واشنطن: اعلنت الولايات المتحدة وتركيا الاثنين استئناف منح تأشيرات الدخول "بشكل محدود" بعد نحو شهر من وقفها جراء أزمة دبلوماسية بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي، عشية زيارة رئيس الوزراء التركي لواشنطن.

وأعلنت السفارة الاميركية في 8 اكتوبر تعليق خدمات التأشيرات لغير الهجرة في جميع بعثاتها التركية، فردت أنقرة بدورها بإجراءات مماثلة.

ياتي الاجراء الاميركي عشية زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لواشنطن التي تبدأ الثلاثاء وتستمر حتى 10 نوفمبر، حيث من المقرر أن يجري مباحثات مع نائب الرئيس الاميركي مايك بنس. جاء القرار الاميركي بعدما أوقفت السلطات التركية موظفا محليا في القنصلية الاميركية في اسطنبول، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى إجراء تقييم أمني.

الموظف الموقوف متهم بانه على صلة بجماعة الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب في صيف 2016 ضد الرئيس رجب طيب اردوغان. ولا يزال الموظف التركي موقوفا. ووجّهت الى متين توباز اتهامات رسمية الشهر الفائت بالتجسس، والسعي إلى اسقاط الحكومة التركية، وهي اتهامات رفضتها السفارة الاميركية في انقرة.

لكن السفارة الاميركية في انقرة ذكرت الاثنين على موقعها الالكتروني "نعتقد أن الموقف الأمني تحسن بشكل كاف للسماح باستئناف محدود لخدمات التأشيرات في تركيا". اضافت إنها تلقت "تأكيدات مبدئية من مستوى رفيع" في السلطات التركية أنه "لا يوجد موظفون اضافيون من بعثتنا في تركيا يخضعون للتحقيق". وتابعت انها تلقت تطمينات بان الموظفين المحليين لن "يعتقلوا او يوقفوا بسبب قيامهم بواجباتهم الرسمية".

بدورها، قالت السفارة التركية في واشنطن على حسابها على تويتر انها ستستأنف منح تأشيرات الدخول "بشكل محدود" في الولايات المتحدة.

مخاوف جدية
من ضمن المواطنين الاميركيين الموقوفين في تركيا، القس اندرو برانسون المشرف على كنيسة في مدينة إزمير على ساحل بحر ايجه في غرب البلاد في اكتوبر 2016 بتهمة الانتماء إلى شبكة غولن.

وفي مارس الفائت، اوقفت السلطات التركية موظفا تركيا في القنصلية الاميركية في اضنة بتهم دعم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وذكرت السفارة الاميركية ان السلطات التركية اشارت إلى انها ستبلغ الحكومة الاميركية مسبقا في حال قررت اعتقال او توقيف اي موظف محلي في بعثاتها في المستقبل.

وقالت السفارة "لدينا مخاوف جدية حيال القضايا الراهنة بحق الموظفين المحليين الموقوفين من ممثلياتنا في تركيا. كما اننا قلقون بخصوص القضايا ضد المواطنين الاميركيين الموقوفين بموجب حالة الطوارئ" المفروضة بعد محاولة الانقلاب في يوليو 2016. 

ويواصل اردوغان حملة التطهير منذ الانقلاب الفاشل مع اعتقال اكثر من 50 الف شخص وخسارة قرابة ثلاثة اضعاف هذا العدد عملهم بينهم مدرسون وقضاة وضباط من الجيش والشرطة.

علاقات متوترة
العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تشهد توترا منذ اشهر مع رفض واشنطن تسليم الداعية غولن لتركيا، وبسبب الدعم الاميركي للمليشيات الكردية في سوريا، وتدهورت بشكل اضافي بعد "حرب التأشيرات". 

واقترح اردوغان في 28 سبتمبر على الولايات المتحدة تسليم غولن مقابل الافراج عن القس الأميركي، الا ان واشنطن لم تبد اي تجاوب مع هذا الاقتراح.

كما ابدت انقرة غضبها من توقيف نائب مدير عام "بنك خلق" (البنك الشعبي) الحكومي محمد حقان أتيلا في الولايات المتحدة لاتهامه بمساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة عليها. 

وأتيلا متهم بالتعامل مع رجل أعمال تركي-إيراني يدعى رضا ضراب موقوف ايضا في الولايات المتحدة وغيره لتحويل ملايين الدولارات بصورة غير قانونية عبر مصارف أميركية إلى الحكومة الإيرانية ومؤسسات في إيران. ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهما في 27 نوفمبر. 

كما يثير توجيه السلطات الاميركية اتهامات لاثنين من حراس الرئيس التركي اردوغان بخصوص اشتباكات مع معارضين لاردوغان خلال زيارة رسمية له للبيت الابيض، غضب الرئيس التركي الذي ندد بالاجراء القضائي. 

وكان مسؤولون اتراك اعربوا عن املهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين انقرة وواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترمب، وينظر إلى زيارة يلدريم لواشنطن كمحاولة لاحياء هذه العلاقات.