«إيلاف» من القاهرة:&يزور وفد من مجلس النواب المصري، العاصمة البريطانية لندن، بناء على دعوة من مجلسي العموم واللوردات، وعقد الوفد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين وشخصيات سياسية بريطانية، وقال النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، لـ"إيلاف" إن الوفد المصري التقى صباح أمس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني، كريسبين بلانت الذي وضع التقرير عن نشاط جماعة الإخوان في بلاده، مشيرًا إلى أن بلانت استعرض في بداية الاجتماع تقريره وتصوره إزاء ما يسمى بالإسلام السياسي.

وأضاف الخولي أن بلانت نفي المزاعم التي تقول إنه ينتمي إلى جماعة الإخوان، ونقل عن بلانت قوله، إنه لا يمكن أن ينتمي للإخوان في ظل انه "ملحد ومثلي".

ولفت الخولي إلى أن بلانت قال إنه شارك في اعتصام أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، ويرى أن الشعب المصري منقسم الى فريقين، وأن 50 بالمائة منه ينتمي لجماعة الإخوان، وبالتالي كان يجب أن يبقى الإخوان في الحكم لأنهم تم انتخابهم ديمقراطيًا. على حد تعبير بلانت.

وذكر الخولي أن الوفد المصري وجه عاصفة من الانتقادات إلى بلانت، وأوضح أنه تحدث موجهاً كلامه لـ"بلانت"، وقال إن الشعب الألماني انتخب هتلر ديمقراطيًا، ورغم ذلك قتل الملايين وتسبب في كوارث للشعب الألماني، مشيرًا إلى أن الإخوان لا يمثلون نسبة 50 بالمائة من الشعب المصري، والدليل على ذلك خلو الشوارع في يوم 11 نوفمبر الماضي، عندما دعت الجماعة المصريين للتظاهر.

&

الإخوان لا يمثلون نسبة 50 بالمائة من الشعب المصري

&

المذهب الميكافيلي

وأضاف الخولى لـ"بلانت" أن الإخوان ليست لديهم غضاضة في التعامل مع "ملحد"، لأنهم يتلونون حسب غرضهم، وأنهم يعتنقون المذهب الميكيافيلي.

ووصف تقرير بلانت عن الجماعة بـ"المثير للتعجب، بسبب المغالطات الكثيرة التي يحتويها"، وتساءل الخولي: "هل من قيم المجتمع البريطاني حصار المحكمة الدستورية العليا وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي والاعتداء على المتظاهرين السلميين من ميليشيات الإخوان؟

وأفاد بأن "الوفد المصري لم يلب دعوة بلانت لزيارة مجلس العموم البريطاني، إلا من أجل التنبيه على أن الرهان على الإخوان يعتبر لعبًا بالنار، وخطرًا&على بريطانيا وليس مصر التي تجاوزت خطرهم وتتعامل مع بقايا جرائمهم فقط".

وعقد الوفد المصري عددًا&من اللقاءات مع تنفيذيين وبرلمانيين ومراكز فكر في لندن، تناولت مجموعة من الملفات منها: مكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، وجهود مصر في تصويب الخطاب الديني، بالإضافة إلى ملف السياحة والاستثمارات.

وفي هذا الإطار، التقى الوفد المصري وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارجية البريطانية، توبياس إلوود، وتناول اللقاء مناقشة عدد من الملفات المشتركة منها مكافحة الإرهاب وتنامي خطر التنظيمات الإرهابية، وأعرب الجانب المصري عن أهمية دعم القاهرة في مكافحة الإرهاب فكريا وأمنيا ومردود ذلك على أمن الشرق الأوسط ومن ثم أمن بريطانيا وأوروبا ككل.

مناقشة مكافحة الإرهاب وتنامي خطر التنظيمات الإرهابية

الموقف البريطاني

كما تطرق اللقاء الى بحث ملف السياحة وأعرب الجانب المصري عن امتعاضه من الموقف البريطاني الذي يجمد السياحة إلى مصر، ووصفه بأنه "موقف له أبعاد سياسية وليس أمنية".

