استضاف منتدى الفكر العربي في عمّان، مساء الأحد، الإعلامي الأردني المخضرم محمود أبو عبيد في لقاء بعنوان "تجارب في الإعلام الإذاعي العربي"، شارك فيه وأدار النقاش الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبوحمّور.

 وتناول اللقاء خلاصة تجارب الإعلامي أبو عبيد في عدد من الإذاعات في كل من: الأردن، والسعودية، والإمارات، ودور الإذاعة في التوعية والتثقيف والتنمية المجتمعية على مدى عقود طويلة في الإعلام العربي، والتجربة الإذاعية الأردنية التي اتسمت بالتميز في ما قدمته عبر هذه العقود.

وقال الأستاذ محمود أبو عبيد في محاضرته: إن إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية تعدّ من أهم مدارس الوعي الشعبي على مَر السنين وفي مسيرة الإعلام الأردني العربي، وأضاف أن المغفور له الملك الحسين بن طلال كان مهتماً بوصول صوت الإذاعة الأردنية إلى أرجاء العالم منذ تأسيسها. 

 وتناول الإذاعي أبو عبيد في حديثه بدايات عمله في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية قبل أكثر من خمسين عاماً وفي عهد مدرائها الأوائل ومنهم عبد المنعم الرفاعي ووصفي التل رحمهما الله، قبل أن يصبحا من رؤساء الحكومات، ومن ثم انتقاله للعمل في إذاعات المملكة العربية السعودية، مثل: إذاعة الرياض؛ إذاعة جدة؛ إذاعة نداء الإسلام في مكة المكرمة، لمدة 14 عاماً. وكذلك تناول تجربته في تأسيس إذاعة رأس الخيمة التي كان مديراً لها لمدة عامين، حيث أعيرت خدماته من السعودية إلى الإمارات العربية المتحدة.

تجارب 

 كما تحدث عن المرحلة التالية في تجاربه الإعلامية والتي شهدت عودته إلى وطنه الأردن عام 1976 ليعمل وزوجته الإعلامية السيدة نبيلة السلاخ في الإذاعة الأردنية التي رافقته في العمل الإذاعي بالرياض وكانت أول صوت نسوي في الإذاعات السعودية، ومن أشهر البرامج التي أعداها وقدماها في الأردن في حوالي 1020 حلقة برنامج (مجلة الأثير)، الذي كان يستقطب مستمعين من مختلف الدول العربية وحتى خارج الوطن العربي، وبرنامج (البث المباشر) الذي استمر 14 عاماً، و(لقاء الظهيرة)، و(مع الغروب)، وغيرها.

 وفي مداخلته، أشار د. أبوحمّور إلى أن برامج البث المباشر التي بدأتها الإذاعة الأردنية مبكراً، وكان الأستاذ محمود أبوعبيد من أبرز الذين قدموها، تعتبر نوعاً من أنواع الإعلام التفاعلي قبل دخول وسائل التواصل الأحدث تكنولوجياً، وأن هذه التجربة الرائدة عربياً تعتبر تجسيداً للدور التنموي للإذاعة والإعلام بشكل عام، وتمثل نموذجاً في مناقشة قضايا المواطنين وهمومهم، وفي التواصل الحرّ والمباشر بين المواطن والمسؤول، وكذلك في التعبير عن الرأي.

 تجارب عديدة

كما أشار إلى تجارب أخرى متعددة للإعلام الأردني في مجال مناقشة القضايا العامة، منها لقاءات الراحل وصفي التل المسجلة في التلفزيون الأردني مع المواطنين والحوار المباشر بين هؤلاء ورئيس الوزراء آنذاك حول قضايا تتعلق بالعمل التنموي.

 واعتبر د. أبو حمور أن تجارب أبو عبيد في العمل الإذاعي تختصر حقبة مهمة من تاريخ الإعلام الإذاعي، وقال: إنها تجربة تستحق أن تروى وأن تُسجَّل لتستفيد منها الأجيال الآتية؛ مشيراً إلى أهمية تأصيل التجارب الأردنية والعربية والاستفادة منها في برامج تدريب الإعلاميين الجدد من أجل رفع مستوى الأداء الإعلامي عموماً، وخاصة الإذاعي، بعد أن ظلت الإذاعة لعقود طويلة مصدراً ثقافياً وإخبارياً وترفيهياً، وذات تأثير في الحياة العامة والأحداث.