أعلنت بطلة الشطرنج النسائية الأميركية نازي بايكيدز مقاطعتها بطولة العالم للشطرنج التي ستقام في طهران، لأنها ترفض التقيد بقانون يقمع النساء وحريتهن، بإجبارهن على اعتمار الحجاب.

بيروت: في إحدى نقلاتها المدروسة، على عادتها، دعت بطلة الشطرنج النسائية الأميركية نازي بايكيدز إلى مقاطعة بطولة العالم للشطرنج، المقرر عقدها في إيران في نوفمبر 2017، بسبب مخاوفها من اضطرارها، ومعها اللاعبات الاجنبيات، للامتثال لقانون اعتمار الحجاب المعمول به في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا القرار سيحرم البطولة بالتأكيد من نخبة من اللاعبات المحترفات، ومن لاعبة نذرت نفسها لحث الفتيات على ممارسة هذه اللعبة.

غير مقبول

على الرغم من تأكيدها احترامها الثقافات المختلفة، فـ"من غير المقبول إقامة واحدة من أهم البطولات النسائية في دولة لا تتمتع فيها النساء بحقوقهن الأساسية، ويعتبرن مواطنات من الدرجة الثانية، ويفرض عليهن حتى هذا اليوم، أن يعتمرن الحجاب"، وذلك في تغريدة على إنستغرام، &معربة عن أسفها لاضطرارها إلى عدم المشاركة في البطولة.

أضافت: "يعتبر البعض الحجاب جزءًا من الثقافة، لكنني أعرف أن عددًا كبيرًا من النساء الإيرانيات يحتججن بشجاعة على هذا القانون، ويضعن حياتهن على المحك في هذا السلوك، ولهذا لن أعتمر الحجاب، وسأدعم الرفض النسائي".

واطلقت بايكدزي عريضة للتغيير على موقع change.com تطلب فيها تغيير مكان البطولة، كتبت فيها: "هذه المسائل تجاوزت عالم الشطرنج، فالمرأة مضطهدة في إيران، وحقوقها مهدورة، فالمسألة إذًا مسألة صراع من أجل حقوق النساء". وجمعت هذه العريضة تواقيع نحو ثلاثة آلاف إنسان من جنسيات مختلفة.

لا تقاطعونا

لكن ثمة من يخالفها الرأي، فالايرانية ميترا هيجازيبور (23 عامًا) الحاصلة على اللقب، والتي فازت ببطولة القارة الآسيوية للنساء، ترى أن المقاطعة خطأ وستؤثر سلبًا على الجهود التي بذلت لتشجيع الرياضة النسائية في إيران. واضافت: "ستكون البطولة أكبر حدث رياضي في إيران على الإطلاق، ولم يكن باستطاعتنا استضافة أي بطولة عالمية في الميادين الرياضية الأخرى للنساء في الماضي، هذه الألعاب مهمة للنساء في إيران. هذه فرصة لنا لنظهر قوتنا". وناشدت زميلاتها أن يزرن بلدها على الرغم من هذا القانون.

قالت سوزان بولغار الاميركية، المولودة في هنغاريا، والمسؤولة في الاتحاد الدولي للشطرنج، إن على النساء احترام اختلاف الثقافات، "فأنا سافرت الى أكثر من 60 بلدًا، من حضارات متباينة، وأحب ان أظهر احترامي لثقافة كل بلد من خلال ارتداء ثيابه التقليدية، من دون أن يطلب مني أحد ذلك، وفعلت هذا بدافع الاحترام".

اسمعوا الأصوات الاصلاحية

قالت غوناشي غافامي، وهي بريطانية من اصل إيراني أمضت 5 سنوات في السجن في إيران، بسبب حملتها للسماح للنساء بمشاهدة مباريات الكرة الطائرة في الملاعب: "ينبغي أن يسمع العالم الأصوات الإصلاحية في إيران، وألا يتجاهل تلك المناشدات بعزل البلاد، ودعوات المقاطعة تؤدي إلى إيذاء النساء في إيران".

اما إلهام يازديها، الصحافية الإيرانية المختصة في الشؤون الرياضية والمقيمة في تركيا، فقالت: "مؤسف أن الرياضيات الإيرانيات اللواتي يواجهن قيودًا داخل إيران، يواجهن قيودًا أيضًا خارجها. فقد منعت الهيئات الدولية لاعبات كرة السلة الإيرانيات من اللعب في مباريات عالمية بسبب اعتمارهن الحجاب".

وفي بيان على موقعه الإلكتروني، قال إتحاد لاعبات الشطرنج إن الاتحاد لا يشترط اعتمار الحجاب في هذه المنافسة، "لكن الاتحاد يحض على احترام التقاليد المحلية والعادات والقوانين والأديان في جميع الأوقات، ولتكن المشاركات على بينة من الإجراءات الخاصة للتأكد من أنها لا تسيء &إلى أي مجتمع".