وأبدى الجانب البريطاني رغبة في إمكانية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة لاستمرار معالجة ملف السياحة بين البلدين في الوقت الراهن.

وعقد الوفد لقاءين منفصلين مع الرئيس والأمين العام لمجلس العموم، وقال الخولي، إن اللقاءين تطرقا إلى ملفات مكافحة الإرهاب، والسياحة، مشيرًا إلى أنه قدم اعتذارًا عن تصريحات سفير بريطانيا في الأردن، التي قال فيها إن مدينة شرم الشيخ ليست آمنة.

وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النواب، أسامة هيكل، إن الوفد البرلماني المصري، عقد اجتماعًا مشتركا مع مارك غرانت مستشار رئيسة الوزراء البريطانية لشؤون الأمن القومي، موضحًا أن اللقاء تطرق الى &الحوار حول عودة السياحة البريطانية الى مصر.

وأضاف هيكل في تصريحات صحافية، أنه اعترض خلال اللقاء على تصريحات السفير البريطاني في الأردن، والتي أعلن فيها أن شرم الشيخ ليست آمنة، وتساءل عن سبب إصدار هذا التصريح من سفير ليس مختصا بالأمر.

وتابع: "مستشار الأمن القومي اتفق مع وجهة النظر المعروضة، وأن السفير البريطاني في الأردن ليس معنياً بهذا الملف ودوّن ملاحظة بهذا الخصوص".

الجانب المصري &عبّر عن امتعاضه من الموقف البريطاني الذي يجمد السياحة إلى مصر

العلاقات المصرية - البريطانية

وأوضح هيكل، أن العلاقات "المصرية – البريطانية" تاريخية ومهمة، ولكن ذلك لا ينعكس على الموقف البريطاني من القضايا المصرية خلال السنوات القليلة الماضية.

وأكد أن مصر تطالب بريطانيا بمساندتها بشكل أكبر في مجال مكافحة الإرهاب باعتبارها مشكلة عالمية، مضيفاً أن مصر تحارب هذه الظاهرة وحدها نيابة عن العالم.

وأشار إلى أن النائبة داليا يوسف، قالت إن الموقف البريطاني من السياحة في مصر أضر بملايين المواطنين المصريين العاملين في هذا القطاع، لافتاً إلى أن "هناك تأكيدات من مستشار رئيسة الوزراء للأمن القومي بأن بريطانيا تسعى لإعادة الطيران الى شرم الشيخ في أسرع وقت ممكن، ولكن رئيسة الوزراء تتخوف من المسؤولية السياسية لهذا القرار.

ونبه هيكل إلى أن بريطانيا تثمن الإجراءات التي اتخذت في مطار شرم الشيخ والمطارات الأخرى، وتأمل الانتهاء منها سريعًا.

وأكد "هيكل" أن مستشار الأمن القومي أبدى اعتراضه على قانون الجمعيات الأهلية الأخير، موضحاً أنه رد على هذا الأمر، وأوضح أن ذلك شأن مصري خالص، وأن القانون صدر لضمان وصول الأموال الأجنبية الى الهدف الذي جاءت من أجله، نظراً لأن هناك أموالاً كانت تصل من الخارج الى مصر ويتم صرفها لأغراض غير واضحة، وبعضها كان يستخدم في تأليب الرأي العام.

واستطرد هيكل قائلاً: "مستشار الأمن القومي البريطاني عبّر عن تخوفه على حرية الرأي والتعبير في مصر، وأكدت في المقابل على أن الدستور يضمن هذا الأمر، ولا يمكن العودة للخلف في ما يتعلق بحريه الرأي والتعبير".

وطالب هيكل "السلطات البريطانية بضرورة تقصى الحقائق في ما يتوفر لديها من معلومات، لأن كثيرًا من المعلومات التي عرضت على الوفد المصري ليست دقيقة".

&