لندن: حذر ناشطون من أن آلاف العمال المنزليين الأجانب ما زالوا يعيشون في ظروف من العبودية وراء الأبواب المغلقة لبعض الأحياء الراقية في بريطانيا متهمين الحكومة بعدم تنفيذ الضوابط التي تهدف الى حماية هؤلاء العمال من اعتداءات الأثرياء الذين يعملون في بيوتهم واستغلالهم. 

وأصدرت وزارة الداخلية البريطانية العام الماضي 18950 تأشيرة دخول في اطار برنامجها لتشغيل العمال المنزليين الذي يجيز للعائلات الأجنبية ان تستقدم معها عمالا منزليين خلال اقامتها في بريطانيا. 

وسمحت التغييرات التي اجرتها وزارة الداخلية للعمال المنزليين الأجانب بتغيير أرباب عملهم خلال صلاحية التأشيرة التي تستمر سارية ستة أشهر. وجاءت التغييرات بعد مراجعة نقدية للبرنامج خلصت الى ان الحكومة تعرّض آلاف النساء اللواتي تستقدمها معها عائلات أجنبية إلى ظروف من العبودية والمتاجرة والاستغلال. 

ولكن المعلومات التي قدمتها منظمة "كالايان" للدفاع عن حقوق العمال المنزليين تبين ان هذه الاجراءات لم تغير شيئاً من ظروف الاستغلال والعبودية المنزلية التي أبلغت المنظمة عنها نساء هربن من اماكن عملهن. 

وقالت "كالايان" ان غالبية العاملات المنزليات اللواتي طلبن مساعدتها بعد دخول بريطانيا مع عائلات أجنبية ثرية لا يعرفن حتى الآن حقهن في تغيير رب العمل خلال وجودهن في بريطانيا. 

وأظهرت بيانات "كالايان" ان 85 في المئة من العمال المنزليين المشمولين ببرنامج التأشيرة أبلغوا عن تعرضهم لضغوط نفسية وقال 63 في المئة انهم لم يكونوا يتناولون وجبات طعام منتظمة وأكد 81 في المئة عدم السماح لهم بمغادرة منزل رب العمل وقال 83 في المئة ان رب العمل أخذ جواز سفرهم في حين ذهب 33 في المئة الى انهم لم يتقاضوا رواتب على الاطلاق. 

وقالت أفريل شارب المسؤولة في منظمة كالايان ان عام 2016 شهد أكبر عدد من النساء اللواتي حضرن الى مكاتب المنظمة ويمكن ادراجهن في عداد ضحايا الإتجار بالبشر. 

ونقلت صحيفة الغارديان عن شارب قولها "ان من غير المقبول على الاطلاق انه بعد عام لم تُنفَّذ حتى هذه التنازلات الصغيرة" مشيرة الى الثمن الاجتماعي لبقاء المستويات نفسها من الاستغلال التي أبلغت عنها "نساء عانين طيلة أشهر على أيدي أرباب عملهن قبل ان يتمكَّن من الفرار ولكن لم تكن لديهن أي فكرة ان لهم الآن الحق في تغيير عملهن أو طلب المساعدة". 

وقالت شارب ان 82 عاملة منزلية لجأن الى منظمة "كالايان" للابلاغ عن تعرضهن الى الاعتداء في العام الماضي. 

واوضحت وزارة الداخلية البريطانيا ان قواعد الهجرة عُدلت لتمكين العمال المنزليين الذين يتأكد انهم كانوا ضحايا العبودية من طلب تأشيرة عمل صالحة لمدة عامين. 

ولكن المنظمة الدولية لمناهضة العبودية قالت ان معاملة الحكومة البريطانية للعمال المنزليين تتناقض مع اعلاناتها بأن بريطانيا تتصدر دول العالم في مكافحة العبودية المنزلية. 

وانتقد اللورد هايلتون، الذي يشارك في الحملة من أجل تحسين ظروف العمال المنزليين بصفته ناشطاً مستقلا، رفض الحكومة البريطانية حماية هؤلاء العمل ضد الاستغلال باجراءات أشد فاعلية. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/global-development/2017/oct/19/absolutely-unacceptable-uk-accused-of-failing-to-protect-domestic-workers