«إيلاف» من بيروت: يزور رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الفاتيكان خلال النصف الأوّل من الشهر الجاري للقاء البابا فرنسيس في ظل الحديث عن "تشنّج" في العلاقة بين لبنان والفاتيكان، على خلفية تعيين السفير جوني إبراهيم، الذي تردّد أن الكرسي الرسولي رفض اعتماده لانتمائه سابقًا إلى محفل ماسوني، فيما يصرّ وزير الخارجية جبران باسيل على تعيين إبراهيم، حتى ولو تطلب ذلك تدخلاً مباشرًا مع البابا نفسه.

فما الذي يحمله الحريري الى الفاتيكان، وكيف يمكن للقائه مع البابا أن يوطد العلاقات المسيحية الإسلامية في لبنان؟

يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الحكومة سعد الحريري يسير على خطى والده رفيق الحريري في الحفاظ على العيش المشترك في لبنان، فهو لا يقبل سوى بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وتبقى عقيدة لدى الحريري الإبن ورثها عن أبيه، ومن الضروري تمتين العلاقات المسيحية وحل القضايا العالقة مع الفاتيكان لذلك كانت زيارة الحريري للفاتيكان التي تصب في هذا الخصوص، وكلنا يعرف أن الفاتيكان يبقى البلد الأول مسيحيًا في العالم، وتبقى الزيارة للتأكيد بأنه رغم كل ما يقال وكل ما يجري فإن لبنان من الضروري أن يتم تحييده عن جميع الصراعات في المنطقة مع التمسك بالعيش الواحد والمشترك والمناصفة بين اللبنانيين.

أهمية الزيارة

ولدى سؤاله في وقت يشهد العالم توترات وتنامي تيارات متشددة، أي أهمية تكتسبها زيارة الحريري للفاتيكان؟ يعتبر طعمة أن زيارة الحريري للفاتيكان للتأكيد على الإسلام الحقيقي المعتدل والسموح، وليس الإسلام المتطرف، وهو موجود في لبنان، رغم المحاولات في تشويه صورة الإسلام في العالم، ومبادئه، ولكن يبقى الإسلام الحقيقي ما نراه من اعتدال في لبنان، وهذا هو ما يجرّب الحريري الحفاظ عليه في لبنان، والبابا يجب ألا يخاف بأن يتأثر لبنان من قريب أو بعيد من أي تشنج مع الفاتيكان، ولبنان يصر على الاعتدال والعيش الواحد.

لبنان التعايش

وردًا على سؤال أي صورة عن لبنان التعايش سيقدمها الحريري لبابا روما؟ يؤكد طعمة أن صورة لبنان الحقيقية في اتفاق زعمائه اليوم من رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وكلهم قادة يعتبرون الأوائل شعبويًا.

ويؤكد طعمة أن لا خلاص للبنان إلا بتحييده عن صراعات الخارج، ومن خلال عيش الجميع سوية، ولبنان لا يستقيم إلا بالمناصفة وبالعيش المشترك.

دور الفاتيكان

عن دور الفاتيكان في دعم الحوار المسيحي الإسلامي في لبنان، يؤكد طعمة أن هناك دورًا كبيرًا للفاتيكان في هذا الصدد.

وبابا روما يجب أن يكون له دوره الفاعل في إزالة أي تعصب في لبنان ومساعدة الجميع في قبول الأفرقاء الآخرين المعتدلين في لبنان.

عن تمثيل الحريري للإعتدال في لبنان، كيف يمكن دعم الفاتيكان للإعتدال في ظل الحركات المتطرفة في المنطقة؟ يلفت طعمة إلى أن الدعم من خلال المساعدة، وما يقوم به سعد الحريري من تنازلات من أجل مصلحة لبنان يجب أن تقابله تنازلات أخرى من الفريق الآخر، وكلنا نعرف أن هناك من يتهم الحريري بتقديم الكثير من التنازلات، لكن بالمقابل يجب أن يعي الفريق الآخر أهمية تلك التنازلات ويبادر أيضًا إلى مد اليد للحريري.

قبول الآخر

أي رسالة عن وجوب قبول الآخر يحملها الحريري للفاتيكان؟ يعتبر طعمة أن الحريري هو مثال حي لقبول الآخر ولمد اليد لملاقاة الفريق الآخر، والحريري هو رئيس حكومة لكل لبنان، وقد ضحّى من أجل الحفاظ على هذا المبدأ، ووقف أمام التطرّف في جرود عرسال، ومحبة لبنان فوق كل اعتبار، والدول الغربية وبابا الفاتيكان كلهم يدركون هذا الأمر.