القاهرة: اكدت الفصائل الفلسطينية على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في اول ايام جلسات الحوار الوطني التي انطلقت الثلاثاء في القاهرة برعاية مصرية.

وقال مسؤولون شاركوا في الاجتماع الذي عقد في مقر المخابرات المصرية في القاهرة انه "تم التأكيد من قبل كل الفصائل على ضرورة تشكيل حكومة وطنية تمهيدًا للمصالحة التامة".

وقال مسؤول ان اجواء الاجتماع كانت "ايجابية دارت خلالها نقاشات جادة ومعمقة حول القضايا الرئيسة، خصوصًا تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمسؤولياتها بالكامل في قطاع غزة وانهاء الاجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في القطاع" مثل احالة الاف الموظفين العموميين للتقاعد المبكر وعدم دفع فاتورة كهرباء القطاع لاسرائيل.

وقال صلاح البردويل القيادي في حماس والمشارك في الاجتماع ان "الفصائل تؤكد التمسك باصلاح منظمة التحرير واقرار جدول للانتخابات العامة". وسيواصل قادة الفصائل تتقدمهم حركتا حماس وفتح المباحثات صباح غد الاربعاء بمشاركة ورعاية مصرية وفق المصدر نفسه.

وقال جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية لوكالة فرانس برس ان "وفدا من المخابرات المصرية سيصل الى غزة خلال الايام القادمة لمتابعة تطبيق اتفاق المصالحة".

ووقعت حماس وفتح اتفاق المصالحة في 12 اكتوبر، حيث تسلمت السلطة الفلسطينية الوزارات والمعابر في القطاع، بعدما كانت تخضع لسيطرة حماس لنحو عشر سنوات.

واشار المسؤولون الى انه تم عقد جلستي حوار صباحا ومساء بحضور وكيل المخابرات المصرية، الذي أكد ان "لدى كل الفصائل اصرار كبير للتوصل الى حلول حول القضايا المطروحة".

واوضح عضو اخر مشارك ان "الفصائل طالبت وفد فتح بالاسراع في رفع الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، ولم يقدم وفد فتح في الاجتماع إجابة عن موعد إلغاء هذه القرارات والاجراءات".

اضاف "ناقشنا جملة من القضايا أهمها تعزيز المصالحة وتمكين حكومة الوفاق في قطاع غزة كما ناقشنا امكانية دمج الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والتابعة لحماس في غزة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية". وسيطرت حماس على غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع إثر اشتباكات دامية.

ويضم وفد حماس الذي يرأسه نائب رئيس الحركة صالح العاروري كلا من يحيى السنوار نائب رئيس حماس في قطاع غزة ونائبه خليل الحية وصلاح البردويل من غزة وحسام بدران عضو المكتب السياسي.

اما وفد حركة فتح الذي يرأسه عزام الاحمد، فيضم روحي فتوح وحسين الشيخ ومدير المخابرات العامة ماجد فرج الذين غادروا من الضفة الغربية عبر جسر الاردن.

وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، سيسعى الطرفان أيضا الى تشكيل حكومة وفاق بينما يمكن لحماس ان تنضم في نهاية المطاف الى منظمة التحرير الفلسطينية، الشريك التفاوضي الرئيس لاسرائيل في محادثات السلام.