ضمن الجهود الحثيثة لمكافحة الآثار الخاصة بالشيخوخة، استطاع العلماء تطوير غشاء خفيّ على شاكلة بشرة ثانية، وذلك بهدف الحد من التجاعيد والأكياس التي تظهر تحت العيون.

واشنطن: في إطار الجهود البحثية التي يتم بذلها لمواجهة آثار الشيخوخة، والتي تأتي في مقدمتها التجاعيد وأكياس العينين، تم الكشف عن تلك الفكرة "الخيالية" المتعلقة بتطوير غشاء خفي يمكن وضعه على البشرة ليمنحها مرونة الشباب وحيويته، ومن ثم المساعدة على اختفاء التجاعيد وزوال الأكياس التي تظهر تحت العينين في بضع ثواني.

وقال علماء من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنهم وجدوا من خلال الدراسات التجريبية التي أجروها على 170 شخص أن ذلك الغشاء يوفر "بشرة ثانية" تتكون من مواد كيميائية شائعة الاستخدام وتعتبر آمنة من قِبل وكالة الغذاء والدواء، وأنه لم ينتج عنها إلى الآن أية حالات تهيج أو حساسية.

التسويق

وأضاف الباحثون أن الأكياس التي تتكون تحت العينين هي مجرد البداية. ويمكن للأشخاص نقع ذلك الغشاء مع الكريمات الواقية من الشمس لحماية أنفسهم دون أن يقلقوا بشأن إمكانية زواله نتيجة العرق أو المياه. وتوقع الباحثون إمكانية استخدام تلك الفكرة مستقبلاً في علاج الأكزيما والصدفية والأمراض الجلدية الأخرى من خلال تغطية بقع الحكة الجافة بغشاء من شأنه أن يرطب ويلطف في نفس الوقت.

وتلك المواد الكيميائية التي يتألف منها الغشاء هي السيلوكسانات التي تُكَوِّن البوليمرات (وهي سلاسل طويلة لوحدات متكررة). وجمَّع الباحثون تشكيلة كبيرة منها عن طريق تعديل الميزات الجزيئية التي من بينها طول السلسلة للحصول على ما يريدون.

وذكرت صحيفة النيويورك تايمز أن ذلك البحث الجديد تم تمويله من قبل شركة صغيرة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية تدعى Living Proof، ويوجد مقرها في كامبريدج بولاية ماساشوستس، فيما تقوم شركة أخرى صغيرة بنفس المكان تدعى Olivo Laboratories بتطوير ذلك الغشاء المبتكر. وأوضح الباحثون أنهم غير متأكدين حتى الآن بشأن التوقيت الذي ستتوافر فيه البيانات الكافية لتقديمها لوكالة الغذاء والدواء من أجل الحصول على موافقتها بشأن تسويق المنتج.

فكرة ذكية

ونقلت الصحيفة عن جوردانا فونجاك نوفاكوفيتش، أستاذة الهندسة الطبية الحيوية في جامعة كولومبيا، التي لم تشارك بذلك البحث، قولها: "أتصور أنها فكرة ذكية. فما أنجزه العلماء هنا هو تصميم مادة حيوية رشيقة تلخص خصائص البشرة الشابة والصحية. ويمكنهم استخدامها كصورة من صور الإسعافات الأولية فوق البشرة المصابة بشيخوخة ومن ثم الحصول على نتائج هامة للغاية".

وبينما أبدى دكتور مراد علام، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة نورث وسترن، الذي لم يشارك هو الآخر في البحث، تحمسه لتلك الفكرة الجديدة، إلا أنه طالب في الوقت عينه بتوخي الحذر، نظراً لأن الفكرة لا تزال في بداياتها. وتابع بقوله: "هذه خطوة أولى، وستتطلب كل هذه التطبيقات مزيداً من الأعمال البحثية. وفي حالة نجاح الاختبارات الخاصة بذلك الغشاء الجديد، فإني أتصور أنه سيحظي بشعبية كبيرة".