أكدت مصادر خاصة في المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا لـ"إيلاف"، استلام فصائل مقاتلة على الأرض عددًا من الصواريخ المضادة للطائرات محمولة على الكتف من أصناف متطورة. واعتبر محللون أن مثل هذا التطور يمكن أن يغيّر ميزان القوى على الأرض في النزاع السوري.

حلب: المعلومات الواردة ليست الأولى من نوعها بما يخص مؤشرات استلام الفصائل صواريخ مضادة للطائرات، حيث سلمت جبهة النصرة لأحرار الشام منذ أسبوعين الطيار الذي أسقطت طائرته الحربية في ريف حلب، بعدما أثبتت حركة أحرار الشام أن الطائرة أسقطت بـ"صاروخ حراري" مضاد للطائرات، ليفتح هذا الاعتراف الباب على مصراعيه حول الكثير من التكهنات عن طبيعة ومصدر تلك الصواريخ والتوقيت الذي دخلت فيه إلى سوريا.

اغتنام وشراء

ومع عدم التصريح من أي طرف بنوع الصاروخ، تشير المعلومات الواردة والصور إلى أنه صاروخ حراري، وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الصواريخ الحرارية بأنواعها في سوريا.

المحلل العسكري راني الجابر، وفي تصريح لـ"إيلاف"، قال: "سجلت العديد من حالات&إسقاط الطائرات بهذه الصواريخ، وخاصة الحوامة، حيث حصل الثوار على عدد من هذه الصواريخ بطرق عدة، أولها اغتنامها من جيش النظام، أو شراؤها أحيانًا من عناصره، وفي حالات نادرة كدعم مقدم من دول أخرى لبعض الفصائل، وخاصة صواريخ FN-6 التي سجل إسقاط أكثر من طائرة بها".

وحول أهمية هذه الصواريخ في قلب موازين القوى، أضاف الجابر: "لوحظ انخفاض مستوى نشاط الطائرات الروسية منذ إعلان الانسحاب الروسي، وخاصة المنطقة التي أسقطت الطائرة فيها، والتي خسر النظام خلالها مواقع مفتاحية منها تلة العيس، حيث لم يتلقَ جيشه دعمًا جويًا كالمعهود من الطائرات الروسية خلال هجوم الثوار عليها، ما أدى إلى خسارة تلك المنطقة المهمة".

إضافة نوعية
فيما يرى آخرون انخفاض الطلعات الجوية الروسية لمعرفة الروس بوصول أسلحة مضادة للطائرات إلى المعارضة، وخاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي حول احتمالية تزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات، والتي لا يعرف حقيقة وصولها من عدمه، ما يبرر سحب الروس لقسم من طائراتهم المتمركزة في سوريا، على الرغم من تجهيزها واستخدامها بطريقة تخفض احتمالية إصابتها بالصواريخ المضادة للطائرات، خصوصًا عند طيرانها لسقف ارتفاع يصل إلى 6 كم، كما حصل عندما أسقطت طائرة تركية طائرة روسية من طراز سوخوي 24، كانت محلقة على ارتفاع 6 كم تجنبًا للصواريخ المحمولة على الكتف.

يشار إلى أن الصواريخ المحمولة على الكتف في حال وصولها لن تحل المشكلة بشكل جذري، لكنها تعتبر إضافة مفيدة إلى قدرات المعارضة المسلحة، تساعدهم على تحقيق مكاسب على الأرض وحماية المدنيين من غارات طائرات النظام.