أكد إعلاميون سعوديون أن قرار المملكة إعدام 47 مدانًا بالإرهاب شأن داخلي صرف، لا يجوز التدخل فيه، مشيرين إلى أن المملكة لم يسبق لها أن تدخلت يومًا في الشأن الإيراني، أو في شؤون أي دولة أخرى.
&
الرياض: علّق إعلاميون سعوديون لـ "إيلاف" على ردة الفعل الإيرانية المستهجنة تجاه قرار السعودية إعدام مدانين بالارهاب والإضرار بالأمن العام السعودي، فأجمعوا على أن الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد غير مبرر، ويأتي في إطار تدخل إيران المباشر والدائم في شؤون الدول الخليجية.
&
وفي هذا الإطار، يلفت محمد التونسي، رئيس تحرير جريدة رؤية الإماراتية، النطر إلى أن طول فترة اعتقال المدانين بالإرهاب "دليل على مرورهم بمحاكمة عادلة، ومستفيضة، والدليل على عدل هذه المحاكمة أيضًا مرورهم على العديد من القضاة لا على قاض واحد، كما تمت محاكمتهم في الإطار الشرعي اللازم".
&
تدخّل سافر
&
وكذلك، يقول الصحافي السعودي خالد المطرفي إن تأخر السعودية في تنفيذ حكم الإعدام دليل قاطع على اجراءات قضائية كبرى بدأت من هيئة التحقيق والإدعاء العام ومرت في أربع مراحل قضائية حتى تمييز الحكم ورفعه إلى المقام السامي، "وهذا تأكيد على أن الحكم صدر بعد استفاضة كاملة من الإجراءات القضائية المعترف فيها شرعًا في المملكة، ولا صلة له بما يروى اليوم عن تخصيص السعودية أكبر موازنة لحفظ الأمن، فضخامة هذه الموازنة جاءت كي يحظى المواطن والمقيم بالأمن والأمان، فيمارس كل منا حياته الطبيعية في المملكة بطمأنينة".
&
أما الصحافي والكاتب محمد آل الشيخ فيؤكد أن أي حكم قضائي "لم يحظَ بمثل هذا التأييد والمساندة الشعبية كقرار إعدام هؤلاء المدانين بالارهاب، وهذا ترجمة للانسجام المشهود بين القاعدة الشعبية والقيادة السعودية"
&
التونسي أكد أن هذه المحاكمة "شأن خاص بنا نحن السعوديين، دون غيرنا، فلا لدولة أخرى حق التدخل فيها، سواءً أكانت إيران أو غيرها، كما أرى أن السعودية بإجرائها هذا كسبت احترام العالم أجمع، وخصوصًا من يحترم الأحكام والأمن والاستقرار، وأهمية هذه العوامل بالنسبة إلى سلام المجتمعات والدول والشعوب".
&
ويقول المطرفي: "لم يسبق للمملكة أن تدخلت يومًا في الشأن الإيراني أو في شؤون أي دولة أخرى، لا في القضاء ولا في السياسة ولا في غير ذلك، فسيادة الدول مكفولة، لذا من باب الأدب ألّا يتدخل أحد في الشأن السعودي الداخلي، والسعودية مارست حقها السيادي في اتخاذ كافة إجراءاتها التي تكفل لها ولشعبها أمنًا مستقرًا تمارس به الحياة بشكل طبيعي داخل المملكة".
&
ويتطرق، في السياق نفسه، إلى وجود إيران في العراق، فيصفه بـ "الوجود الطائفي الذي قام على تهجير معظم سكان المناطق السنية، ولا ننسى أن إيران التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان لم تراع أبدًا إعدام أكثر من ألفي سني في الأهواز خلال فترة حكم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، إذًا الهدف هدف طائفي بحت، مهما حاولت إيران إنكار ذلك".
&
الخاسر الأكبر
&
كذلك يتناول الاعلاميون السعوديون التصريحات الإيرانية بشأن إعدام نمر النمر، والهجوم على السفارة السعودية في طهران، فيصف التونسي ما جرى بأنه "يدخل ضمن البجاحة الأخلاقية في كل الأعراف السياسية في العالم، وفي كل ما يتعلق في العلاقات الدولية، ويكفي أن إيران تحاول زعزعة أمن واستقرار السعودية، وتحاول زرع عملاء لها هنا وهناك، وأرى ما فعلته إيران غير مستغرب، فهذه إيران، وهذه سياستها وهذه أخلاقها، وأرى أن أي سعودي حر شريف لن يتردد في المطالبة بالقصاص من المجرمين وكل من تسول له نفسه مجرد التفكير بتناول أمن المملكة بأي فعل اجرامي".
&
وفي هذا السياق، يقول المطرفي: "للأسف، إيران منذ نهاية سبعينات القرن الماضي حتى الاعتداء على السفارة السعودية قبل يومين، تمارس الإرهاب سرًا وعلانية، فمعظم قادة تنظيم القاعدة يختبئون في إيران، ومعظم من نفذوا التفجيرات في المملكة أتوا&من ايران، كما أن إيران متهمة بأنها ترعى تنظيم داعش الذي يحارب في سوريا والعراق من دون أن يقترب من إيران ولا من مصالحها ولا المصالح الشيعية التي ترعاها إيران، في سوريا أو في غيرها".
&
ويعلّق آل الشيخ على الموضوع هذا بقوله: "أنا ممن يؤمنون بأن إيران نمر من ورق، يجب مواجهة تصعيداتها بتصعيدات أكبر وأشدّ، فإذا صعدت خطوة يجب مواجهتها تصعيديًا بخطوتين، كما ينبغي التصدي لسياستها التوسّعية بكل حزم"، ويضيف: "لا شك لدي في أن إيران ستكون الخاسر الاكبر من الخطوة الدبلوماسية الحازمة التي خطتها القيادة في المملكة، بقطعها العلاقات الدبلوماسية".

&