نصر المجالي: مع إعلان قيادة قوات التحالف العربي أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة العربية السعودية، تسربت معلومات عن اتصالات تجرى على مستوى عالٍ بين الرياض وحركة الحوثي للتوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.&

وفي الوقت الذي تتحدث فيه معلومات عن وجود وفد من حركة الحوثي في الرياض، أعربت قيادة التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة (إعادة الأمل)، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن الرقم (2216).

وأعربت قيادة التحالف عن أملها في أن تسهم مساعي الشخصيات القبلية اليمينة في إفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ "علب" الحدودي.

وقال بيان التحالف الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه تمت استعادة المعتقل السعودي العريف جابر أسعد الكعبي وتسليم عدد 7 يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية.

لقاءات سرية&

وإلى ذلك، فإنه وفقاً لقيادات كبيرة مقربة من الحوثيين، فإن الاتصالات جاءت تتويجا للقاءات سرية، عقدت في العاصمة العمانية مسقط وفي العاصمة الأردنية عمان، بين ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الحكومة السعودية بإشراف أوروبي.&

وتركزت الاتصالات على موضوع تأمين الحدود، مقابل وقف الغارات وقبول الحوثيين بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والانخراط في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تستكمل الاستفتاء على الدستور، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بعد تعديل ما يعترض عليه الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

محمد عبد السلام

وأكدت مصادر متطابقة ان مسؤولين اثنين في لجنة إدارية تابعة لجماعة انصار الله (الحوثيون) يزوران السعودية حاليا لإجراء محادثات حول إنهاء الصراع. وهذه الزيارة هي الأولى منذ نشوب الحرب قبل عام بين الحوثيين وتحالف بقيادة السعودية.

وقالت المصادر إن أحد المسؤولين هو محمد عبد السلام المتحدث الرسمي الرئيسي باسم الجماعة والمستشار الكبير لزعيمها عبد الملك الحوثي.

واشارت المصادر إلى أن عبد السلام ترأس في السابق وفودا للحوثيين في محادثات أجريت في سلطنة عمان مهدت الطريق للمحادثات التي أجريت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا العام الماضي.

رسالة مسرّبة&

وكان تقرير لموقع (روسيا اليوم ـ RT) نشر قبل يومين ان خطوة الاتصالات المفاجئة بين الحوثيين والرياض أتت متزامنة مع تسريب رسالة سرية موجهة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أوضح فيها أن السعودية دخلت في مفاوضات سرية مباشرة مع الحوثيين، وأنها وافقت مؤخرا على استئنافها في العاصمة الأردنية.

وتشير الرسالة، المؤرخة في منتصف شباط (فبراير) الماضي، إلى أن ولد الشيخ أحمد التقى وزير الدولة السعودي مساعد العبيان، الذي يوصف بأنه صندوق أسرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشخصا ثانيا يدعى (أبو علي)، ويعتقد أنه من جهاز الاستخبارات السعودية، وأنه أبلغ الرجلين بـ"استعداد الحوثيين لاستئناف المفاوضات السرية المباشرة مع ممثلي الرياض"، وأنهما "رحبا بهذا التقدم المحرَز، وأعربا عن التزامهما المضي قدما في هذا المسار"، رغم أنهما أبديا بعض الملاحظات.

موقف الرياض

ويتابع موقع (روسيا اليوم) قائلاً إنه طبقا لما تضمنته رسالة ولد الشيخ أحمد، وهي ثاني رسالة يتم تسريبها بهذا الشأن، فإن المسؤولَين السعوديين رأَيا أنه "في ضوء التقدم، الذي تحرزه قوات التحالف ميدانيا باتجاه صنعاء، فإن من مصلحة الحوثيين اغتنام الفرصة، والتفاوض بحسن نية، باعتبار أنهم في موقف ضعيف ميدانيا، وأن خياراتهم بدأت تضيق".&

غير أنهما رفضا فكرة رفع مستوى تمثيل المملكة في هذه المفاوضات في الوقت الراهن، كما طالب بذلك المتحدث باسم "أنصار الله/الحوثيين" محمد عبد السلام، مؤكدين أن"الشخصين، اللذين مثلا الرياض في الجولة السرية السابقة، هما من نفس مستوى محمد عبد السلام".

وذكرت الرسالة أن المسؤولَين السعوديين وافقا على مقترح الحوثيين بعقد المفاوضات في عمان بعد أن خيرهما الحوثيون بين الأردن والمغرب، وأن هذه المفاوضات السرية يمكن أن تعقد في غضون أسبوع، إذا ما وافقت الأطراف على ذلك.

ويشار إلى أنه منذ أكثر من شهرين، يعمل المبعوث الدولي إلى اليمن وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على إعادة إحياء المسار السياسي، الذي توقف منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب تعارض في مطالب الجانبين الحكومي والحوثيين، وساهمت المواجهات، الدائرة على مقربة من صنعاء، في تعزيز مطالب الحل السلمي ووضع حد للقتل والدمار.
&