لندن: قررت جامعة كامبردج الاستعاضة عن كتاب بيض بآخرين سود في قسم الأدب الانكليزي بناء على مقترحات قدمها أعضاء في الهيئة التدريسية بعد مطالبات طلابية بـ"تصفية الاستعمار" في المنهج.

ولأول مرة في تاريخ الجامعة العريقة سيكون على المحاضرين والأساتذة أن "يتأكدوا من وجود" كتّاب سود وكتّاب ينتمون الى أقليات اثنية في منهجهم التدريسي عملا بالخطط التي ناقشها المنتدى التدريسي لقسم الأدب الانكليزي في الجامعة.

ويأتي القرار بعد رسالة مفتوحة من اتحاد طلبة جامعة كامبردج تحمل تواقيع أكثر من 100 طالب بعنوان "تصفية الاستعمار في قسم الأدب الانكليزي".

واشارت الرسالة الى ان تدريس الأدب الانكليزي في جامعة كامبردج يشجع منذ زمن طويل الموقف التقليدي "الذي يرفع الكتّاب الذكور البيض على حساب جميع الآخرين".

واضافت الرسالة "ان ما لم نعد قادرين على تجاهله هو حقيقة ان المنهج عموماً يهدد بتكريس العنصرية المؤسسية".

وأوضح الطلاب انهم لا يريدون استبعاد الكتّاب البيض من المراجع والمصادر المطلوب قراءتها في المنهج. لكنّ مراقبين لاحظوا ان اضافة نصوص جديدة لكتّاب سود ومن أقليات اثنية ستؤدي على الأرجح الى وضع كتّاب بيض بمرتبة ثانوية من الأهمية أو الغاء اعمالهم نظراً لعدم وجود نية في توسيع المنهج ليضم موادّ جديدة. 

وتكشف محاضر اجتماع المنتدى التدريسي لقسم الأدب الانكليزي التي اطلعت عليها صحيفة الديلي تلغراف ان هذه الخطوات اتخذها أكاديميون مراعاة لمشاعر الطلبة. 

وأُرسلت المحاضر الى الطلاب باسم رئيس قسم الأدب الانكليزي البروفيسور بيتر ديبولا ، رئيس المنتدى التدريسي ، وهو هيئة جديدة شُكلت لمناقشة قضايا المنهج والتدريس بين اعضاء الأسرة الاكاديمية في القسم.

وقالت البروفيسورة جيل ايفنز استاذة اللاهوت القروسطي والتاريخ الفكري في جامعة كامبردج إن القرار يستجيب للدعوات المطالبة بوقف تدريس التاريخ الغربي أو الاوروبي في الغالب فضلا عن الأدب الغربي.

واضافت البروفيسورة ايفنز "ان تشويه محتوى منهج التاريخ والأدب بإدراج مادة متنوعة احصائياً أو نسبة متساوية من ثقافات مأخذوة عالمياً يعني بكل تأكيد إغفال الحقيقة التاريخية الماثلة في ان الغرب استكشف العالم ابتداء من القرن السادس عشر وسيطر على رقعة كبيرة جداً منه ـ استعمارياً أو خلاف ذلك ـ ومن الزيف التظاهر بأن ذلك لم يحدث".

ولكن الدكتورة برياميدا غوبال الاستاذة في كلية تشرتشل وعضو المنتدى التدريسي في قسم الأدب الانكليزي رحبت بالخطوة. وقالت: "إن لبريطانيا تاريخاً طويلاً من الاحتكاك ببقية العالم لا سيما من خلال المشروع الامبراطوري وان هذا كان له تأثيره البالغ في ما نسميه الأدب الانكليزي".

ولفتت الدكتورة غوبال المختصة بالأدب الكولونيالي وما بعد الكولونيالي الى ان تدريس نتاجات كتّاب سود ومن الأقليات الاثنية يقتصر الآن على البحوث المعاصرة. وقالت إن دراسة اعمال هؤلاء الكتاب يجب ألا تبقى اختيارية. واضافت "ان الأمر لا يتعلق باضافة بضعة اصوات سوداء أو آسيوية من أجل الاضافة بل ان قضايا العرق والهوية يجب ان تكون ذات أهمية مركزية لا تقل عن أهمية المساواة بين الجنسين في العلوم الاجتماعية والانسانيات بصفة خاصة". 

وقالت لولا اولوفيمي مسؤولة شؤون المرأة في اتحاد طلبة كامبردج للصحيفة الطلابية في الجامعة إن القرار بتدريس كتّاب سود ومن الأقليات الاثنية "خطوة واعدة الى الأمام".

وذكرت صحيفة الديلي تلغراف ان اعضاء الأسرة التدريسية في اقسام أخرى في جامعة كامبردج يبحثون طرق "تصفية الاستعمار" في مناهج بينها السوسيولوجيا. 

وكان لفيف من الطلاب في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية طالبوا في وقت سابق من العام الحالي بأن تكون غالبية الفلاسفة في منهج الفلسفة من أفريقيا وآسيا.

 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/education/2017/10/24/cambridge-university-caves-student-demands-decolonise-english/