قال خبراء اوروبيون في مكافحة الارهاب ان التهديدات الأمنية وتعطيل المصالح والأعمال ستكون هي "الوضع الطبيعي" الجديد في اوروبا حيث ستبقى المخاوف الأمنية وحالة الاستنفار عالية خلال الأشهر المقبلة.
&
وبعد اعتداءات باريس واحباط مخططات متعددة لتنفيذ هجمات اكد خبراء في بريطانيا واوروبا ان الأجهزة الامنية أخذت تسلّم الآن بحقيقة ان لدى تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" النية والقدرة على ضرب اهداف اوروبية بهجمات ذات مهنية عالية في التخطيط والتنفيذ. &
&
وكانت مناطق من مدينة ميونيخ أُخليت بسبب التهديدات الارهابية ليلة رأس السنة وأُلغيت احتفالات أو حُدد نطاقها في مدن اوروبية أخرى بسبب المخاوف الأمنية.&
&
وتوقعت الباحثة مارغريت غيلمور الزميلة في المعهد الملكي للخدمات الموحدة مزيدا من مثل هذه الاجراءات التي تعطل مجرى الحياة الاعتيادية في الفترة القادمة. &
&
واشارت غيلمور الى ان منظمات ارهابية تحاول منذ 15 سنة تنفيذ هجمات في اماكن مزدحمة وبالتالي فان هذا ليس بالأمر الجديد ولكن "ما هو جديد ان داعش اثبت بعد اعتداءات باريس انه قادر على تنفيذ هجمات مريعة خارج ساحته التقليدية في الشرق الأوسط". &&
&
واضافت غيلمور ان استهداف العاصمة الفرنسية أكد سرعة نمو داعش وان على الأجهزة الأمنية في كل بلد اوروبي ان تقدر حجم كل تهديد حسبما تراه ولكن معرفتها بأن داعش يستطيع ان ينفذ هجمات كبيرة تعني مزيدا من الاجراءات الأمنية وامكانية الغاء المزيد من الفعاليات العامة والمهمة.&
&
ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحثة غيلمور قولها "رأينا في باريس انهم قادرون على التحكم بالعملية ـ قادرون على التدريب والتخطيط وتنفيذ هذه الهجمات ، وهذا أمر على الأجهزة الأمنية في عموم اوروبا ان تأخذه بكل جدية". &
&
وقال البروفيسور ريك كولسايت الخبير بشؤون الارهاب في جامعة غنت البلجيكية ان لا جديد في محاولة جماعات ارهابية استهداف تجمعات عامة كبيرة مثل الاحتفال في ليلة رأس السنة ولكن قدرات داعش تعني "ان اوروبا تدخل حقبة جديدة".
&
ولاحظ البروفيسور كولسايت ان داعش أصبح "موضوعا لخيالات من كل صنف في أذهان افراد من كل نوع ، من باحثين عن الاثارة الى مختلين عقليا" يريدون الانضمام الى داعش ، ومن شأن هذا ان يزيد مهمة الأجهزة الأمنية صعوبة.&
&
وقال البروفيسور كولسايت "اننا سنواجه وضعا طبيعيا جديدا في الأشهر المقبلة... وأخشى ان يكون هناك مزيد من التهديدات ومزيد من تعطيل الأعمال ومزيد من مداهمة البيوت ومزيد من الاعتقالات حين تدرك الدول حجم هذه الجماعة ونياتها". &واضاف "ان هذا شيء علينا تعويد انفسنا عليه". &
&
كما حذر الباحث البلجيكي من ربط أزمة اللاجئين في اوروبا بتزايد التهديدات الارهابية. &واعرب عن خشيته مما سماه "الجمع بين هذين الأمرين في ما يقرب من الهستيريا". &وشدد البروفيسور كولسايت على ضرورة "عدم الخلط بين هاتين القضيتين المنفصلتين والحذر من أي سياسيين يحاولون الخلط بينهما بل ويخلطون بينهما لمآرب خاصة تضر بنسيج مجتمعنا".
&