع السلطات الأميركية.

مشكلة مع أميركا
والجدير بالذكر أنه في العام 2009، اعتُقلت روزنبرغ في إسرائيل بشأن عملية تحايل دولية عبر الهاتف، وجرى ترحيلها إلى الولايات المتحدة حيث أمضت وقتًا في السجن. وقال ياهيل بن أوفيد، أحد محاميها، إن روزنبرغ أفرج عنها قبل انتهاء مدتها في 2013، بشرط أن تبقى تحت المراقبة على الأراضي الأميركية أو الإسرائيلية.
وذكر بن أوفيد: "أعتقد أنها ربما انتهكت ذلك بالذهاب إلى سوريا، قد يشكل هذا مشكلة بالنسبة إليها».
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتحرون القضية.
&