ينظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أنه أفضل فرصة ممكنة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا

قالت المعارضة المسلحة في سوريا إنها لا تزال تقيِّم اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة والذي سيدخل حيز التنفيذ الاثنين قبل أن تعلن مشاركتها فيه من عدمها.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية‎ التي تضم معارضين سياسيين ومقاتلين إنها لا تزال تدرس بنود الاتفاق.

وقال المعارض البارز محمد علوش إن الاتفاق "لا يزال قيد الدرس".

وقالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات السبت لوكالة فرانس برس إنها "ترحب بحذر" بالاتفاق لكنها عبرت عن شكوكها في التزام دمشق ببنوده.

وقال تنظيم أنصار الشام الذي يعمل بشكل وثيق مع تنظيم فتح الشام (النصرة سابقا الذي أعلن عن فك ارتباطه بتنظيم القاعدة مؤخرا) إنه "لا يزال يدرس النقاط التي تضمنتها الهدنة".

ويأتي موقف المعارضة في أعقاب غارات جوية أدت إلى مقتل العشرات في مناطق تابعة لها.

وتوصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، إلى هذا الاتفاق بعد مباحثات ماراثونية بينهما.

ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه أفضل فرصة ممكنة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.

ووافقت الحكومة السورية على الاتفاق كما رحبت به إيران وهي حليف قوي للنظام السوري ودعت إلى اعتماد "آلية مراقبة شاملة" لضمان تنفيذه وخصوصا على طول الحدود السورية "حتى لا يتسلل إرهابيون جدد" إلى سوريا.

وقالت وكالة سانا للأنباء إن الرئيس السوري، بشار الأسد، "وافق على الاتفاق".

وقال حزب الله اللبناني الذي تحارب قواته إلى جانب القوات السورية، مساء السبت، إنه يدعم الاتفاق.

وبالرغم من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين القوتين العظميين والدعم الذي حظي به من قبل جهات أخرى، فإن العشرات لقوا حتفهم نتيجة غارات جوية لم يعرف مصدرها على مدينة إدلب والمناطق الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.

وقتل 62 شخصا على الأقل بمن فيهم 13 امرأة و13 طفلا في قصف لمدينة إدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدفت الضربات الجوية مناطق تابعة للمعارضة بما فيها سوق شعبي كان غاصا بالمتسوقين استعدادا لعيد الأضحى الذي سيبدأ يوم الاثنين.

ووصف مبعوث بريطاينا الخاص إلى سوريا، غاريث بايلي، هذه الضربات الجوية بأنها "همجية".

وأضاف المرصد أن ضربات جوية جديدة استهدفت الأحد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب.

ولم تُعرف حصيلة هذه الضربات الجديدة بعد.

وتأتي الضربات الجديدة بعد يوم من مقتل 12 شخصا في غارات جوية لم يعرف مصدرها.

وقال أحد سكان المناطق الشرقية من حلب يدعى أبو عبد الله "نأمل أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتمكن المدنيون من قضاء حوائجهم. القصف متواصل ليلا ونهارا. هذه أعمال قتل متعمدة. هذه مدن تتعرض لحصار قاتل".

وأضاف أبو عبد الله "لم يعد أمام المدنيين أي أمل".

وتمكنت القوات السورية من فرض حصار جديد على المناطق الشرقية من حلب الخاضعة للمعارضة التي أعلنت سابقا أنها تمكنت من فك الحصار وذلك في ضربة قوية لها.