لندن: منعت كوريا الشمالية التجمعات التي تكون فرصة لتناول الكحول والغناء في اجراءات جديدة تهدف الى التخفيف من وطأة العقوبات الدولية الشديدة ضد النظام المعزول بسبب اصراره على الاستمرار في تجاربه النووية والصاروخية.

وقدمت الاستخبارات الكورية الجنوبية تقريراً كاملاً عن اجراءات المنع خلال جلسة برلمانية مغلقة.

وقالت الاستخبارات الكورية الجنوبية للبرلمانيين إن بيونغ يانغ "استحدثت نظاماً تقدم في اطاره المنظمات الحزبية تقارير عن المصاعب الاقتصادية التي تواجه المواطنين في حياتهم اليومية ، وانها منعت أي تجمعات ترتبط بتعاطي الكحول والغناء وغير ذلك من الفعاليات الترفيهية" ، كما افادت وكالة انباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وتأتي القيود الجديدة بعد الغاء مهرجان بيونغيانغ للبيرة ذي الشعبية الواسعة في الصيف بسبب الجفاف المستمر.

كما مُنع مواطنو كوريا الشمالية الذين يواجهون قيوداً قاسية على السفر والحريات ، من التعبير عن الشكر والامتنان لامهاتهم في "عيد الأم" خشية ان تنتقص هذه المشاعر من حبهم المفروض عليهم للزعيم كيم جونغ اون.

وقالت مصادر من داخل النظام المنبوذ دولياً لموقع "ان كي ديلي" الذي يتابع اخبار كوريا الشمالية من كوريا الجنوبية إن تصاعد شعبية العطلة الوطنية لتكريم الأم والاحتفاء بدورها في التربية والانتاج يتعارض مع عبادة شخصية الزعيم كيم.

وأعلنت السلطات بصراحة انها لن تسكت عن أي رسائل على باقات الزهور تعبر عن الحب والوفاء لأي أحد سوى الزعيم كيم ، حتى إذا كانت الأم هي الشخص الموجه اليه كلمات التقدير والامتنان.

وقال مواطن من سكان اقليم بيونغان جنوب كوريا الشمالية "ان من المحزن حقاً ان يكون على المواطنين التعبير عن شكرهم "للأب كيم جونغ اون" بعد كل شيء صغير يفعله، ولكننا لا نستطيع ان نعبر عن شكرنا لامهاتنا الحقيقيات في عيد الأم".

في هذه الأثناء، افادت تقارير بأن كيم يحكم قبضته على النخبة الحاكمة لضمان ولائها واتخذ اجراءات عقابية بحق اثنين من المسؤولين في اقوى هيئة في المؤسسة العسكرية. وعوقب هوانغ بيونغ سو وكيم ون هونغ بعد أول تدقيق لعمل المكتب السياسي العام للقوات المسلحة منذ 20 عاماً ، كما قالت الاستخبارات الكورية الجنوبية في تقريرها الى البرلمان.

وقال مسؤولون في استخبارات كوريا الجنوبية إن عملية التدقيق النادرة جرت بعد شكوك في وجود "مواقف غير نقية" داخل المكتب السياسي من النظام دون ان يخوضوا في تفاصيل ما كشف عنه التدقيق والعقوبات التي أُنزلت بالمتهمين. 

ورغم ان تقرير الاستخبارات الكورية الجنوبية لم يتحدث عن تطهيرات، فإن عملية التدقيق في نشاط المكتب السياسي العام قد تشير الى صراع على السلطة داخل النخبة الحاكمة وسط مواجهة متصاعدة مع الولايات المتحدة وضغوط دولية متزايدة بسبب برامج بيونغيانغ النووي والصاروخي.

وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان هوانغ الذي يحمل رتبة نائب مارشال لم يُشاهد في فعاليات عامة منذ 13 اكتوبر، مشيرة الى انه يشغل أعلى منصب عسكري بعد القائد الأعلى وهو مسؤول عن القرارات التي تتعلق بالكوادر في الشؤون العسكرية والسياسية والايديولوجية. 

 

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/11/21/kim-jong-un-bans-drinking-singing-mothers-day-celebrations-wake/