قالت تركيا إن ضرباتها الجوية ضد مسلحي (داعش) والانفصاليين الأكراد قد "تغيّر قواعد اللعبة في الإقليم"، بينما قال تقرير لندن إن هذه الضربات ليست "مضللة" فحسب، بل "خطرة وكارثية".
&
نصر المجالي: قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه مع تغيير قواعد اللعبة في سوريا والعراق وفي عموم المنطقة، فإنه ليست لدى بلاده خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا، وأن الضربات الجوية تهدف إلى دعم المعارضين المعتدلين الذين يقاتلون (داعش).
&
وقد قصفت المقاتلات التركية الأحد مرة ثانية معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وسيعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعًا طارئاً لمناقشة الوضع في تركيا بناء على طلب الحكومة التركية.
وقال أوغلو في اجتماع مع رؤساء تحرير صحف تركية، ثمة الآن "أوضاع جديدة" في الصراع في المنطقة بعد العمل العسكري التركي الأخير.
&
حضور تركيا&
ونقلت صحيفة (حريت) التركية عن داوود أوغلو قوله إن "حضور تركيا، التي يمكن أن تستخدم قواتها بفاعلية، يمكن أن يؤدي إلى نتائج تغيّر اللعبة في سوريا والعراق وفي عموم المنطقة. ويجب أن يرى الجميع ذلك".
وأضاف أن على الدول الأخرى "تقييم ومراجعة مواقعها طبقًا لذلك".
ونُقل عن أوغلو قوله إنه على الرغم من استمرار الخلافات مع واشنطن بشأن جوانب السياسة في سوريا، فهناك أرضية مشتركة كافية للتوصل لاتفاق بشأن فتح القواعد الجوية.
ونقلت صحيفة حريت عنه قوله "من النقاط المهمة التغطية الجوية للجيش السوري الحر والعناصر المعتدلة الأخرى التي تقاتل تنظيم داعش.
&
لا وحدات برية&
وأضاف رئيس الحكومة التركية: "إذا لم نرسل وحدات برية على الأرض، ونحن لن نفعل فلابد حينئذ من حماية تلك القوات التي تعمل كقوات برية وتتعاون معنا".
وختم داود أوغلو قائلاً: إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يمكن "أن يكون له مكان في سوريا الجديدة" إذا لم يسبب قلقًا لتركيا وقام بقطع كل علاقاته مع إدارة الرئيس السوري بشار الأسد، وتعاون مع قوى المعارضة.
وظهر الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي بوصفه الشريك البارز الوحيد على الأرض حتى الآن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع قتاله ضد (داعش)، ولكن الانتصارات التي حققها الأكراد السوريون أثارت قلق تركيا التي تخشى أن يثيروا المشاعر الانفصالية في ما بين الطائفة الكردية.
ويشار إلى أنه لحزب الاتحاد الديمقراطي صلات بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد منذ 30 عامًا ضد الدولة التركية من أجل حصول الأكراد على حقوق أكبر وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا على أنه منظمة إرهابية.
&
خطرة وكارثية&
وإلى ذلك، وصفت صحيفة (التايمز) في مقالة جاءت تحت عنوان "الدائرة الحارقة"، الضربات الجوية التركية للإنفصاليين الأكراد، بأنها ليست "مضللة" فحسب، بل "خطرة وكارثية".
وقالت الصحيفة إن "على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن هذا القرار فوراً". وأضافت أن "إضعاف الأكراد سيسمح لتنظيم (داعش) بتوسيع وجوده في شمال العراق، إذ أنه يدفع بقواته باتجاه بغداد في الجنوب".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضربات الجوية ستؤدي إلى نشوب سلسلة من الاشتباكات بين الأكراد الأتراك وقوات الأمن.
وقالت إنه ليس من الصعب استيعاب لماذا اختارت تركيا ضرب الأكراد وإعلان الحرب عليهم مع أنهم يتصدون لتنظيم داعش على الحدود، إذ وصف رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو أن "تركيا محاطة بحلقة من النيران".
وختمت (التايمز) بالقول إن "أوغلو وحكومته يعتبرون أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديداً لهم، إلا أنهم مخطئون، لأن الأكراد الانفصاليين لطالما أثبتوا أنهم محاورون مسؤولون".
&