يستقبل المصريون شهر رمضان وقد ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل غير مسبوق، بينما تعاني الأجور من الثبات، فيما تحاول الحكومة والقوات المسلحة، بل وجهاز المخابرات العامة، إحداث توازن مع التجار، من خلال افتتاح معارض للسلع، وتوزيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة، أو تسليمها بالمجان للفقراء والمعدمين.

إيلاف من القاهرة: بينما يستقبل المصريون شهر رمضان، ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل غير مسبوق، تصل إلى نحو 100%، وكشفت جولة لـ"إيلاف" في بعض أسواق القاهرة، عن ارتفاع أسعار الدواجن، بنسبة 20%، بينما ارتفعت أسعار "الفراخ بانيه" بنسبة تزيد على 100%، وزاد سعر الكيلو غرام من 40 إلى 85 جنيهاً.

وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة تصل إلى 15%، وزاد سعر الكيلو غرام من 80 إلى 95 جنيهاً، وزادت أسعار الأسماك بنسبة تتراوح ما بين 20 و30%.

وفوجئ المصريون بوجود أزمة في الأرز، رغم أن مصر كانت تحقق فائضاً، ويتم تصديره للخارج في الأعوام السابقة، وارتفعت أسعار الأرز من أربعة جنيهات إلى 8 جنيهات، وعشرة جنيهات في بعض الأسواق، ووصلت الزيادة إلى أكثر من 150 بالمائة. ووقعت مشاجرات بين الناس في الأسواق، لاسيما أن سلاسل السوبر ماركت الكبرى قدمت تخفيضات تقدر بأكثر من &70 بالمائة.

وارتفعت أسعار الياميش ومستلزمات رمضان، ما يتراوح بين 20 و40%، لاسيما التمر والمكسرات وقمر الدين، وشهدت أسعار الفوانيس ارتفاعاً بنسبة 40%، أيضاً، لاسيما مع حظر استيرادها من الصين، وانتعشت صناعة الفوانيس في مصر هذا العام، وافتتحت العديد من الورش التي كانت قد أغلقت بسبب اغراق الفوانيس الصينية السوق المصرية.

وظهرت أنواع جديدة من الفوانيس، منها الخشبية، والرخامية، إضافة إلى الفوانيس المصنوعة من الصاج، وتتراوح أسعار الفوانيس ما بين 50 و200 جنيه للأطفال، ويتراوح أسعار الفوانيس الكبيرة التي تعلق أمام المحال التجارية أو في مداخل المنازل ما بين 300 و500 جنيه.

احتواء

وأمام الغلاء، اضطرت الدولة بكافة أجهزتها إلى التدخل لإنقاذ محدودي الدخل والفقراء، وانتشرت سيارات تابعة للجيش في الميادين والشوارع، لبيع المواد الغذائية الضرورية بأسعار أقل من أسعار الأسواق، ومنها اللحوم، وبلغ سعر الكيلو غرام نحو 36 جنيهاً، بينما يباع في الأسواق بـ95 جنيهاً، وتباع الدواجن في سيارات الجيش بـ22 جنيهاً للكيلو غرام، بينما تباع في الأسواق بـ50 جنيهاً.

ووزعت القوات المسلحة المصرية كراتين مواد غذائية في المناطق الفقيرة جداً، تتضمن الأرز والسكر والدقيق والتمر والزيت.

وتدخل جهاز المخابرات العامة في الأزمة، لمحاولة احتوائها، وتطوف سيارات تابعة للجهاز المناطق الفقيرة في المحافظات، وتوزع كراتين مواد غذائية، للمساهمة في تخفيف الأعباء عن المصريين المعدمين، ولاسيما بعدد من القرى بمحافظة بني سويف.

وقال شريف حبيب، محافظ بني سويف، إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مؤسسات الدولة للتعاون، لتوفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة، وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين من ذوي الدخل المحدود.

ونظمت الحكومة نحو 90 معرضاً للسلع الغذائية، وقال وزير التموين الدكتور خالد حنفي، لـ"إيلاف"، على هامش افتتاح معرض "أهلا رمضان"، إن الحكومة نظمت هذه المعارض في جميع محافظات الجمهورية، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إحداث توازن في الأسواق لصالح الفئات محدودة الدخل.

احتياطي استراتيجي

وأضاف أن الحكومة تسعى من خلال معارض "أهلا رمضان" والسيارات المتنقلة، إلى تكثيف المعروض من السلع، منوهاً بأن مصر لديها "احتياطي استراتيجي" من السلع الغذائية، وليس هناك نقص في أية سلعة.

وقال نائب رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية مع قدوم شهر رمضان يرجع إلى ارتفاع التكلفة. وأضاف لـ"إيلاف" أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه هو السبب الأول في تلك الأزمة، مشيراً إلى أن زيادة حلقات التداول ما بين التجار تؤدي أيضاً الى ارتفاع الأسعار.

وأوضح أن الحكومة بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية، تقيم العديد من معارض السلع الغذائية، وتقدمها بأسعار مخفضة، لافتاً إلى أن المعارض تقدم الأسماك واللحوم والياميش والبقوليات والأرز والسكر، بأسعار أقل من المعروضة به في الأسواق.

واعتبر رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أن "توفير السلع بأسعار مناسبة هو أولوية قصوى بالنسبة للحكومة في الفترة الراهنة، لافتًا إلى أن الدولة ستعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة الكميات التي يتم ضخها من السلع الأساسية والحفاظ على الأسعار المناسبة".

وأضاف في بيان له، أنه تم تشكيل، نهاية شهر مايو الماضي، غرفة عمليات في مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار، لمتابعة أسعار السلع الغذائية والحد من ارتفاعها مع اقتراب شهر رمضان، وخلال الشهر الكريم.
&