أظهر فريق من الفلكيين في دراسة جديدة أن انوار الكون تخبو في مؤشر الى احتضاره لأن نجومه تموت بوتيرة أسرع من نشوء نجوم جديدة تحل محلها.&


عبدالإله مجيد من لندن: قدم الفلكيون أدلة جديدة على ان الكون يموت ببطء بعد توجيه عدد من اقوى التلسكوبات في العالم نحو أعماق سحيقة من الفضاء لتحليل الضوء المنبعث من أكثر من 220 الف مجرة بعيدة.

وتوصل العلماء الى ان الكون فقد أكثر من نصف بريقه خلال الملياري سنة الماضية وسيفقد اكثر من ذلك بكثير خلال الملياري سنة المقبلة.

وقال العالم الفلكي جون ليسكي من المرصد الجنوبي الاوروبي في المانيا الذي شارك في الدراسة ان حالة الكون اشبه بانسان "يتكور على الكنبة ويصبح خاملا".

ويعود السبب في انطفاء انوار الكون الى هبوط معدل نشوء نجوم جديدة الذي بلغ ذروته قبل نحو 8 مليارات سنة.

وتسطع النجوم باندماج الهيدروجين لتكوين غاز الهليوم ولكن معدل ولادة نجوم جديدة ينخفض بوتائر متسارعة مع ما تستهلكه من امدادات وقودها الكوني.&

ويقدر العلماء أن يستمر الكون في فقدان بريقه على مدى مليارات السنين الى ان يقتصر وهجه على مجموعة من النجوم.

ونقلت صحيفة الغارديان عن الفلكي ليسكي ان العلماء لا يستطعيون ان يحددوا لحظة في المستقبل ينطفئ فيها الكون لأن قدرا صغيرا جدا من النشاط سوف يستمر مليارات السنين.

واستخدم الفريق الدولي من الفلكيين تلسكوبات ارضية وفضائية قوية لمراقبة مساحات من الفضاء بحجم 1000 قمر مكتمل وقاسوا الضوء المنبعث من مجرات تقرب 500 مليون سنة ضوئية واخرى تبعد مليارات السنوات الضوئية.

ثم قام العلماء بتحليل الضوء في أطوال 21 موجة، من الموجات فوق البنفسجية الى المرئية وتحت الحمراء.&

وبتحليل ضوء النجوم على مدى مثل هذه الأطوال الموجية المختلفة تمكن العلماء من حساب معدل خفوت بريق الكون بدقة أكبر من ذي قبل.

وعلى سبيل المثال ان الحسابات الجديدة تأخذ في الاعتبار جسيمات الغبار في الفضاء التي تمتص الضوء المرئي من النجوم وتعيد ارساله بالموجة تحت الحمراء.&

وقال الفلكي ليسكي ان نتائج الدراسة خطوة صغيرة لحل اللغز في تاريخ الكون الذي يعود الى الانفجار الكبير.

وشاركت في جمع هذه البيانات تلسكوبات متعددة بينها تلسكوبات تابعة لوكالة الفضاء الاميركية والتلسكوب الجنوبي الاوروبي في تشيلي والتلسكوب الانغلو ـ استرالي في استراليا. وقُدمت النتائج الى مؤتمر اتحاد الفلكيين الدولي المنعقد في هونولولو.&

وقال الفلكي في جامعة كوين ماري في لندن ويل سذرلاند ان العلماء درسوا بريق مكعبات هائلة من الفضاء بقياس مليون سنة ضوئية على كل وجه من وجوهه الستة.

وكان بريق أصغر المكعبات عمرا (نحو نصف مليار سنة ضوئية) يعادل 11 مليون شمس وبريق أكبرها عمرا (نحو 2.5 مليار سنة ضوئية) يعادل 19 مليون شمس.&

واضاف سذرلاند "ان الكون لن ينطفئ قريبا بل سيخبو وما سيبقى حينذاك نجوم حمراء قديمة صغيرة تظل تسطع زمنا طويلا".