بكين: من لقبه الجديد "الزعيم" الذي كان مخصصا لماو الى تعيين احد المقربين منه على رأس شنغهاي واحباط "مؤامرة"، لا يضيع شي جينبينغ الوقت لتعزيز سلطته في قمة هرم السلطة في الصين في بداية ولايته الثانية.

وشي جينبينغ الذي ادرج "فكره" رسميا في الاسبوع الماضي في ميثاق الحزب الشيوعي الصيني، يمكنه التشبه بنقطة اخرى بمؤسس الجمهورية الشعبية ماو تسي تونغ (1949-1976). 

فقد منحه المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لقب "القائد" (لينغتشيو بالصينية) الذي استخدم بكثرة في الماضي لتمجيد ماو.
ونقل التلفزيون الحكومي عن المكتب السياسي للحزب الجمعة ان "الامين العام شي جينبينغ هو القائد المدعوم من كل الحزب ومحبوب من الشعب".

وشي جينبينغ (64 عاما) عزز صلاحياته في الاسبوع الماضي مستفيدا من انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني الذي ينظم كل خمسة اعوام، بحصوله على ولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الحزب - بالتالي للبلاد -، وتجنب الدخول في مسألة خلافته.

فادراج اسمه في ميثاق الحزب يفترض ان يسمح له بتجاوز كل القيود المرتبطة بالسن والبقاء اطول فترة ممكنة رئيسا للحزب الشيوعي الصيني، كما يقول خبراء.

العقول والقلوب
يترافق تعزيز الصلاحيات مع موجة دعائية تتمثل بتزايد اللافتات التي تدعو الى درس "فكر" القائد الذي وعد مواطنيه خلال المؤتمر بـ "عصر جديد من الاشتراكية على الطريقة الصينية" بحلول العام 2050.

واعلن ما لا يقل عن عشرين جامعة صينية انها فتحت "معاهد بحوث" حول "الفكر" الرئاسي. ونقلت "صحيفة الشعب" الناطقة باسم الحزب الحاكم عن مسؤول جامعي في ووهان (وسط) قوله ان هذا الفكر "سيدخل في العقول والقلوب".

في هذه الأثناء، يرسخ شي جينبينغ تأثيره على المحركات الاقتصادية للبلاد: فكبار مسؤولي شنغهاي وإقليمي غوانغدونغ (جنوب) وفوجيان (شرق) الساحليين الغنيين، قد تغيروا، كما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة الأحد.

وقد حل لي تشيانغ أحد انصار شي جينبينغ محل الامين العام للحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي العاصمة الاقتصادية الصينية ومعقل الرئيس السابق جيانغ زيمين. وكان لي تشيانغ عمل تحت اشراف شي جينبينغ، الذي كان مسؤولا عن جيجيانغ (شرق) في العقد الاول من الالفية الجديدة.

ومنذ وصوله الى الحكم في بكين اواخر 2012، اشتهر شي جينبينع بحرب على الفساد ادت الى فرض عقوبات على 1.5 مليون شخص، كما تفيد الارقام الرسمية. لكن شبهات تفيد بأنه استفاد منها لإبعاد خصومه السياسيين.

الكفاح من اجل السلطة
تتمثل الحلقة الأخيرة بإحباط "مؤامرة" حاكها ثلاثة من كبار مسؤولي البلاد، كما اكدت وكالة انباء الصين الجديد الأحد، نقلا عن لجنة التفتيش التأديبية للحزب الشيوعي الصيني.

فقد اتهمت اللجنة النجم الصاعد السابق في الحزب سون تشيغكاي الذي اقيل في يوليو بتهمة الفساد، بالتورط في هذه "المؤامرة" التي لم تكشف اي تفاصيل عنها.

ويقول الخبير في الشؤون الصينية جان-بيار كابيستان ان الشائعات عن انقلاب "تثبت وجود صراع حاد من اجل السلطة" في قمة النظام، الذي يواجه معارضة داخلية تقنعت باعادة انتخاب شي جينبينغ.

وقال كابيستان من جامعة هونغ كونغ المعمدانية "ثمة معارضة اصلاحية تعتقد ان تشي متحفظ جدا، وانه يتراجع عن التطور السياسي الذي اراده دينغ سياوبينغ في بداية الاصلاحات" في اواخر السبعينات.

وقد يضاف سون، ارفع مسؤول صيني يسقط منذ خمس سنوات، الى المسؤولين الآخرين اللذين أدينا وسجنا بتهمة الفساد: لينغ جيهوا المدير السابق لمكتب الرئيس السابق هو جينتاو، وجو يونغكانغ، الرئيس السابق للأجهزة الامنية.

واكدت وكالة انباء الصين الجديدة في الاسبوع الماضي ان "المتآمرين" الثلاثة حاولوا "التأثير على الاصوات" في المؤتمرين السابقين للحزب الشيوعي الصيني في 2007 و2012، من خلال شراء اصوات بعض المندوبين، لكبح صعود شي جينبينغ.