بيروت: بعدما كانت الحكومة على قاب قوسين من أن تشكّل قبل عيد الإستقلال في لبنان، برزت تعقيدات كثيرة أمامها وكان أبرز هذه التعقيدات إصرار فريق رئيس الجمهورية على تمثيل القوات اللبنانية بالحجم المعلن.

إضافة إلى إصرار حزب الله على تمثيل رئيس تيار المردة النائب فرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي، مع شرط أساسي أنه يربط مشاركته في الحكومة بمشاركتهما، فضلاً عن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على حصّته الوزارية المتمثلة بحقيبتي المال والأشغال، إضافة إلى تمثيل فرنجية، وهو ربط مشاركته في الحكومة بوجود فرنجية فيها.

كما برز إصرار قوى سياسية على اختلافها على التمثيل بغير طوائفها. فرئيس الجمهورية يريد تمثيلاً شيعيًا وسنّيًا، والرئيس المكلف يرغب بتوزير مسيحي من كتلته، ورئيس مجلس النواب وحزب الله يرغبان بأن يكون توزير فرنجية والقومي من الحصّة المسيحية، الأمر الذي لا يلقى قبولاً من عون والقوات.

أمام هذه التعقيدات ما هو وضع تشكيل الحكومة اللبنانية؟

تأخير طبيعي

ردًا على السؤال يقول النائب السابق مصطفى هاشم ل"إيلاف" إن تأخير تشكيل الحكومة في لبنان يبقى طبيعيًا، وليس من غير المعتاد، ولا خلافات أساسية بين الأفرقاء بل شد حبال بين الكتل النيابية.

عن أمل اللبنانيين بأن الحكومة كان يجب أن تتشكل قبل عيد الإستقلال يرى هاشم أن هذا لم يحصل ونأمل أن تتشكل في القريب العاجل.

عن عدم إعطاء تيار المردة واحدة من حقائب الطاقة والإتصالات والأشغال من قبل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تشكل العقدة الأساس في عدم تشكيل الحكومة، يرى هاشم أنها تدخل ضمن عملية تحقيق نقاط ومكاسب يسعى إليها كل فريق، البعض يطلبون وزارات محددة، ولا خلافات أساسية بين الأفرقاء.

عن الحديث بأن الحريري كان رفض سابقًا التخلي عن مقعد سني لصالح عون، يؤكد هاشم أن الموضوع لم يبحث من قبل الحريري، ويبقى ضمن التكهنات الإعلامية.

عن بري الذي يرفض المقعد الشيعي بلا مقابل لصالح عون يؤكد هاشم أن الأمر ممكن أن يكون صحيحًا، ولا تأكيدات حول هذا الشأن.

أما هل تحل كل تلك العقد قريبًا؟ يرى هاشم أن تشكيل الحكومة لا تزال ضمن المهلة المسموح بها ولم تتخطاها ولم تشكل حكومة سابقًا في لبنان بالسرعة القصوى، خلال أسبوع أو أسبوعين.

في حال استمرت العراقيل والتجاذبات، هل نحن متجهون نحو حكومة ثلاثينية لحل العقد؟ يلفت هاشم إلى أن صيغة ال24 وزيرًا هي التي ستعتمد حتى الساعة وهذه الحكومة لا تتضمن وقتًا طويلاً معطى لها وهي عبارة عن حكومة لإجراء الانتخابات النيابية، في موعدها.

قالب حلوى

عن تساؤل بعض اللبنانيين عن أن الوزارات أصبحت كقالب حلوى يتقاسمه السياسيون مهما اختلفت العهود، يرى هاشم أن هكذا تُصوّر الحكومات علمًا أن هذا التصوير يحتوي على بعض المبالغة.

ويؤكد هاشم أن الحكومة رغم العراقيل ستشكل لأن لا عراقيل أو خلافات عميقة بين الأطراف، فالجميع يريد تسهيل عملها.

وردًا على سؤال هل من الممكن أن نتجه نحو حكومة موالاة ومعارضة بدل حكومة وفاق وطني في حال استمرت العراقيل أمام تشكيل الحكومة؟ يجيب هاشم أن الحريري يصر على تشكيل حكومكة جامعة، ولا تحتمل الحكومة الجديدة موالاة ومعارضة في الفترة القصيرة المحدّدة لها.