«إيلاف» من لندن: كشف المستشار عصام عيسى الحميدان، النائب العام لإمارة دبي أنه قد تم أمس تنفيذ حكم الإعدام بعد المصادقة عليه بحق المحكوم عليه نضال عيسى عبدالله أبوعلي، (أردني - 50 عاماً)، الذي أُدين بتهمة قتل الطفل عبيدة (9 سنوات) عمدا وهو القتل المقترن بجريمتي الخطف واللواط بالإكراه، وذلك بناء على الأحكام الصادرة من المحاكم الجزائية مع إتمام مراحل التقاضي كافة الخاصة بتلك القضية.

والد الطفل: الآن أستطيع النوم

وقال إبراهيم صدقي والد الطفل عبيدة ل "إيلاف" أنه الآن وعقب تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل ابنه يستطيع النوم . مضيفا "ولتنعم أيضا روح ولدي بالسلام ويرقد في قبره له الرحمة ويلهمنا الله الصبر على فراقه، وصاحب الحق في هذه الأرض لا يضيع في ظل دولة تحترم القوانين وتعامل الجميع بنفس المبدأ.. الحمد لله كثيرا لقد أخذت العدالة مجراها ونال المجرم جزاءه، وأشكر القضاء الإماراتي العادل لأنه أنصف ابني وأنصفني".

وأكد أن "الحقوق لا تضيع في الإمارات فنحن في دولة العدل، كنت أنتظر تنفيذ حكم الإعدام بصبر نافد لقد أزيح الهم الجاثم عن صدورنا.. لقد كنا أنا ووالدته بانتظار هذه اللحظة التاريخية، وقد توجهت اليوم إلى حيث المكان المتفق عليه برفقة إخواني الثلاثة، وحين وصلنا، رأيت المجرم وجهاً لوجه، حيث كان مكشوف الوجه ولم تبد عليه ملامح الخوف أو الرعب فقد كان ينتظر تنفيذ الحكم وهو متشح بالسواد، ولكنه طلب من خلال الواعظ الديني الموجود في المكان السماح مني والغفران، فرفضت تماما لأن الأمر ليس هينا وفقدان طفل بهذه الطريقة البشعة والمؤلمة لا يمكن أن يغتفر".

خطف واعتداء

وكانت محكمة التمييز في دبي، وهي أعلى درجة قضائية، قد أيدت في يوم الاثنين، الموافق 27 فبراير 2017 حكم الإعدام الصادر بحق المتهم الأردني نضال عيسى أبو علي، المدان بقتل ابن موطنه الطفل عبيدة واغتصابه في 20 مايو الماضي 2016.

ورفضت الهيئة القضائية الطعن المقدم من الدفاع على حكم محكمة الاستئناف بإعدام القاتل، ليصبح الحكم نهائيا في انتظار التنفيذ.

والمتهم (50 عاما) قتل الطفل الأردني عبيدة (9 سنوات) خنقا، بعد أن خطفه بسيارته واعتدى عليه جنسيا.

وكانت محكمة الجنايات في دبي أصدرت، في أغسطس 2016، حكما بالإعدام على المتهم بعد إدانته بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، أيدته محكمة الاستئناف. وشهدت المحاكمة انسحابات عديدة من المحاميين الذين انتدبتهم المحكمة للدفاع عن القاتل، حيث رفضوا الدفاع عنه.

سيناريو اختفاء الطفل

وخلال جلسات المحاكمة اعتصم إبراهيم صدقي والد الطفل المجني عليه أمام المحكمة بالقصاص من المتهم، قائلا في شهادته أمام المحكمة لن أتنازل عن القصاص ولن أرضى إلا به، وتابع "في يوم اختفاء ابني عبيدة نزلت من منزلي إلى ورشتي الخاصة بإصلاح المركبات الموجودة في البناية نفسها، ووجدت المتهم في مركبته أمام الورشة وبجواره عبيدة الذي كان بيده هاتف المتهم يشاهد عليه مقاطع فيديو، فطلبت من نجلي النزول سريعا والتوجه إلى المنزل، ولكن بعد فترة شاهدت نجلي يصعد مرة ثانية إلى مركبة المتهم، فطلبت منه النزول والعودة إلى المنزل، ورأيته بعيني يدخل البناية التي نقطن فيها، ثم رأيت المتهم يغادر المكان أيضا.. وبعد عودتي إلى منزلي لم أجد عبيدة وأخبرتني زوجتي أنه لم يصل المنزل فقمنا بالبحث عنه في كل مكان حول المنزل والورشة ولدى الجيران ولم نجده.. ثم اتصلت بالمتهم لسؤاله إن كان ابني معه ولكن هاتفه كان مغلقا فاتصلت بابن أخيه وأعطاني رقم هاتف آخر للمتهم، فاتصلت به وأجابني، وقال لي إنه لا يعرف مكان عبيدة وأنه ليس معه ولم يذهب معه مطلقا، فطلبت منه الحضور ورفض ذلك".

