«إيلاف» من واشنطن: تتواصل الخروقات لإتفاق وقف إطلاق النار بسوريا في حين تعاني دمشق من عطش كارثي بعد إتساع دائرة الدمار في قرية عين الفيجة شمال دمشق والفشل في الوصول الى إتفاق بين النظام السوري والثوار.

وقالت مصادر معارضة أن وسائل الاعلام المحسوبة على النظام السوري وحزب الله تقوم بنشر أخبار تشير الى دخول ورشات الصيانة الى وادي بردى قرب دمشق لاصلاح مضخات المياه في نبع عين الفيجة الا "أنها تعرضت لاطلاق نار من قبل عناصر فتح الشام المتواجدين في وادي بردى" .
وأوضحت الهيئة الاعلامية في وادي بردى إن هذه" الأخبار عارية عن الصحة وكاذبة وتهدف الى إمتصاص غضب سكان مدينة دمشق بسبب إستمرار إنقطاع المياه عنهم"، و أشارت الى"عدم وجود لعناصر فتح الشام في وادي بردى، والمقاتلين الموجودين هم من الفصائل التابعة للجيش السوري الحر ومن أهالي وادي بردى الذين رفضوا تمرير المشروع الاستعماري الايراني في بلداتهم ".

كما أكدت الهيئة "بأن ورشات الاصلاح لم تدخل وادي بردى أبدا، إنما بقيت واقفة على حاجز قرية دير قانون، بإنتظار إنتهاء جولات المفاوضات، والتي طالب أهالي المنطقة أن تستند الى إتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بتاريخ 29 ديسمبر 2016 بين المعارضة السورية و تنظيم الاسد والتي ضمن تنفيذها دولتي تركيا وروسيا الاتحادية، وحتى اللحظة لم يتم الوصول الى نتيجة لهذه المفاوضات ".

كارثة بشرية
وأصدرت الفعاليات المحلية في وادي بردى السبت بياناً حذّرت فيه من "احتمالية وقوع كارثة بشرية بحق ملايين المدنيين في وادي بردى والعاصمة دمشق في ظل إستمرار حملة القصف العنيفة والهجوم البري على وادي بردى من قبل الأسد وميليشياته."

ووجهت الفعاليات المحلية بيانها إلى المجتمع الدولي، وطالبته بتحمّل مسؤولياته تجاه ما يحصل في وادي بردى، معتبرة أن ذلك يجب أن يمنع الأسد وميليشياته عن مواصلة الحملة العسكرية على المنطقة.

وطالبت بإرسال ورشات إصلاح وإعادة إعمار نبع الفيجة وشبكات المياه المحلية والمتوجهة إلى دمشق، وأن ترافقها لجنة أممية تتقصى حقيقة من يتحمل مسؤولية تدمير النبع وأن تشرف على عملية الإصلاح وتراقب وقف إطلاق النار.

وقالت يأتي هذا البيان متأخراً في ظل استمرار طيران الأسد وأسلحته الصاروخية والمدفعية بقصف نبع الفيجة ومحيطه، وانقطاع شبكات الاتصال والانترنت عن منطقة وادي بردى، ومحاولات من قوات الأسد وميليشياته التقدم البري لاحتلال قرى وادي بردى ونبع الفيجة.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد أفادت نقلا عن مصادر مقربة من النظام السوري أن وفدا روسيا دخل وادي بردى لترتيب تسوية الأزمة هناك، ولمراقبة وقف إطلاق النار بعد "عرقلة دخوله سابقا من قبل ميليشيا حزب الله" ، ونقل ناشطون على " الفيسبوك " أنباء عن تهديدات من قبل مسؤول روسي لأهالي وثوار بردى .

موافقة ترامب

من جانبه وحول وقف اطلاق النار بشكل عام قال المعتقل السياسي السابق وعضو تيار الغد السوري صدام الجاسر لـ«إيلاف» أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لابد أن يكون" بموافقة ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبهذه الحالة سيكون له فرصة بالاستمرار ".

واعتبر أن الطرف الروسي يحاول انجاحه وتحصينه بقرار من مجلس الامن الدولي لقطع الطريق على الادارة القادمة ان هي حاولت الغاءه لأي سبب من الأسباب "لذلك وضع الروس كل ثقلهم فيه والدليل على ذلك ضغطهم القوي على ايران والنظام لمنع الخروقات".

وأشار الى أن "الروس يخشون إفلاسهم في الأزمة السورية لذلك يريدون سلوك المسار السياسي بالتوازي مع المسار العسكري فهم يعرفون تمام المعرفة ان الاميركيين لن يقبلوا بحل عسكري كامل لذلك يحاول الطرف الروسي ان يفرض نفسه كطرف سياسي من خلال البوابة التركية".

من ايران الى تركيا

وقال "أن الطرف التركي يتمتع بثقة لدى فصائل الجيش الحر المختلفة وقد نشهد في الفترة القادمة تحول التحالف من ايران الى تركيا على نحو أكبر". 

ولفت الى أن هذا ماتخشاه ايران لذلك نراها "تحاول إفشال الاتفاق من خلال الخروقات التي تتعمد أن تقوم بها هي والنظام السوري.

وحول زيارة مسؤولين سوريين الى طهران في الفترة الماضية من بينهم بشار الجعفري ووليد المعلم وعلي مملوك اعتبر أنها" تصب في نفس المضمون "، وقال "اعتقد أنها لحث ايران على عدم الالتزام بالاتفاقية لأنهم يعلمون ان مفتاح الحل في واشنطن وليس موسكو لذلك هم يحاولون الالتفاف على هذا الاتفاق بمساعدة الحليف الايراني المتمسك ببقاء الأسد اكثر من الحليف الروسي".

وشدد الجاسر أن "النظام السوري لايستطيع مواجهة غضب الطرف الروسي لوحده ولايستطيع ان يقوم بتخريب الاتفاق دون مساعدة الايرانيين الذين يمتلكون قوة على الأرض تمكنهم من القيام بهذا الدور لذلك أعتقد أن النظام السوري الذي يدرك أن أي حل سياسي أو هدنة تستند الى مرجعيات جنيف سوف تؤدي الى تنحيه عن السلطة سوف يحاول بشتى الطرق أن يعيد خلط الأوراق".