ركزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على دعم مصر وشعبها ضد الإرهاب وعلى الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة.

وشدّد كتاب على أهمية "المعركة الفكرية" في الحرب على التنظيمات المتطرفة، مؤكدين أن الحرب المسلحة وحدها لا تكفي.

وكان مسلحون قد هجموا على مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بالعريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، واستهدفوا، كما قالت النيابة العامة المصرية، المصلين بالمسجد بأسلحة آلية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص بينهم أطفال وإصابة العشرات.

"المعركة الفكرية"

يقول ماجد توبة في الغد الأردنية: "ربما المشكلة الأساس هنا هي في عدم وضع المعركة الفكرية والحضارية بمواجهة التطرف وجماعاته على رأس قائمة الأولويات، ليس فقط من قبل الحكومات، بل وحتى من قبل القوى السياسية والفكرية الإسلامية المنفتحة والواعية".

وتعليقاً على اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي عُقد في العاصمة السعودية، تقول صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إن "معظم دول العالم تحارب الإرهاب بجهود ذاتية وأيضاً بتعاون حسب مقتضيات الحاجة، وبذلك تنجح أحياناً وتفشل أحياناً أخرى، كون التعامل مع الإرهاب مرحلياً دون استراتيجية دائمة تؤدي إلى القضاء عليه، وعلى مسبباته".

وتضيف أن "محاربة الإرهاب لا تقتصر على الجهود العسكرية والأمنية بل هناك المحاربة على مستوى الفكر الذي يعتبر المحرك الأول لأي عمل إرهابي، فكان إنشاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب من أجل وضع استراتيجيات تشمل مكافحة كل عناصر وتفاصيل الإرهاب ومكوناته".

مصر "قادرة"

من ناحية أخرى، يقول إبراهيم أبراش في ميدل إيست أونلاين اللندنية: "وتمحصنا إن كانت دوافع هذه الجماعات دوافع دينية كإقامة دولة الخلافة وتعزيز مكانة الإسلام وحمايته، دهمتنا الأسئلة التالية: من خوَل هذه الجماعات لأن تتحدث وتتصرف باسم الإسلام والمسلمين؟ وكم تُمثِل عددياً من مجموع المسلمين الذين يصل تعدادهم أكثر من مليار ونصف المليار؟"

مصريون يحملون الشموع
AFP
لا تزال مشاعر الحزن تتملك المصريين بسبب الهجوم الدامي المروع على مسجد الروضة في شمال سيناء.

ويضيف: "إمعان التفكير بكل ما سبق أوصلنا لخلاصة أن غالبية هذه الجماعات صُنِعت لتكون محرقة لخدمة أغراض جهات أخرى غير معنية لا بالإسلام ولا بالمسلمين، وأن هذه الجماعات ليست سيدة نفسها ولم توجَد لكي تحكم وتؤسِس دولة أو تصحح الأوضاع القائمة".

وقد عبَّر عدد من الكتاب المصريين والعرب عن قناعتهم بأن مصر تستطيع تجاوز المحنة والانتصار على التنظيمات "الإرهابية".

تقول ضحى راغب في الوفد المصرية: "سيُهزم الإرهاب بإذن الله لا محالة، فمصر مقبرة الغزاة والمعتدين، على مر التاريخ، وما الإرهاب الذي يستهدف الشعب المصري كافة، جنودًا ومدنيين وحتى المصلين في دور العبادة، إلا سلاح في حرب وسننتصر فيها - بإذن الله - فالإرهاب مرض قد أصاب العالم أجمع، وهدد الأمن والأمان في شتى بقاع العالم"، مؤكدة أن "مصر أبقى من الإرهاب".

وفي السياق ذاته، يقول عادل الراشد في البيان الإماراتية: "مصر، برصيدها وطبيعة شعبها، قادرة على تجاوز المحن، كما كانت دائما. وبقدر الحزم في المسألة الأمنية مع قوى الإرهاب الشريرة، تحتاج الدولة المصرية إلى حزم مماثل مع المتلاعبين بسمعتها، الموجهين سهامهم إلى اقتصادها، بالضرب على أيدي المتلاعبين الفاسدين، والمحرضين المشوهين، في آن".

أيضاً يقول عبد الله الأيوبي في أخبار الخليج البحرينية: "مصر بكل تأكيد ليست تلك الحلقة الضعيفة التي يستطيع 'داعش' ومن يقف وراءه، أن يكسرها، فإرادة الشعب المصري أقوى من أن تهزمها مثل هذه الجرائم الخبيثة، نعم يستطيع 'داعش' وأخواته أن يستهدفوا الأبرياء، أينما كانوا، فليست هناك دولة واحدة على الكرة الأرضية قادرة على منع وقوع مثل هذه الجرائم".