أسامة مهدي: تتولى تداعيات اقرار حكومة اقليم كردستان بوحدة البلاد وعدم الانفصال عنها استجابة لقرار المحكمة الاتحادية العليا، إذ انطلقت دعوات لالغاء استفتاء الاقليم على الانفصال ونتائجه وتشكيل حكومة انقاذ وطني. فيما تم الاعلان عن مصرع مراسلة حربية واصابة مرافقها الصحافي خلال تغطيتهما للمعارك ضد تنظيم داعش بغرب البلاد.

ودعا حزب الإتحاد الوطني الكردستاني الحزب الرئيسي في الاقليم بقيادة الرئيس الراحل جلال طالباني حكومة الإقليم إلى إعلان بإلغاء نتائج الإستفتاء على الانفصال الذي اجري في 25 ايلول سبتمبر الماضي مؤكدا انه أنعكس سلبا على إقليم كردستان.

وقال القيادي في الحزب نصر الله سورجي في بيان صحافي الخميس اطلعت على نصه "إيلاف" انه "طالما هناك مطالبات دولية ومحلية لإلغاء نتائج الاستفتاء فلا بد أن تستجيب حكومة الإقليم لذلك مضيفا أن حكومة الإقليم أعلنت قبل أيام عن تجميد نتائج الاستفتاء ومن حيث المنطق والواقع هذا يعني إلغاء نتائجه إلا أن هذه الخطوة بحاجة إلى مبادرة شجاعة من حكومة الإقليم لإعلان ذلك".

واشار الى ان الاستفتاء انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي والسياسي في الإقليم على الرغم من أنه حق شرعي لشعب مثل الأكراد ضحى كثيرا وعانى على مدى عقود من الزمن من الظلم والاضطهاد من الحكومات السابقة إلا أن المحيط الإقليمي والدولي غير مقتنع بهذه الحقوق وهذا ما جعل هذا الحق الشرعي ينعكس سلباً على الوضع الداخلي لكردستان".

واكد سورجي أن إلغاء نتائج الاستفتاء بحاجة إلى قرار جماعي من الأحزاب الكردية في الإقليم مثلما تم الاستفتاء على أساس قرار الأحزاب الكردستانية، متوقعا أن تعلن حكومة إقليم كردستان إلغاء نتائج الاستفتاء بعد قرار المحكمة الاتحادية في ظل ضمانات من الحكومة الاتحادية وبإشراف الولايات المتحدة الأميركية.

ومن جهتها طالبت حركة التغيير الكردية بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في اقليم كردستان لإدارة المرحلة الراهنة. وقال أسو محمود المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني في حركة التغيير خلال مؤتمر صحافي عقب إجتماع عقدته الحركة مع وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني بمقر الحركة في مدينة السليمانية إن الحركة قدمت مشروعا لحزب بارزاني يتضمن تشكيل حكومة انقاذ وطني كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء في تقرير اطلعت على نصه "إيلاف".

وأوضح محمد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يعارض تشكيل حكومة جديدة إلا انه متخوف من ان يستغرق ذلك وقتا طويلا نافيا في الوقت نفسه ان يكون تم التطرق لإلغاء نتائج الاستفتاء في الاجتماع.

وشدد على ضرورة ان ان تكون المفاوضات مع بغداد مؤسساتية لا حزبية، مضيفا ان وفدا برئاسة نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم سيزور الحركة قريبا لمناقشة عودة وزراء الحركة الى الحكومة.

وفي وقت سابق اليوم كشف سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الحكومة بصدد إنجاز شروط تتطلب جدية إقليم كردستان للحوار وحسم الخلافات.

واشار الحديثي الى انه لا يوجد حتى الآن اتفاق سياسي على اجراء حوار بين بغداد وأربيل مبيناً ان "هناك شروط يجب أن تتوفر وتتحقق على الأرض لإيجاد أجواء مناسبة للحوار السياسي".

وأضاف الحديثي اننا "بصدد تهيئة أو إنجاز هذه الشروط ومنها الحوار في الجوانب الأمنية والعسكرية والفنية معتبرا ان ذلك سيكون عاملا مساعدا في تهيئة الأجواء ومقدمة راسخة ومتينة للحوار السياسي الذي يمكن أن ينشأ لاحقا. واوضح ان هناك قضايا إجرائية وفنية لا تحتاج إلى حوار سياسي وإنجاز العمل فيها سيكون عاملا مساعدا في توفير شروط نجاح الحوار السياسي عندما يجري.

وكات حكومة إقليم كردستان أكدت الثلاثاء الماضي إنها تحترم تفسير المحكمة العراقية الاتحادية العليا للمادة الأولى من الدستورالتي تعتبر العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ولا يجوز لاي من مكونات البلاد الانفصال عنها، واعتبرت تفسير المحكمة للمادة الأولى من الدستور مدخلا لحوار وطني شامل.

مصرع مراسلة حربية واصابة مرافقها

اعلن في بغداد اليوم عن مصرع المسؤولة الاعلامية في الحشد الشعبي المراسلة الحربية رنا العجيلي واصابة مرافقها المصور الصحافي منتظر عادل خلال تغطية العمليات العسكرية الجارية غرب الانبار.

وقالت قيادة الحشد الشعبي في بيان تابعته "إيلاف" ان المراسلة الحربية ومسؤولة اعلام اللواء 13 في الحشد الشعبي قد استهدت في قاطع عمليات القائم-الحدود العراقية السورية اثناء مرافقتها القطعات الامنية.

وأوضحت ان مرافقها المصور منتظر عادل تعرض هو الاخر لاصابة نقل على اثرها الى المستشفى للعلاج.

ومن جهتها عبرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة عن تعازيها لذوي الصحافية رنا العجيلي وقالت في بيان أن "الإعلام الحربي يتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى اللواء 13 من الحشد الشعبي وذوي المراسلة الحربية رنا العجيلي التي نالت وسام الشهادة في قضاء القائم أثناء تغطيتها انتصارات قواتنا الأمنية الباسلة". وتمنت الشفاء العاجل للمصور منتظر عادل الذي تعرض للإصابة لدى مرافقته للفقيدة في تغطية العمليات.

يذكر ان العراق يعتبر واحدا من اخطر البلدان في العالم على حياة الصحافيين حيث قتل واصيب العشرات منهم خلال المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم داعش منذ احتلاله لمساحات واسعة من البلاد في يونيو حزيران عام 2014.