استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السفير البريطاني في طهران، احتجاجًا على تدخل رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في شؤون إيران الداخلية، خلال الكلمة التي ألقتها في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في المنامة.

إيلاف: أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني بهرام قاسمي أنه في "أعقاب التصريحات التدخلية لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في قمة مجلس تعاون الخليج (الفارسي)، فقد تم استدعاء السفير البريطاني في طهران نيكولاس بيرتون اليوم السبت إلى وزارة الخارجية".

وقال قاسمي إن مساعد المدير العام لدائرة غرب أوروبا في الخارجية الإيرانية سلم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة من قبل حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على "التصريحات اللا مدروسة لرئيسة الحكومة البريطانية".

أضاف: إن مساعد المدير العام لدائرة غرب أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية نبّه السفير البريطاني في هذا اللقاء إلى أن هذه "التصريحات اللامسؤولة والاستفزازية والمثيرة للتفرقة التي أدلت بها تيريزا ماي في الاجتماع المذكور، غير مقبولة ومرفوضة، ونتوقع بقوة ألا تتكرر مثل هذه التصريحات غير المقبولة".

العلاقات في خطر&
وخاطب السفير البريطاني قائلًا: "إن هذه التصرفات تتنافى مع تطوير العلاقات التي أعلن عنها، وتؤدي إلى المساس بالعلاقات بين البلدين أكثر من أي وقت مضى".

أضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إنه تم إبلاغ السفير البريطاني في هذا اللقاء أن السياسة المنطقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنية على إرساء السلام والاستقرار والأمن مع التركيز على مكافحة الإرهاب، في حين أن سياسة بعض دول المنطقة واضحة في دعم الإرهاب، وهذه الحقيقة تم تجاهلها من قبل المسؤولين البريطانيين ورئيسة وزرائكم، وهذا أمر مؤسف للغاية ومثير للدهشة".

من جانبه، أشار السفير البريطاني في طهران خلال اللقاء إلى أن سياسة بلاده مبينة على تنمية العلاقات مع إيران، وأكد أنه سيبلغ رسالة إيران الصريحة والواضحة إلى وزارة الخارجية ومكتب رئيسة الوزراء في بلاده.

الخطر الإيراني
يشار إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كانت أعلنت في خطابها أمام قمة المنامة يوم الأربعاء الماضي أن إيران تشكل خطرًا واضحًا على منطقة الخليج، وأنه لا بد من التصدي لها عن طريق بذل جهود مشتركة.

وشددت ماي على أن أمن الخليج يعني أيضًا أمن بريطانيا، متعهدة بالعمل المشترك على منع أي هجمات موجّهة ضد دول الشرق الأوسط وأوروبا، لا سيما الهجمات الإلكترونية.

وأشارت رئيسة الحكومة البريطانية إلى الارتفاع المستمرة في عدد التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل خطرًا على أمن بريطانيا ودول الخليج، على حد سواء، مؤكدة ضرورة مواصلة بذل المساعي المشتركة في مواجهة "اللاعبين الذين يقوّض نفوذهم الاستقرار في المنطقة"، على حد قولها.

واستطردت ماي قائلة : "بودي أن أؤكد لكم أننا نرى الخطر الذي تشكله إيران على الخليج والشرق الأوسط الكبير". أضافت رئيسة الوزراء البريطانية أن "بلادها متمسكة بشراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج، وتعمل معها جنبًا إلى جنب على مواجهة الخطر الذي تواجهه". وشددت على ضرورة الحيلولة دون التصرفات السلبية لطهران في سوريا واليمن ومنطقة الخليج، بغية تحقيق الأمن والاستقرار فيها.
&