بيروت: أوشكت أزمة الاستقالة على النهاية، وبدأ الحديث عن مخرج واتفاق لها، يجري إعداده وسيكون جاهزًا لدى عودة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون من زيارته لإيطاليا اليوم، حيث يُدعى مجلس الوزراء إلى جلسة إثر عودته ليقر هذا الاتّفاق.

حول بداية نهاية أزمة استقالة الحريري، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف" أن انتهاء الأسبوع الأول من دون أمور حاسمة يحتمل أمرين، هناك بعض المعوقات لا تزال قائمة قبل أن يعود الحريري عن إستقالته، وإذا فرجت فعندها تعود الحكومة إلى اجتماعاتها العادية.

اجتماع الحكومة

وردًا على سؤال هل نشهد، كما ذكر، إجتماعًا للحكومة اللبنانية الخميس المقبل يعقد في بعبدا ويتم توضيح الأمور من خلال هذا الإجتماع؟ يؤكد علوش أن هذا مرتبط بكيفية إدارة الأمور، وكذلك بما سيحصل خلال الأيام المقبلة بالنسبة لإلتزام كل الأطراف بشكل علني وواضح بمسألة ما سمي بالنأي بالنفس.

انفراج

ولدى سؤاله على أي أساس يمكن للأمور أن تشهد انفراجًا في لبنان؟ يعتقد علوش أنه بكل موضوعية الإنفراج في لبنان ممكن لكن قد يكون موقتًا، فالأزمة الكبرى الأساسية منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لا تزال قائمة وإسمها وعنوانها الميليشيات المسلحة خارج سلطة الدولة، أما أن تكون هناك فترات من الإستقرار النسبي، فيبقى واردًا، لكن إلى أي مدى سينعم لبنان بهذا الإستقرار، فالأمر مرتبط طبعًا بهل سيستمر حزب الله كما هو، أم سيأتي يوم ويقول هذا السلاح هو للدولة اللبنانية.

النأي بالنفس

أم هل يكفي زيادة عبارة النأي بالنفس في البيان الوزاري، وعدم العمل بهذه العبارة جديًا من قبل مختلف الفرقاء؟ يؤكد علوش أن هذا لا يكفي، واعتدنا على كلام يقوله حزب الله ولا يعمل به، بل يعمل عكسه أو ينقلب عليه، هناك عبارات ووثائق موقّعة من قبله لكن عمليًا، حزب الله مرتبط بقرار عسكري وعقائدي يؤخذ في طهران، لذلك عمليًا كلام حزب الله عن النأي بالنفس لا يكفي، ولكن نحن ما نقوم به أننا نعيش كل يوم بيومه، ولا ننتظر المعجزات من حزب الله.

تفاؤل

لماذا اليوم ظهور موجة تفاؤل لناحية الوصول إلى حل في ما خص قضية استقالة الحريري؟ يجيب علوش أنه بعد موجة التشاؤم الكبرى التي أحدثتها استقالة الحريري كان لا بد من إضافة موجة تفاؤل في الحياة السياسية اللبنانية، وهناك حاجة لإعطاء الإنطباع بأن الأمور ستتحسن نحو الأفضل، ومعظم الأمور في الإقتصاد والسياسة مرتبطة بضرورة إحداث انطباعات إيجابية، من هنا بث جو التفاؤل يبقى ضروريًا لإدارة الأمور في لبنان.

موقف حزب الله

عن موقف حزب الله الفعلي من مبدأ النأي بالنفس، يلفت علوش أن هذا الجدل يبقى قائمًا داخل أروقة حزب الله ومجتمعه، العقائديون في حزب الله والنواة الصلبة تعتبر أنها جزء من مشروع ولاية الفقيه، لذلك لا أحد يعرف كيف، وبماذا تُكّلف من قبل إيران، أما الجزء الآخر فيقول إنه بحاجة لأن يرعى حياة الناس وشؤونهم، ويعتقد علوش أن حزب الله عندما يتوقف عسكريًا عن خدمة مشروع ولاية الفقيه، عندها يعود إلى حضن الوطن، ويمكنه حينها الإلتزام بالنأي بالنفس فعليًا.