بات الملف اللبناني أمام تعقيدات هائلة ضمن مشهد سياسي متسارع، فبعد 18 شهرا على الشغور الرئاسي يبدو بأن الحل لا يزال بعيدًا، لا سيما في ظل تصاعد الحديث عن رغبة ايرانية بتجميد الوضع اللبناني بانتظار التطورات في سوريا، فيما يستمر الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لحفظ الحد الأدنى من سياسة ربط النزاع حول الأمور الخلافية.
&
بيروت: تتواصل جلسات الحوار الثنائية بين تيار المستقبل وحزب الله، رغم إعلان النائب في كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت قبل يوم واحد أنه "لم يعد هناك فعلا أي معنى لحوار حزب الله والمستقبل لأنه لم يعد منتجا على أي صعيد، وتحديدا بعد الموقف المعطّل للانتخابات الرئاسية والموقف من إخلاء سبيل الإرهابي ميشال سماحه".
&
لكن النائب المستقبلي نضال طعمة رأى في تصريح لـ"إيلاف" أن جلسات الحوار تبقى خياراً من أجل الحفاظ على هدوء الشارع، وهذا يعتبر إنجازاً بحد ذاته، لا سيما في ظل الوضع الإقليمي، وبالتالي لا خيار عن الحوار الا الحرب لا سمح الله، وإذ يلفت طعمة الى صعوبة التوصل الى نتائج ملموسة من خلال هذا الحوار في ظل تمسك كل فريق بموقفه، يبقى الحوار والجلوس معا على الطاولة أفضل من الخيارات الأخرى".
&
ردة فعل
&
من جهة ثانية، وعن انعكاس مشهد خروج ميشال سماحة من السجن، وهو المدان بنقل متفجرات من سوريا الى لبنان للقيام بعمليات اغتيال وتفجير لشخصيات من تيار المستقبل وأخرى قريبة منه، يعتبر طعمة أن "قضية سماحة هي واحدة من القضايا التي تدفع للقول إن الحوار دون جدوى، فيتم الإتفاق على طاولة الحوار مثلاً على تفعيل عمل الحكومة، بالمقابل نرى بعض الأفرقاء في 8 آذار يعرقلون الجلسات الحكومية ويقوم الفريق الآخر بالسير معه، لكن نحن مستمرون بالحوار حتى تتوضح الأمور، لا سيما بين إيران والسعودية، في ما يتعلق بالملف السوري".
&
اما على صعيد الملف الرئاسي فيرى النائب طعمة ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن أن ترشيحه العماد عون أتى كردة فعل على قيام الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وهذا الأمر يعتبر تفعيلا للحياة الديمقراطية فلينزل النواب الى البرلمان وليربح الأوفر حظاً طالما ان هناك أكثر من مرشح".
&
وإذ يؤكد وجود عتب من جعجع على الحريري يشير إلى أنه بات لدينا اليوم أكثر من مرشح للرئاسة، وليختر كل فريق من يريد أما منطق فرض الامور على قاعدة أنا او الفراغ فلا يمكن القبول به، ويختم نائب المستقبل مؤكداً أنهم على قناعة بأن حزب الله يربط الإستحقاق الرئاسي بالملف السوري وهذه قناعة ليست جديدة بالنسبة الينا، ويتابع: أما الآن وفي ظل &وجود مرشحين من فريق حزب الله للرئاسة، فتتأكد وجهة نظرنا بأن إيران لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان حتى الإنتهاء من الملف السوري".

&