طنجة: قال يوسف العمراني، المكلف مهمة بالديوان الملكي المغربي، السبت بطنجة، إن أوروبا مدعوة إلى تبني سياسة "طموحة" و "واعدة بالمبادرات" من أجل إرساء فضاء للسلم والاستقرار.
وأبرز العمراني، الذي كان يتحدث ضمن ندوة بعنوان "أوروبا 28 ناقص واحدة : هل هي نهاية الاتحاد؟" ضمن المحور الجيو- سياسي لمنتدى ميدايز، أنه "من الطوباوية الاعتقاد بأنه من الممكن أن يكون هناك سلم وأمن دون أوروبا موحدة ومتضامنة. أوروبا طموحة وواعدة بالمبادرات والحلول. لأنه على أوروبا أن تحافظ على الصوت الذي تمثله، كي لا تفقد قوة الموازنة التي تتوفر عليها في العالم".
وأضاف أن "هذا الأمر يفرض نفسه. لقد ضيعنا العديد من الفرص. الآن، يتعلق الأمر بالعمل معا من أجل مزيد من الانسجام لإعادة تأسيس فضاء للسلم والاستقرار بالقارة، عبر تدبير أفضل لتعقيدات المنطقة".
في هذا الإطار، اعتبر العمراني أن الاتحاد الأوروبي بصدد عبور منعطف في تاريخه ويعيش بوادر حقبة جديدة وتحولات جديدة في النماذج،وهذا في سياق مخاطر الانقسام بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، خاصة مقارنة مع الزخم الذي شكله تأسيس الاتحاد الأوروبي والطموح الذي خامر محيطه، موضحا أن القوميين والشعبويين الذين عززوا حيوية اليمين الأوروبي سيكونون تحديا لمستقبل المشروع الأوروبي.كما أشار إلى أن المشروع الأوروبي في حاجة إلى دفعة جديدة وجذابة حول الأولويات الأساسية،

يوسف العمراني، المكلف مهمة بالديوان الملكي المغربي

وذلك من خلال إحياء آليات سياساته الخارجية والأمن والدفاع المشترك، من أجل الرد على التحديات المشتركة والتحرك لدعم الاستقرار في فضائها الأوروبي وبالعالم، لكن أيضا مع إعادة التفكير في علاقاتها مع البلدان في الشرق، وبشكل خاص جنوب أوروبا.
وأشار العمراني إلى أن الانتظارات تجاه الاتحاد الأوروبي قوية، ويتعين أن تتجه أكثر نحو سياسة الجوار الأوروبي، التي تدخل ضمن هندسة جديدة للفضاء المتوسطي، والإقدام على مبادرات تنموية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار تعقد التحديات (الإرهاب الهجرة ..) التي يواجها الشمال والجنوب.
وقال العمراني "اليوم، توسع الإرهاب والتشدد يسائلنا جميعا، ويشكل تهديدا خطيرا على أمننا. يتعين علينا مواجهة الأسباب العميقة والمتعددة للإرهاب بشكل مباشر"، داعيا إلى "ضرورة التوفر على رد متضافر وشامل من أجل احتواء التشدد والظلامية".
بهذا الخصوص، سجل العمراني أن التجربة المغربية في مجال إصلاح الحقل الديني، التي أطلقها الملك محمد السادس، تشكل عنصرا أساسيا في محاربة مختلف أشكال التطرف، عبر نشر إسلام معتدل، يقوم على المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية وإمارة المؤمنين".
وأكد على أنه "على غرار قضية الإرهاب، الهجرة قضية كبرى يتعين أن تكون في صلب الأجندة الأوروبية"، لافتا إلى أن كل البلدان المعنية بسلسلة الهجرة يتعين أن توسع دائرة التوافق حول سياسة للهجرة أكثر التقائية، لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الهجرة غير النظامية".
وخلص العمراني إلى أنه يتعين العودة إلى روح الرباط، والتذكير بأن المغرب تفاعل بشكل مسؤول في مواجهة الظاهرة، إذ منذ عام 2013، صار يتوفر على سياسة مغربية إنسانية في فلسفتها، شاملة في محتواها، بفضل الرؤية الجريئة للملك محمد السادس حول قضية الهجرة.