تعهد الرئيس الكيني اوهورو كينياتا أثناء تأدية مراسم اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية بالقضاء على الانقسامات التي مرت بها بلاده خلال الانتخابات الأخيرة.

وأوضح أنه سيسعى إلى اعتماد عدد من أفكار المعارضة خلال الفترة الرئاسية المقبلة بهدف تعزيز "روح التآلف" في البلاد، رغم مقاطعة المعارضة لمراسم تأدية اليمين.

وفاز كينياتا في الجولة الثانية من الانتخابات التي قاطعها مرشح المعارضة رايلا اوينغا، وسط تراجع نسبة المشاركة إلى أقل من 39 في المئة من الناخبين.

وشابت الانتخابات أعمال عنف وشكوك حول نزاهتها. فالمعارضون يشككون في شرعية حكم كينياتا بعد أن أبطلت المحكمة العليا نتائج الجولة الأولى من الانتخابات والتي تقدم فيها كينياتا على مرشح لمعارضة، بينما قاطعت المعارضة جولة الاعادة.

مصالح اقتصادية

وخلال في الفترة الأولى من حكمه وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وأعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا حينئذ إن علاقتهما بكينيا ستتأثر سلبا في حال اعيد انتخاب كينياتا ونائبه وليام روتو الذي يواجه ايضا نفس التهم.

لكن المصالح الاقتصادية للبلدين في كينيا وحاجتهما إلى دعمها في التصدي لحركة الشاب في الصومال أجبرت البلدين على التراجع عن موقفهما خاصة بعد أن اسقطت المحكمة التهم الموجهة للرئيس ونائبه.

ويلقب كينياتا المولود عام 1961 نفسه بـ "الرئيس الرقمي"، وهو ابن جومو كينياتا، أول رئيس للبلاد عقب الاستقلال، ووريث إحدى أغنى الاسر في القارة الافريقية إذ تقدر ثروته بنحو نصف مليار دولار.

متظاهرون ضد كينياتا
AFP
قتل في الاحتجاجات نحو 50 شخصا

وعند انتخابه في الفترة الاولى عام 2013 وصف نفسه بأنه ابن الجيل الرقمي ووصف منافسه رايلا اودينغا بانه ينتمي جيل تجاوزه العصر.

وخلال عهده شهدت كينيا تراجعا في حرية التعبير عبر اصداره قوانين تحد منها.

ورغم بلوغ متوسط النمو الاقتصادي خلال فترة حكمه 5 في المئة سنويا وزيادة الاستثمارات الخارجية، يرى العديد من الكينيين أنهم لم يحصدوا ثمرة ذلك.

وتتهم حكومة كينياتا بالفساد حيث وصفها أحد قادة حركة مناهضة الفساد بأنها الأكثر فسادا في تاريخ كينيا.

صحيح أن الانتخابات التي جرت هذا العام لم تشهد أعمال عنف واسعة كالتي عاشتها البلاد عام 2007، لكن جماعات حقوق الانسان تقول إن 50 شخصا لقوا مصرعهم عندما تصدت قوات الأمن لاحتجاجات المعارضة على نتائج الانتخابات.

كما حذرت المنظمات الحقوقية من زيادة حدة التوتر العرقي بين اثنية كيكويو التي ينتمي اليها كينياتا واثنية لوس التي ينتمي اليها مرشح المعارضة اودينغا.