«إيلاف» من الرياض: فيما يجري الفنان السعودي محمد عبده، اخر الاستعدادات التحضيرية لإحياء حفله الغنائي المرتقب بمدينة جدة، نهاية شهر يناير الجاري، معلنا بذلك عودة الحفلات الغنائية بالسعودية بعد غياب، يدخل الشارع السعودي في جدل كبير، ما بين مؤيد ومعارض حول عودة الحفلات الغنائية، حيث اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من الآراء والاصوات المتباينة حيال القضية .

الحفل الغنائي الذي سيضم الى جانب محمد عبده، كل من رابح صقر وماجد المهندس، وتحتضنه الصالة المغلقة بمدينة الملك عبدالله الرياضية، يعتبر الاول من نوعه منذ اكثر من 9 سنوات، حيث كانت اخر حفلة اقامها محمد عبده في الرياض عام 1988 ، فيما كانت آخر حفل له في السعودية في جدة عام 2009 ، لكنها لم تكتمل بسبب انسحاب محمد عبده في منتصف الحفل احتجاجا على سوء التنظيم.

اشراف هيئة الترفيه

الحفلة المرتقب اقامتها في 30 يناير، تأتي بعد الغاء حفلين غنائيين كان مقررين اقامتها العام الماضي، حيث كانت الاول للفنانين محمد عبده ورابح صقر وكان مقرر إقامته في الرياض 22 سبتمبر، والثاني للفنانين محمد عبده وماجد المهندس و كان مقررا اقامتها في 23 سبتمبر بجدة، لكن تم الغائهما في اخر لحظة لأسباب إجرائية خاصة بعملية اصدار التصريحات الرسمية وعدم استيفاء الشروط التنظيمية 

حفلة جدة المرتقبة، تقام هذه المرة تحت رعاية واشراف الهيئة العامة للترفيه، وهي هيئة تأسست العام الماضي كأحد القرارات الملكية التي تزامنت مع إعلان السعودية لرؤيتها المستقبلية 2030، بهدف دعم وتعزيز صناعة الترفيه في السعودية، حيث كشف عمرو مدني، الرئيس التنفيذي للهيئة ، ان تراخيص حفلة جدة تم إصدارها رسميًا، مشيرا انها تأتي ضمن برنامج ترفيهي وطني قادم يشمل 13 منطقة حول السعودية.

محمد عبدة اقام العديد من الحفلات خارج السعودية

 

جدل حول عودة الحفلات

الإعلان عن حفلة جدة ، صاحبه جدل واسع حيث عبر سعوديين عن معارضتهم لإقامة الحفلة ، مدشنين وسما تحت عنوان # اوقفوا_حفل_محمد_عبده_بجدة" وهو ما يضع هيئة الترفيه أمام تحدي صعب، لاسيما ان هناك سابقة لإلغاء فعاليات ترفيهية كان مقررا اقامتها في الرياض للممثل الكوميدي الأميركي مايك أيبس، حيث تزامن الالغاء مع دعوات انتشرت على تويتر تطالب بمنعه، بحجة أنها لا تتماشى مع تقاليد المجتمع السعود

كما علق رجال دين سعوديون، على قضية الحفلات الغنائية، على رأسهم المفتي العام للبلاد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والذي قال عبر برنامج تلفزيوني ان هذه الأمور ستعالج بحكمة، واضاف" ارجوا أن يوفقوا (هيئة الترفيه) لإتباع الحق، وأن يقدموا ما ينفع الأمة، وأرجو أن تسمعوا خيراً، كما ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق ، رئيس هيئة الترفيه بالنظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة في السماح بإقامة حفلات غنائية 

 في الجانب الاخر، ثمن آخرون اقامة الحفل ، مشيرين ان السعوديين ظلوا لسنوات يتابعون فناني بلادهم خارج الحدود ، متكبدين عناء السفر، والخسائر المالية، حيث قالوا ان إعادة إحياء الحفلات في السعودية تحت مظلة "هيئة الترفيه" سيساهم في إعادة اكتشاف مواهب فنية جديدة، مؤكدين انه رغم تلاشى الحفلات لسنوات الا أن الجمهور السعودي لا يزال على وفائه وتقديره للفنون بشكل عام ولنجوم الأغنية بشكل خاص.

فوائد اقتصادية

الباحث الاقتصادي، سعود الشهري، علق على القضية قائلا " انه بعيدا عن دور الفن كرسالة حضارية وإنسانية تسهم في تطوير ذائقة المجتمع، فإننا عندما نتحدث الامر من زاوية اقتصادية سنجد أن الاقتصاد السعودي يخسر بسبب إهمال الفنون وعدم توفير مناخ ملائم لها، مشيرا في حديثه لـ"ايلاف" انه نظرا لعدم تلبية احتياج الجمهور المحب للفنون، فانه بات يتسرب للخارج في كل عطلة ، وبالتالي توطين الحفلات هو مطلب اقتصادي بالدرجة الاولى، بحسب تعبيره.

كما قال الشهري، ان شغب الجمهور السعودي بالفن ، استثمرته دول اخرى من خلال اقامة حفلاتها الغنائية في مواعيد تتوافق مع العطلات الرسمية للسعوديين ، كما حرصت هذه الدول على استقطاب نجوم الأغنية السعودية ،لأن السائح السعودي يعتبر رقماً مهماً بالنسبة لهم و جزءاً رئيساً من صناعة السياحة، وهذا يدفعنا للاستفسار عن المبرر الذي يجعلنا نجبر هذا السائح على السفر للخارج من أجل نشاطات ترفيهية نستطيع توفيرها هنا، على حد وصفه

تجدر الاشارة، ان الحفلات الغنائية بالسعودية كانت ضمن البرامج الرئيسية في موسم الصيف والعطلات، حيث شهد مسرح "المفتاحة" بمدينة ابها، المسرح الاشهر بالخليج العربي، و ضمن فعاليات الصيف، العديد من الحفلات الغائية منذ عام 1998م وحتى عام 2007م ، وذلك ، كما شهدت مدينة جدة ، ضمن مهرجان "جدة غير" الصيفي، العديد من الحفلات في الفترة ما بين 2002 إلى 2009 هذا فضلا عن الحفلات الغنائية التي كانت تقام في الرياض على هامش مهرجان "الجنادرية" للتراث والثقافة.

محمد عبدة يحي حفلا في 30 يناير