فيما تبحث الجامعة العربية في القاهرة اليوم الازمة السعودية الإيرانية، فقد دعا تجمع حركة المشروع العربي في العراق إلى قرار عربي جماعي بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران، بينما ناقش الجعفري مع العربي سبل إنهاء الأزمة.

لندن: رسالة إلى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، دعا فيها&الامين العام للمشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر الجامعة إلى اتخاذ موقف مسؤول يتمثل في قرار جماعي بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران مع تنبيه الحكومة العراقية بضرورة ان يكون لها موقف مستقل عن الحكومة الإيرانية، معتبرًا أن مواقف السلطة العراقية وانجرارها خلف طهران انما هي ضرب للأمن القومي العربي في الصميم.

وأضاف الشيخ الخنجر الذي ينتمي إلى محافظة الانبار الغربية في رسالته التي حصلت "إيلاف" على نصها، إن العراقيين يرفضون ما تقوم به حكومة طهران من سياسات عدوانية طالت عددًا من الاقطار العربية واخرها ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من هجمة سافرة وتدخل غير مشروع في صميم شأنٍ من شؤونها الداخلية، فضلاً عن اعتدائها الاثم على بعثتيها الدبلوماسية والقنصلية في طهران ومشهد في سابقة لامثيل لها وفي ممارسات تعبر عن مدى بربرية وهمجية النظام الإيراني وعدم مراعاته لأبسط قواعد القانون الدولي.

&وأكد أنّ العراقيين من كل مذاهبهم انما يدينون ايضا موقف الحكومة العراقية واحزابها وميليشياتها، "ممن ارتضوا لأنفسهم موقفًا مجللاً بسواد العار حينما اصطفوا مع حكومة طهران بل وزادوا عليها ببيانات تهديدية سافرة وتصريحات سمجة لم تراعِ لا مصالح العراق الوطنية ولا عمق انتمائه لعروبته وأمته".

وناشد الدول العربية وشعبها العربي عدم اعتبار هذا الموقف تعبيرًا عن ارادة الشعب العراقي، لانه لا يمثل إلا سياسات أحزاب ومليشيات صنعتها المخابرات الإيرانية في العراق.. معربًا عن الامل في ان تفهم هذه الرسالة بأنها التعبير الحقيقي عن ضمير الشعب العربي الاصيل في العراق.

وأشار السياسي العراقي إلى أن ما حدث مع السعودية وممثلياتها من تجاوزات إيرانية يحدث بشكل يومي مع عرب العراق ومع وجودهم ومدنهم وحقوقهم وكل مفاصل حياتهم.. موضحًا ان محافظات عراقية عربية تباد ويهجر أهلها ويحرمون من أبسط مقومات العيش، كما تُركوا يعانون في مخيمات لا ترتقي للعيش البشري. وطالب الجامعة العربية بأن تأخذ دورها التأريخي في حماية المدنيين ومحافظاتهم التي تتعرض للعنف والتدمير المتعمد بحجة ملاحقة مجرمي داعش.

وقال الشيخ الخنجر إن لعب حكام طهران على الوتر الطائفي في معظم الدول العربية ورعايتها للمنظمات الارهابية ومحاولاتها اليائسة لفرض خرائط جديدة مبنية على التمييز المذهبي يدعو إلى الحزم في إيقافها والتصدي لها واتخاذ موقف عربي مسؤول يتمثل في قرار جماعي بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران&مع تنبيه الحكومة العراقية بضرورة ان يكون لها موقف مستقل عن الحكومة الإيرانية&، لأن مواقف السلطة العراقية وانجرارها خلف طهران انما هو ضرب للأمن القومي العربي في الصميم.&
&
الجعفري يبحث مع العربي إنهاء الازمة السعودية الإيرانية

وعشية انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة في القاهرة اليوم، فقد بحث وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري مع الامين العام للجامعة نبيل العربيّ الأزمة الدبلوماسيّة بين طهران والرياض وسبل التخفيف من حدتها تلافياً لتوسعها والحفاظ على الاستقرار واستمرار العلاقات بين دول المنطقة.

