سوتشي: &اعلن الجيش الروسي الثلاثاء انه تم العثور على الصندوق الاسود الاساسي للطائرة العسكرية الروسية التي تحطمت الاحد في البحر الاسود، وكان على متنها 92 شخصًا، وكانت متجهة الى سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "المسجل الرئيس للرحلة عثر عليه على مسافة 1600 متر من الساحل وعلى عمق 17 مترًا".&واضاف المصدر نفسه انه في الساعات المقبلة، سينقل هذا الصندوق الى موسكو لفك تسجيلاته.

وكانت عمليات البحث عن طائرة التوبوليف "تي يو-154" التي كانت تقلّ بين ركابها &64 من أعضاء جوقة الجيش الاحمر التي تشكل رمزًا معروفًا للبلاد لجولاتها الناجحة في العام، استمرت ليل الاثنين الثلاثاء.

بحرًا وجوًا
واعلنت وزارة الدفاع الروسية انه تم انتشال قطعة من جسم الطائرة يبلغ طولها 4.5 امتار، وعرضها 3,5 امتار الاثنين، موضحة ان الحطام موزع في دائرة قطرها 500 متر.&

وكانت المتحدثة باسم فريق البحث في سوتشي ريما تشيرنوفا صرحت لوكالة فرانس برس انه عثر على اجزاء من الطائرة على عمق 27 مترًا، وعلى بعد حوالى ميل بحري (1,7 كلم) من الشاطئ. واوضحت ان الغطاسين يحاولون تحديد مكان وحجم الاجزاء بدقة.

يشارك في عمليات البحث عن الطائرة التي تحطمت بعد اقلاعها تمامًا من مطار سوتشي، اكثر من 3500 شخص، بينهم 150 غطاسًا، اضافة الى 45 سفينة و12 طائرة وعشر مروحيات وطائرات من دون طيار.

عثر حتى الآن على جثث أحد عشر شخصًا وفق الجيش الروسي، نقلت عشر منها مع 86 من اشلاء الجثث الى موسكو، ليتم التعرف إلى هويات اصحابها، بينما بدأت السلطات تأخذ عينات من الحمض النووي من اقرباء الركاب.

فرضيات&
وبعد 48 ساعة على تحطم الطائرة ما زالت السلطات تسعى الى معرفة اسباب الكارثة، ويبدو انها تستبعد فرضية الاعتداء، بينما من شأن العثور على الصندوقين الاسودين السماح بمعرفة المزيد عن سبب الحادث. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "فرضية العمل الارهابي ليست في مقدم الاحتمالات.

من جهته، اكد جهاز الامن الفدرالي الروسي انه "لا توجد مؤشرات او حقائق في الوقت الحالي تشير الى احتمال وقوع عمل ارهابي". واضاف ان "الاحتمالات المرجحة هي دخول جسم غريب في المحرك أو تسبب وقود ذي نوعية سيئة بخسارة الطاقة (...) أو خطأ في القيادة أو عطل تقني في الطائرة".

أساسيان لفهم اسباب الحوادث&
يتضمن "الصندوقان الاسودان" اللذان يسجلان كل البيانات المتعلقة بالرحلة الجوية بما في ذلك المحادثات داخل قمرة القيادة، معلومات اساسية تقدم فرضيات للتحقيق تسمح بتحديد اسباب الحادث الجوي.

واتاحت عمليات البحث العثور على احد الصندوقين الاسودين لطائرة توبوليف-154 الروسية التي تحطمت صباح الاحد في البحر الاسود على بعد 1600 متر من الساحل على عمق 17 مترا. وقالت وزارة الدفاع الروسية ان الصندوق الاسود سينقل الى موسكو لتفريغه. وقد يستغرق ذلك اسابيع عدة.

ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر ان علبة التسجيل التي عثر عليها "في حالة جيدة" وهي تتضمن الاحداثيات الفنية للرحلة وهذا يعني انه لا يزال ينبغي العثور على الصندوق الذي يتضمن التسجيلات الصوتية لقمرة القيادة. ويسمح الصندوقان الاسودان بفهم اسباب 90% من الحوادث.

ويفيد مكتب التحقيق والتحليل الذي يتولى التحقيق لصالح السلطات الفرنسية في الطيران المدني ان طريقة عمل الصندوقين الاسودين هي نفسها في كل الطائرات على اختلافها. والصندوقان هما "مسجل احداثيات الرحلة" و"مسجل اصوات القمرة". ويسجل الاول جميع بيانات الرحلة ثانية بثانية لمدة 25 ساعة في الجو من سرعة وارتفاع ومسار وغيرها.

اما الثاني وهو عبارة عن جهاز تسجيل فيحفظ آخر ساعتين من كل الاحاديث انما كذلك الاصوات والاعلانات التي تسمع في قمرة القيادة وفي الطائرة. والصندوقان مجهزان بجهاز بث يبدأ العمل عند السقوط في الماء فيبث اشارة بالموجة فوق الصوتية كل ثانية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوما يمكن التقاطها على مسافة كيلومترين تقريبا.

والصندوقان اللذان بدأ استخدامهما في الستينيات موضوعان داخل علب معدنية مصفحة مصممة لتقاوم صدمات بالغة الشدة ونيران قوية وغرق في اعماق البحار لفترات طويلة. يزن كل من الصندوقين سبعة الى عشرة كلغ، وهما في الواقع باللون البرتقالي وعليهما اشرطة بيضاء عاكسة للضوء لتسهيل رصدهما. والبيانات تسجل فيهما داخل علبة مصفحة تحميها في حال الغرق حتى عمق ستة الاف متر او التعرض لدرجات حرارة مرتفعة جدا تصل الى 1100 درجة مئوية لمدة ساعة.&وكانت البيانات تحفظ في اولى مسجلات معطيات الرحلات على ورق فوتوغرافي تحميه علبة سوداء، ومن هنا جاءت تسمية الصندوق الاسود.
&