أظهرت بعض الإحصاءات في بريطانيا عن وجود عدد كبير من المسلمات اللواتي لا يتحدثن اللغة الإنكليزية، فيما أشار المتابعون إلى أن هذا الأمر ناجم عن العادات والتقاليد الاجتماعية الصارمة، والتي تقوم على عزل المرأة وتجريدها من أي دور رائد.

إعداد عبد الإله مجيد: تبيّن الأرقام ان نحو 20 في المئة من المسلمات في بريطانيا (190 الف امرأة) لا يعرفن إلا القليل من الانكليزية أو لا يتكلمن اللغة على الاطلاق، وهذا يعني ان اعدادا كبيرة من الأطفال في سن الخامسة يتوجهون الى المدرسة وهم لا يعرفون كيف يتواصلون مع معلميهم أو أطفال الصف الآخرين، والأنكى من ذلك ان هؤلاء الأطفال لا يعرفون شيئًا عن ثقافة بلدهم بريطانيا. &
&
وقالت شايستا جوهر، مديرة شبكة المرأة المسلمة في بريطانيا، إن نساء ابلغنها بان الزوج أو أهل الزوج لا يريدون لهن ان يتعلمن الانكليزية لأن ذلك "سيخل بالوضع القائم"، ونتيجة لذلك تبقى هؤلاء النساء حبيسات البيت وكأنهن يعيشن في ريف باكستان أو الهند وليس في خامس اكبر اقتصاد في العالم، حيث تتوفر رعاية اجتماعية وآفاق واسعة للتعليم، فضلا عن ثقافة غنية بنتاجاتها ومعالمها.&
&
محاكم شرعية!&
&
وتُعقد احيانا مجالس تفصل بين الجنسين حيث تكون الكراسي للرجال فيما تجلس النساء في الرواق، وإذا ذهبت فتاة الى المدرسة فانها تُلبس الخمار في سن مبكرة، ولا أحد من خارج الجماعة التي تنتمي اليها عائلتها مستعد للكلام معها بهذه الهيئة، وهذا ايضا ما يريده الرجل في بعض المجتمعات المسلمة في بريطانيا، حارما ابنته من الفرص التي تتمع بها نظيراتها البريطانيات. &
&
ومن يريد الطلاق من امرأته لا يتوجه الى المحاكم البريطانية بل يطلقها في محاكم شرعية وليس وفق قوانين الطلاق البريطانية التي تمنح الطليقة نصف ما يملكه الرجل وتعامل الاثنين على قدم المساواة في كل شيء. &
&
وإزاء هذا الوضع اعلن رئيس الوزراء البريطاني خطة رصد لها 20 مليون جنيه استرليني لتعليم المهاجرين اللغة الانكليزية، وتحديدا لدمج المرأة المسلمة بالمجتمع البريطاني الأوسع، وليس المجتمع الضيق الذي يعيش فيه زوجها أو شقيقها أو والدها.&
&
وفي الوقت الذي رحب ناشطون بالخطة، فانهم انتقدوا تهديد كاميرون بإبعاد المرأة التي لا تتعلم الانكيزية، مشيرين الى ان الرجل هو الذي يبقيها حبيسة البيت وليس من الانصاف تحميل الضحية مسؤولية بقائها معزولة عن المجتمع البريطاني من حولها.&
&
تمييز
&
كما اقترح كاميرون منع البرقع والنقاب في المدارس والمحاكم وغيرها من المؤسسات البريطانية، وقال ناشطون ان رئيس الوزراء البريطاني تحرك اخيرا لمواجهة ممارسات مشينة ناجمة عن ثقافة بطريركية تمارس التمييز ضد المرأة والفتاة، وتهدف هذه الخطوات الى دمج مسلمي بريطانيا بمجتمعم وانهاء عزلتهم في مجتمعات صغرى تسودها ممارسات وعادات بالية.&
&
وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اعلنت "ان التعدد الثقافي يؤدي الى مجتمعات متجاورة ولذا يبقى هذا التعدد اكذوبة أو وهما"، وكتبت الروائية والصحافية اليسون بيرسون في صحيفة الديلي تلغراف انها تأثرت كثيرا برؤيتها تعطش النساء المسلمات الى التعلم والثقافة حين كانت تدرس الانكليزية لنساء من اصول بنغالية وبنغلاديشية، مشيرة الى ان بريطانيا ما تزال تنفق 100 مليون جنيه استرليني سنويا على المترجمين، وان مستشفى واحد في شمال غرب انكلترا يستخدم المترجمين 74 مرة في اليوم، هذا وارتفعت كلفة الخدمات التي تقدمها المستشفيات والعيادات الطبية في بريطانيا باللغات الاجنبية بنسبة 41 في المئة خلال السنوات الأربع الماضية الى 33 مليون جنيه استرليني على الأقل. &
&
عقبة هائلة
&
واعترفت النائبة العمالية ناز شاه بأن جهل الكثير من النساء المسلمات في دائرتها الانتخابية باللغة الانكليزية يشكل "عقبة هائلة أمام الاندماج" بالمجتمع ويضر بالفرص التعليمية والتربوية لأطفالهن، وقالت شاه ان البعض في المجتمعات الباكستانية في بريطانيا يتراجعون الى الوراء. &
&
وبحسب الكاتبة بيرسون فان من الأسهل على المسلم ان يعيش حياته في بريطانيا دون ان يتعلم الانكليزية ويحتك بالثقافة البريطانية في عام 2016 منه قبل 30 عاما، وقالت ان هذه قضية مهمة في وقت يشكل الارهاب الذي ينمو في البيوت تهديدا كبيرا.&
&
وفي بريطانيا كثيرا ما يتولى الرجل الكلام نيابة عن المرأة، فيما يدعو ناشطون وحقوقيون الى انهاء ذلك ومنع عقد الاجتماعات التي تفصل بين الرجال والنساء في المباني العامة ومنع المحاكم الدينية من النظر في قضايا الأرث والأحوال الشخصية بدعوى ان المرأة المسلمة تُعامل فيها وكأنها مواطن من الدرجة الثانية وغلق المدراس غير المختلطة حيث تتلقى الفتيات في مدراس البنات فقط تعليما متدنيا لا يصنع منهن إلا خادمات في بيوتهن.
&
ويرى ناشطون ان المرأة &البريطانية المسلمة وحدها قادرة على فرض ممارسة تعاليم الاسلام بروح العصر، فالأم تعلم ابناءها بصورة أفضل ولكن بشرط ان تكون كلمتها مسموعة، وقد يستغرق هذا وقتا طويلا، ولكن تعليمها الانكليزية بداية طيبة، على حد تعبير الكاتبة اليسون بيرسون. &

&