رغم استئناف العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوبا، يعيش الشعبان حالة من القلق من ما سيحصل بعد فتح السفارتين، وكيف ستتطور هذه العلاقات المقطوعة منذ ما يفوق النصف قرن.

هافانا: رفع العلم الكوبي الاثنين على مبنى وزارة الخارجية الاميركية مع الاستئناف التاريخي للعلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن بعد سنوات من العداء بين البلدين.
واضيف العلم الكوبي الى اعلام الدول الاخرى المرفوعة خارج المبنى في العاصمة الاميركية، كما ذكر مصور لوكالة فرانس برس. وسيرفع ايضا على مقر البعثة الدبلوماسية الكوبية في واشنطن التي رفعت الاثنين الى مستوى سفارة.
&
&وعشية الاستئناف الرسمي للعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوريا بعد قطعها منذ ما يفوق النصف قرن،&قالت الثمانينية الاميركية رينا بيريز "كنت اظن أني سأموت قبل أن يحصل هذا".
&
وتعد رينا بيريز التي وصلت الى كوبا قبل 56 عامًا مع زوجها الكوبي، واحدة من مئات الاميركيين الذين اختاروا العيش في الجزيرة. ويجعلها هذا التطور الدبلوماسي اليوم تشعر في آن واحد "بالسعادة و...القلق".&
وقالت: "ينقص 700 الف منزل هنا. هناك من سيكسب المال من اعادة الاعمار (...) الولايات المتحدة تريد كسب المال وستكسبه". إلا انها اعترفت بأنها لا تعارض ذلك بالضرورة. لكن رينا تتخوف من ان يختفي ما يجعل هذا البلد "جميلاً".&
&
ويعبر عن هذا القلق نفسه باشا جاكسون (32 عامًا). ويعيش هذا الاميركي الذي يتحدر من كاليفورنيا، في كوبا، منذ ست سنوات ويستفيد من منحة للدراسة في المعهد الاميركي اللاتيني للطب (اسكولا لاتينواميريكانا دو ميديسينا)، حيث يدرس قسم كبير من الطلبة الاميركيين في هافانا.
وقال هذا الطالب: "بصراحة، لا اعرف ما هو التغيير الذي سيحدثه فتح السفارة. لكن آمل" في أن يحصل، مؤكدًا انه يتعين على البلدين ان يتعلما من بعضهما.
واضاف جاكسون: "ان تكون فقيرًا في اوكلاند (كاليفورنيا) حيث اعيش، يعني ان تكون مريضًا"، فيما "كوبا بلد فقير انما من دون المخدرات وكل آفاتها". ويعترف بأنه يرغب في نقل نموذج الضمان "الصحي الشامل" المعتمد في كوبا الى بلاده.
&
كوبا مستقلة
اما غراهام سووا الطالب الآخر في الطب في هافانا، فيقول انه "مسرور لأن الولايات المتحدة بدأت تنظر الى كوبا اخيرًا باعتبارها بلدًا مستقلاً" يمكن التعاون معه "على قدم المساواة".
ويعرب غراهام سووا المقيم في كوبا منذ خمس سنوات عن سروره "لمشاهدة علم بلاده يرفرف تعبيرًا عن العلاقات الجديدة مع جارنا".
وقال: "لدينا امور مشتركة اكثر مما نعتقد". فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من&صعوبة الوصول الى الانترنت، يتابع الكوبيون المسلسلات الاميركية مثل غيم اوف ثرونز أو حياة المشاهير مثل مغني الراب النيويوركي جاي-زد.
ويلاحظ بابلو مننديز، عازف الغيتار والمؤلف الموسيقي الذي جاء من كاليفورنيا ويعيش في كوبا منذ 49 عامًا، اوجه تشابه ايضا.
ويقول هذا الفنان الذي يضع حلقًا في اذنيه وكوفية تركية على رأسه إن "رجال السياسة بطيئون دائمًا اما الفنانون فيتفقون جيدًا". وعلى المستوى الموسيقي على سبيل المثال، قال "إن الولايات المتحدة وكوبا قطبان اساسيان لثقافة ذوي الاصول الأفريقية".
&
صعوبة السفر
وعندما سمع بابلو خبر اعادة فتح السفارتين الاثنين، شعر بـ"السعادة"، لكنه لم يكن متأكدًا من ان ذلك سيساعده على الحصول على تأشيرة لزوجته الكوبية.
وقال هذا الفنان الذي نقلت اليه والدته مغنية البلوز بربارا داين عشقها للجزيرة، إن "والدتي في الثامنة والثمانين ووالدي في الثانية والتسعين. ارغب في ان تلتقي بهما، لكن الولايات المتحدة ترفض من دون تبرير".
وفي 1966، كانت بربارا داين "الفنانة الاولى التي تحدت الولايات المتحدة وجاءت الى كوبا. لم نكن نعرف هل سيضعونها في السجن ام لا".
وترغب كونر غوري التي تقيم في الجزيرة منذ 2002، في ان تتمكن من السفر بسهولة، لكنها ما زالت تشكك في التغييرات التي ستحصل. فهذه السيدة الآتية من نيويورك والمتزوجة من كوبي والصحافية المدونة ومؤسسة اول مقهى ادبي اميركي في كوبا، تعرب عن انزعاجها من الضجة الاعلامية الحالية.
وفي اشارة الى 12 فئة فقط من المواطنين الاميركيين يسمح لهم في الوقت الحاضر بالسفر الى كوبا (فنانون وصحافيون واساتذة جامعيون...)، قالت إن "رفع علمنا لا يعني شيئًا بالنسبة لي طالما أن عائلتي لا تستطيع المجيء بصورة قانونية الى هنا".
واضافت هذه الشخصية البارزة بين الاميركيين المهاجرين في هافانا "طالما لم يفتتح خط لا يكلف 950 دولارًا الى (...) نيويورك، وطالما ان العائلات الكوبية لا تنعم بنوعية الحياة التي تستحقها بسبب الحصار، فإن ذلك لايعني شيئًا".
وتؤكد كونر الجالسة في مقهاها الهادىء والاخضر في "كالي 23" احد ابرز شوارع وسط المدينة، "ليست هناك نتائج ملموسة".
&
& &&