وقال الوزير العراقي عقب الاجتماع إن العراق سيستثمر علاقاته بدول المنطقة للتهدئة وحلِّ الأزمة بالسبل السلميّة، مُوضِحاً أنَّ العراق ينطلق من عمقه العربيّ والإسلاميّ في التحرُّك باتجاه حلحلة الأزمة& ومنع تداعياتها. وأكد ضرورة إيجاد مظلة وأجواء مناخيّة تربويّة وإعلاميّة تدعم الأمة العربيّة بكلِّ بلدانها وتحفظ العلاقات بينها وبين أمم العالم كافة.

وأشار إلى أنّه اتفق مع العربي على أنه في مثل هذه الأجواء "يجب أن نـُرسي سفينة العلاقات العربيّة مع الجوار العربيّ، تركيا، وإيران، والأمم الأخرى على أحسن ما تكون ونـُجنـِّب المنطقة أيَّ حالة من التوتر خُصُوصاً أنَّ هذه الأمم لها تاريخ معنا من التعاطي ونحن لسنا مع أيِّ عدوان ونـُفرِّق بين اعتداء الدولة وعناصر من أيِّ دولة ولا نـُريد أن نحكم على أيِّ دولة من خلال عناصر معينة".&&

وقال انه من وحي السياسة العامّة لجامعة الدول العربيّة وميثاقها لا نـُريد للأمّة أن تتعرَّض لتصدُّع في علاقاتها، لذا نسعى من أجل طرح مفاهيم نعتقد أنها صحيحة وتحفظ للأمة العربيّة كرامتها وسيادتها&وتحفظ لها علاقاتها مع بقـيّة دول العالم.

وأوضح الجعفري ان المُبادَرة العراقـيّة لتخفيف الأزمة بين طهران والرياض تقوم على أساس مُشترَكات كثيرة تـُدركها شُعُوب المنطقة ومنها أهمّـيّة الحفاظ على أمن المنطقة ومصالحها وعلاقات الجوار وعدم الانخراط في أيِّ توتر من شأنه أن يجعل المنطقة على أعتاب شيء اسمه حرب أو قريب من الحرب.

ومن جهته، أشار نبيل العربيّ إلى أنّه ناقش مع الجعفري الأوضاع القائمة في المنطقة والرغبة في استبعاد أيِّ نوع من الخلافات واحترام القوانين وعدم السماح بالتدخـُّلات، ولكن في إطار عامّ هو المحاولة بجميع الوسائل أن لا تتطوَّر الأمور وتـُؤدِّي إلى اضطرابات لا داعي لها.

وكانت مصادر عراقية وعربية قد شككت بامكانية نجاح ما أُطلق عليها وساطة عراقية بين إيران والسعودية، وذلك بعد المواقف العراقية الرسمية المنحازة إلى طهران وهجومها السافر على الرياض رغم أن قضية اعدام النمر مسألة داخلية لايجوز التدخل فيها، كما شددت فصائل عراقية سياسية وشعبية على ذلك.

واستغربت المصادر التي تحدثت معها "إيلاف" من اقتصار زيارة الجعفري على أحد طرفي الازمة، وهي إيران دون الثانية، وهي السعودية التي لم يتواصل معها الوزير ولم يبدِ أي نوايا حسنة تجاهها.. وتساءلت قائلة أي وساطة هذه التي يقوم بها الجعفري وهو المنحاز إلى إيران بشكل سافر، بينما المعروف في الوساطات الدبلوماسية اتخاذ الوسيط موقفًا محايدًا حتى يمكنه التوصل إلى اتفاقات مبدئية لبناء الثقة بين طرفي النزاع وتجنبه التدخل في أي من القضايا التي تمس الشأن الداخلي لاحدهما.

&وكان مجلس الامن الدولي دان الاربعاء الماضي الاعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، وعلى قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.