نصر المجالي: أيّدت المحكمة العليا في بريطانيا منح قائد الميليشيات الإسلامية السابق في ليبيا عبد الحكيم بلحاج، حق مقاضاة وزير الخارجية السابق، جاك سترو، بتهمة اختطافه وتسليمه لنظام معمر القذافي، في العام 2004.

ويقول بلحاج، وهو معارض سابق لنظام القذافي، إن المخابرات البريطانية الخارجية (MI6) التي كان جاك سترو مسؤولا عنها، ساعدت الولايات المتحدة في اختطافه العام 2004 وتسليمه هو وزوجته إلى طرابلس.

وينفي سترو، وجهات أخرى معنية بهذه القضية، علاقته بتسليم بلحاج إلى النظام الليبي السابق. ويقول محامو بلحاج، البالغ من العمر 50 عاما، إنه سيمضي في مقاضاته ما لم يتلق اعتذارا وتعويضا بقيمة مليون جنيه استرليني.

وكان عبد الحكيم بلحاج من الوجوه البارزة في الانتفاضة التي أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي، ويقول إنه اختطف هو وزوجته الحامل، وهو في طريقه إلى لندن لطلب اللجوء.

محكمة الاستئناف&

يشار إلى أن بلحاج كان حصل من جانب محكمة الاستئناف البريطانية في 30 أكتوبر&2014 على حق التقاضي ورفع دعوى على بريطانيا بسبب أضرار لحقت به جراء تعذيب على مدى سنوات.&

وحينذاك، قالت محكمة الاستئناف إن بلحاج يمكنه مقاضاة الحكومة البريطانية بسبب ادعاءات بأنه أرسل إلى ليبيا بطريقة غير قانونية وتعرض للتعذيب.

&وفي دعواه كان بلحاج قال إنه تعرض له على يد رجال نظام معمر القذافي بعدما سلمه جواسيس بريطانيون وأميركيون إلى ليبيا بطريقة غير قانونية. وقد يمهّد حكم محكمة الاستئناف في لندن الخميس الطريق أمام مقاضاة الحكومة البريطانية في حالات مماثلة للتعذيب أو تسليم سجناء.

سجن

&وكان بلحاج سجن ست سنوات عقب عودته إلى ليبيا. وسجنت زوجته، ولكن أطلق سراحها بعد ولادتها طفلا. ويسعى الزوجان إلى الحصول على تعويض عما يقولان إنه ضلوع لبريطانيا في خطفهما، واعتقالهما، وتسليمهما.&

ويقول بلحاج في شكواه المنظورة أمام القضاء البريطاني منذ أكثر من عامين إن وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو، وجهاز الاستخبارات إم أي 6 (MI6) اشتركا في التواطؤ في ترتيب تسليمه هو وزوجته فاطمة بودشار من الصين إلى ليبيا في 2004، ونفى سترو، علمه بموضوع التسليم، أو سماحه بحدوثه.

وكانت المحكمة العليا قالت إن القضية لا يمكن سماعها في المحاكم البريطانية لأنها قد تضرّ بالعلاقات الخارجية. لكنّ القضاة قالوا الخميس إن الادعاءات في القضية "خطيرة" جدا بما يحتم سماع المحكمة لها.&

وقالت محامية بلحاج، سابنا مالك، عقب صدور الحكم آنذاك: "إنها خطوة إلى الأمام ودالة جدا بالنسبة إلى القضايا التي يتوجب عرضها في نهاية المطاف على المحاكم البريطانية.

دييغو غارسيا&

ويشار الى ان ضباطا تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) كانوا تسلموا عبدالحكيم بلحاج بعدما تلقوا معلومة من جهاز ام.آي 6 البريطاني ونقل بلحاج جوا عبر جزيرة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي إلى طرابلس.

&ولأنه كان خصما قديما للقذافي وضع بلحاج في السجن وتعرض للتعذيب إلى أن أطلق سراحه عام 2010 كما تعرضت زوجته لاساءة المعاملة أثناء حبسها لمدة أربعة أشهر.&

وبعد سقوط القذافي عثر على وثائق تشير إلى أن مسؤولين بريطانيين كانوا على اتصال بقائد المخابرات الليبية السابق موسى كوسا في ما يتعلق ببلحاج.&

وكان بلحاج قال في بيان"الجزء الخاص بنا في الاتفاق في الصحراء وهو الخطف والسجن السري لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وغرفة التعذيب في طرابلس، يبدو مؤلما وحديثا وكأنه حدث بالأمس فقط، لم نحلم قط بأن بريطانيا ستتآمر في شيء كهذا إلى أن رأينا الدليل بأعيننا".&