إيلاف - متابعة: رغم تنويه الرئاسة السورية الأخير بخصوص صحة الرئيس بشار الأسد، ودحضها للشائعات التي تحدثت عن اصابته بـ"جلطة دماغية" و"اقامته في المستشفى"، مازال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى متاعب صحية يعاني منها الأسد.

في التفاصيل، نشر المكتب الصحافي للرئاسة السورية مساء الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، تنويها تحدث فيه عن "سيل الإشاعات الذي غزا الشبكة العنكبوتية بخصوص صحة الرئيس بشار الأسد".

في صحة ممتازة!

وقالت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان نشرته على صفحتيها على تويتر وفايسبوك، ونقلته لاحقا وكالة (سانا) الرسمية: "تنتشر منذ أيام على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، إشاعات تتحدث عن صحة الرئيس الأسد، لا يزال بعضها مستمرا حتى الآن، مصدرها جهات وصحف معروفة الانتماء والتمويل والتوجه، وذلك على شكل تحليلات أقرب لأمنيات تجول في مخيلة من أطلقها فقط.. وتتزامن مع تغير المعطيات الميدانية والسياسية بعكس ما أرادوه لسورية طيلة السنوات الماضية".

أضاف البيان: "إن رئاسة الجمهورية إذ تنفي كل هذه الأخبار، جملة وتفصيلا، وتؤكد عدم صحتها على الإطلاق وبأن &الرئيس الأسد بصحة ممتازة ويمارس مهامه بشكل طبيعي تماما.. تؤكد أيضا أن الشعب السوري بات محصنا ضد مثل تلك الأكاذيب، وما أكثرها منذ بداية الحرب على سورية وحتى الآن، وتشير إلى أنها لا تقع إلا في &خانة الأحلام ومحاولة رفع معنويات منهارة.. ولن تثير إلا السخرية والاستهزاء".

مريض في "الشامي"

بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية تحدثت في وقت سابق عن تدهور ملحوظ لحالة بشار الأسد الصحية، وقالت مواقع إخبارية إن الرئيس السوري يتلقى حاليا العلاج في مشفى "الشامي" في دمشق، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن الأسد نقل إلى المستشفى التابع للجامعة الأميركية في بيروت.

وقال موقع "عربي 21" إنّ اتصالا هاتفيا "كشف عن وجود رئيس النظام السوري بشار الأسد بمستشفى الشامي بالعاصمة السورية دمشق، بعدما تسربت أخبار عن إصابته بوعكة صحية".

معلومة مُعارِضة

وتمكنت "الحرة وسام" (الناشطة السورية المعارضة ميسون بيرقدار)، من الحصول على تأكيد من إدارة المستشفى بوجود بشار الأسد فيه.

وانتحلت "الحرة وسام" صفة مسؤولة بمكتب بشار الأسد بالقصر الجمهوري، خلال اتصال هاتفي بالمستشفى، وطلبت منهم "التكتم على وجود الرئيس هناك وعدم إخبار أي شخص، ووعدوها بذلك، وهو ما فهم منه إقرارا صريحا بوجود بشار"، بحسب ذات الموقع.

وكانت تسربت أخبار عن إصابة الأسد بجلطة أثرت على عينه وجزء من جسمه، ورد النظام السوري بأنها "مجرد شائعات"، وأن "الرئيس الأسد بصحّة ممتازة ويمارس مهامه بشكل طبيعي تماما".

ضغط نفسي شديد

وقبل أسبوع، قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الضغوط الناجمة عن قيادة بلد غارق في خضم حرب أهلية "معقدة وفوضوية" مثل سوريا بدأت تلقي بآثارها السلبية على صحة الرئيس بشار الأسد.

ونقلت الصحيفة عن الكاتب الإيراني المعروف أمير طاهري قوله في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن بشار الأسد يعاني الإنهاك بعد ست سنوات تقريبا من الحرب بسبب ما يتعرض له من "ضغوط نفسية".

ونوهت الإندبندنت إلى أن المقال الذي نسب كاتبه ما ورد فيه بخصوص صحة الأسد إلى أقوال مسؤولين من روسيا الحليف الرئيسي لسوريا، ما لبث أن تلقفته مواقع معادية للنظام السوري على شبكة الإنترنت ليحتل عناوينها الرئيسية، لا سيما ما زعمه بأن بشار الأسد أُدخل المستشفى لتلقي العلاج جراء تعرضه لإنهاك عصبي.

وكان الأسد قال في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية أواخر العام المنصرم إنه لا يعاني أرقا يمنعه من النوم ليلا بسبب دوره في الحرب الأهلية التي حصدت أرواح أربع مئة ألف شخص وأدت إلى نزوح نصف سكان سوريا من منازلهم حسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وفي معرض رده عن سؤال حول ما إذا كان قتل الأطفال في حلب وأماكن أخرى يؤرق مضجعه، ضحك الأسد وقال "أعرف مغزى هذا السؤال"، وأضاف "أنا أنام بانتظام، وأنام وأعمل وأتناول الطعام بشكل طبيعي وأمارس الرياضة".