حذاء الطفل القتيل

وأضاف " توجهت بعد ذلك إلى الشرطة لتقديم بلاغ عن ابني المفقود، ثم ذهبت للبحث عن المتهم فوجدت مركبته متوقفة أمام منزله، ووضعت يدي على السيارة ورأيتها ساخنة، فصعدنا إلى الشقة وطرقنا الباب ولم يفتح لنا المتهم فشعرت بوجود حركة داخل المنزل فهددته بالاتصال بالشرطة إذا لم يقم بفتح الباب، ومن ثم فتح لنا الباب وبحثنا في الشقة عن ابني ولم يكن هناك سوى فتاة موجودة مع المتهم قالت لنا نضال لم يفعل شيئا.. وفي اليوم التالي اتصلت بي شرطة دبي وعرضت علي حذاء عبيدة، وفي المساء أخبرتني الشرطة بالعثور على ابني مقتولا".

جثة الطفل بين الأشجار

وكانت المحكمة خلال جلساتها قد استمعت أيضا لعامل النظافة الذي عثر على جثة الطفل، وقال في شهادته " كنت أباشر عملي بتنظيف الشارع ووجدت طفلا ملقى بين الأشجار فظننت أنه نائم ولم أقترب منه، واتصلت برؤسائي في العمل وتم إبلاغ الشرطة الذي حضرت إلى المكان ووجدت أن الطفل ميتا".

إقرار بالقتل

وأقر المتهم بقتل الطفل عبيدة أمام محكمة الجنايات في دبي بقتله واغتصابه للطفل، بأن لف حول رقبته قطعة قماشية وضغط على رقبته وشد قطعة القماش من الطرفين لمدة 5 دقائق حتى زهق الطفل أنفاسه الأخيرة، فيما أنكر المتهم تهمة خطف الطفل المجني عليه قائلا إنه توجه بإرادته إلى مركبته.

وأقر المتهم بتعاطي المشروبات الكحولية والقيادة تحت تأثيرها. قائلا أمام المحكمة "لم أكن بكامل قواي العقلية وكنت في غيبوبة لحظة اعتدائي جنسيا على عبيدة كوني كنت تحت تأثير المشروبات الكحولية.. قمت في البداية بخنق الطفل بكلتا يدي، ثم سحبت قطعة قماشية كنت استخدمها في تنظيف مركبتي وقمت بلفها على رقبة الطفل وشددتها في الاتجاهين لمدة خمس دقائق بينما كان الطفل يحرك يديه ورجليه إلى أن انقطع نفسه بشكل نهائي وتوقف عن الحركة".

جملة اتهامات للقاتل

وطالبت النيابة العامة في دبي بتوقيع عقوبة الإعدام على قاتل الطفل عبيدة بعد أن تم إحالته إلى محكمة الجنايات، وبعد اعتراف المتهم بجريمته وتوافرت بحقه الأدلة الكافية من أقوال الشهود والأدلة الجنائية وتقارير الطب الشرعي. لافتة إلى أن التهم المسندة للمتهم هي تهم القتل العمد المقترن بجنايتي خطف الطفل والاعتداء عليه، بالإضافة إلى تعاطي المشروبات الكحولية والقيادة تحت تأثيرها.

وكانت النيابة العامة قد أمرت في مايو 2016 بحبس المتهم (نضال عيسى عبدالله أبوعلي) الأردني، والمقبوض عليه في جريمة قتل الطفل عبيدة إبراهيم الذي اختطفه من أمام مرآب السيارات الخاص بوالد الطفل القتيل في إمارة الشارقة محاولا اللواط به، ومن ثم قام بخنقه وقتله بعد مقاومة الطفل له، في جريمة بشعة هزت أركان المجتمع الإماراتي وأثارت استياء وسخط الجميع على ذلك القاتل الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية وقتل براءة الطفل بدون ذنب جناه.

المتهم تناول الكحول حتى 5 فجرا

وكانت شرطة دبي قد كشفت عن ملابسات جريمة قتل الطفل (عبيدة ) الذي فقد في إمارة الشارقة مساء الجمعة 20 مايو 2016 من أمام كراج والده في منطقة الشارقة الصناعية، حيث قام القاتل باستدراج الطفل من مقر عمل والده بإمارة الشارقة لشراء لعبة (سكوتر) وتوجه به الى منطقة الممزر في دبي بسيارة استعارها من حارس البناية التي يقطن بها وفي مواقف السيارات قام بشرب الخمر وطلب من الطفل خلع ملابسه للواط به وصاح الطفل بأنه سيبلغ والده بواقعة اللواط فقام بإسكاته، حيث حاول خنقه بكلتي يديه ومن ثم قام بخنقه بواسطة "غترة" حتى فارق الحياة واستمر في تناول الكحول حتى الساعة 5 فجر يوم الجريمة.