إيلاف من دبي: يواصل حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي تسجيل حضوره اللافت والمؤثر في الساحة العالمية على المستوى الثقافي والعلمي، وهو ما تجسد بتحركاته في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الـ69، والذي يعد الأكبر والأهم على الساحة الدولية.

يمتلك الشيخ سلطان القاسمي خبرات كبيرة تمتد إلى 37 عامًا في معرض الكتاب الذي تنظمه الشارقة، بالإضافة إلى شغفه بالعلم والثقافة، ما جعله أفضل من يمثل الإمارات بقوتها الثقافية الناعمة المؤثرة، ومن هذه الزاوية أيضًا، نجحت الإمارات في تقديم نفسها خلال المعرض العالمي المرموق كقوة ثقافية نقية. 

ويبرهن حاكم الشارقة في كل مناسبة على أنه مستمر في بناء جسر ثقافي مهم للإمارات مع العالم، فقد قام في الآونة الأخيرة بتخصيص ميزانية لترجمة بعض الكتب المختاره من قبله، ومن تلك الكتب كتاب الصحافي الإماراتي محمد الحمادي، رئيس تحرير جريدة الاتحاد، الذي يحمل عنوان "خريف الإخوان"، وذلك لترجمته إلى ثلاث لغات عالمية.

مأدبة عشاء فكرية

حرص الشيخ سلطان القاسمي على زيارة أجنحة معرض فرانكفورت كافة، وخصوصًا الأجنحة الإماراتية والعربية وكذلك العالمية، والتقى شخصيات ثقافية وعلمية، وبدا من المناقشات أن حاكم الشارقة يحظى باحترام الجميع بفضل شخصيته التي ترتكز على أبعاد عليمه وثقافية تتسم بالعمق، وهو ما ظهر عبر مناقشاته في الندوات، كما أقام مأدبة عشاء على شرف عدد من الكتّاب والناشرين.

وتبادل مع الحضور من المثقفين والناشرين الحوارات بشأن تجارب النشر في مختلف دول العالم، متلقيًا عددًا من الإهداءات والإصدارات للكتاب الموجودين، وألقى البروفيسور جان زالاسيويزك، أستاذ علم الجيولوجيا في جامعة ليستر البريطانية مؤلف كتاب "الأرض بعدنا"، وهو باحث في النظم الإيكولوجية الإحفورية والبيئات، كلمة تناول فيها ما يضمه الكتاب من موضوعات ومحتويات جيولوجية مهمة، مستعرضًا عددًا من الأمثلة التي يستدل بها في معلوماته.

وتحدث الصحافي ماثيو كار، مؤلف كتاب "الدين والدم: تطهير إسبانيا المسلمة"، الذي تم اختياره كأفضل كتاب من قبل صحيفة "نيويورك تايمز" في يناير 2011، حول مؤلفه الذي يضم العديد من الحقائق والموضوعات والفصول التاريخية، ملخصًا أبرز ما جاء فيه من إثباتات وحقائق.

وفي تعقيب لحاكم الشارقة على كلمة المتحدثين الرئيسين، أثنى على ما طرح من موضوعات جيولوجية وبيئية وتاريخية، مشيرًا إلى اهتمام إمارة الشارقة بالبيئة ومكوناتها وحرصها للحفاظ عليها، وتطويع المواقع المناسبة منها، لتكون مراكز علمية وبحثية وسياحية.

وأكد الشيخ سلطان أنه سعيًا لإدامة التواصل والتحاور مع الآخر من الثقافات المختلفة، وتعزيز التعاون مع المؤسسات والمعارض الدولية، يحرص على ترجمة كتبه إلى اللغة الألمانية وتوافرها، تأكيدًا على أهمية تعريف العالم بالإنتاج الثقافي والتاريخي العربي.


بدور القاسمي تنتقل بالشارقة إلى العالمية

إلى ذلك، تلعب الشيخة بدور القاسمي دورًا مهمًا في إدارة الشأن الثقافي والإداري تحت قيادة والدها الشيخ سلطان القاسمي في إمارة الشارقة، حيث أدارت في معرض فرانكفورت عدة جلسات نقاشية ومهدت لاستقطاب المزيد من الفرص الاستثمارية في قطاع النشر الدولية، لتضاف إلى تلك المتوفرة في المنطقة بشكل عام وفي إمارة الشارقة بشكل خاص في ضوء الإنجازات التي حققتها الإمارة، قائلة إن "الشارقة ستنتقل في عام 2019 لتكون أكبر منطقة حرة للنشر"، كما عقدت القاسمي جلسات مع أكبر شركات النشر العالمية.


أحمد بن ركاض ... الدبلوماسي المثقف

كما ويعد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد أهم رموز الثقافة في دولة الإمارات عمومًا والشارقة خصوصًا، فهو يقوم بدور دبلوماسي مهم للغاية في نشر الثقافة والفكر والقوة الناعمة الإماراتية خارجيًا، ولديه علامات بارزة محليًا ودوليًا خاصة في مسيرة نجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب على امتداد مسيرته التي تصل إلى 37 عامًا حافلة بالإنجازات.

قوة المشاركات الإماراتية في معرض فرانكفورت الدولي تزامنت مع تقلص الوجود القطري بشكل كبير، فبعد أن كانت قطر في السنوات الماضية متواجدة بشكل فعّال، لاحظت "إيلاف" هذا العام أن جناح الدوحة مهجور من قبل الخليجيين والعرب، ويبدو أن المقاطعة العربية لقطر أصبحت مؤثرة وتطارد قطر في كل مكان، خاصة في المحافل الدولية.