اعتبر مصدر عراقي تعيين جنرال ايراني يعمل كبير مستشاري قائد فيلق القدس قاسم سليماني سفيرًا جديدًا في العراق، مسعى إيرانيًا لتنسيق سياسي وعسكري عراقي سوري موالٍ لايران لمرحلة ما بعد تحرير الموصل وانتهاء تنظيم داعش في البلدين، اللذين تخطط ايران لربطهما معها بطريق استراتيجي يدعم نفوذها في المنطقة.

«إيلاف» من لندن: كشفت مصادر إعلامية إيرانية عن عزم الحكومة الايرانية تعيين الجنرال إيرج مسجدي سفيرًا جديدًا لها في بغداد بدلاً من السفير الحالي حسن&دانائي فر&الذي ستنتهي مهمته قريبًا بعد 6 سنوات من توليها. ويعمل مسجدي حاليًا& مستشارًا أعلى لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وأوضح موقع "عصر إيران" أنه سبق لمسجدي أن شغل منصب سفير إيران في سوريا. وكانت إيران عيّنت مطلع الشهر الحالي جواد توك أبادي& سفيرًا لها لدى دمشق بدلاً من محمد رضا رؤوف شيباني، الذي تولى هذه المهمة لمدة 5 سنوات. واشار الى انه تم التوافق على تعيين الجنرال مسجدي بهذا المنصب، بعد مباحثات بين الجنرال قاسم سليماني ووزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف. &

المراكز الإيرانية الاستراتيجية

وابلغ مصدر عراقي مطلع «إيلاف» أن السفارة الايرانية في بغداد تعتبر واحدة من المراكز الايرانية الاستراتيجية خارج البلاد، وتعيين سفير لها يتولى مهمة مستشار قاسم سليماني المسؤول عن الملف العراقي ايرانيًا يكتسي أهمية كبيرة، حيث سيكون الخيار الجديد للجهاز الدبلوماسي الايراني في بغداد لإدارة هذه السفارة المهمة والحساسة في المنطقة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن تعيين مسجدي سفيراً جديداً في بغداد، بعد ان كان تولى المهمة نفسها في دمشق، يؤكد استعدادًا ايرانيًا لمرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش في البلدين، والتهيؤ لتداعيات الاوضاع العراقية بعد تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، والذي يتوقع أن ينجز خلال الاشهر الثلاثة المقبلة.

واوضح ان التعيين يأتي متوازيًا ايضًا مع المساعي الايرانية الحالية لتنفيذ مشروع استراتيجي لتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين مروراً بشمال شرق سوريا وانتهاءً بميناء اللاذقية على البحر المتوسط والذي سيمنح إيران نفوذاً كبيراً في المنطقة.&

واشار المصدر الى أن المشروع سيؤمن نقل القوى البشرية والإمدادات العسكرية& بين طهران والبحر المتوسط عبر حراس موالين لطهران سيكونون من المليشيات الشيعية العراقية المسلحة الموالية لايران، والتي تقاتل في سوريا حاليًا دعمًا لنظام بشار الاسد.

وقال إن السلطات الايرانية رأت على ما يبدو أن افضل من سيتابع ويعمل على تنفيذ مشروعها الاستراتيجي هذا هو الجنرال مسجدي نظرًا لعمله السابق في سوريا ومهمته التي يتولاها حاليًا مستشارًا لقاسمي المسؤول عن الملف العراقي .. موضحًا أن وجود مسجدي في بغداد يشكل اضافة لكل ذلك، تعزيزًا للنفوذ الايراني القوي في العراق في مرحلة ما بعد داعش. &

أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي

وعلى ذات الصعيد، قال قائد حرس نينوى ومحافظها السابق اثيل النجيفي إن تعيين الجنرال ايرج مسجدي سفيرًا لايران في العراق له مدلولات أبعد من مجرد العمل الدبلوماسي.

واضاف النجيفي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في تعليق اطلعت عليه «إيلاف»، انه لاشك أن تعيين الجنرال ايرج مسجدي كبير مستشاري قاسم سليماني سفيرًا لإيران في بغداد له مدلولات ابعد من مجرد العمل الدبلوماسي. واشار الى ان خبرة مسجدي العسكرية وعلاقاته مع الفصائل المقاتلة في العراق وسوريا ستلقي آثارها على نوعية علاقاته داخل العراق وكذلك على العلاقات الإيرانية العراقية في وقت تستعد المنطقة لدخول وضع جديد في مرحلة ما بعد داعش .

ومن المعروف أن الغالبية العظمى للسفراء الايرانيين في الخارج وخاصة في الدول القريبة لايران أو التي لها مصالح استراتيجية وتسعى لتوسيع نفوذها فيها، ينتمون الى الحرس الثوري الايراني، الواجهة المخابراتية والعسكرية للسلطات الايرانية.