القامشلي: توافد مواطنون سوريون الجمعة إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في المرحلة الثانية من انتخابات تنظمها الإدارة الذاتية الكردية على ثلاث مراحل في مناطق سيطرتها في شمال سوريا.

جرت المرحلة الأولى من هذه الانتخابات غير المسبوقة في سبتمبر الماضي، وهي الأولى منذ اعلان النظام الفدرالي في روج أفا، أي غرب كردستان.

وفتحت أبواب الاقتراع في مناطق سيطرة الاكراد عند الساعة الثامنة صباحاً على أن تقفل عند الساعة الثامنة مساء.

وقال محمد صالح مصطفى (٥٤ عاماً)، أحد الناخبين في مدينة القامشلي (شمال شرق)، "هذه المرة الثانية التي اشارك فيها في الانتخابات (بعد المرحلة الأولى)، أنا سعيد بذلك وبأن لنا حرية اختيار الشخص الذي سيقوم بخدمتنا".

 وأضاف "في السابق، كنا نشارك خوفاً من الأجهزة الأمنية" التابعة للنظام السوري.

وتنقسم الانتخابات في روج أفا إلى ثلاث مراحل، جرت الأولى منها في 22 سبتمبر حيث تم اختيار الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه الكومونات، أي اللجان المحلية للحارات والأحياء. 

وسيتم في المرحلة الثانية الجمعة انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل اقليم من أصل ثلاثة يشكلون روج أفا. 

ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 يناير الى انتخاب "مجلس الشعوب الديموقراطية" لكل من الاقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية.

كما سيتم في اليوم نفسه انتخاب "مؤتمر الشعوب الديموقراطية" العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي.

وقبل اندلاع النزاع في العام 2011، عانى الاكراد الذين يشكلون اكثر من 15 في المئة من سكان سوريا، من التهميش على مدى عقود. وبدأوا بتعزيز موقعهم بعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من مناطقهم ما سمح لهم بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية.

في مارس 2016، أعلن الاكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها الى ثلاثة اقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب). 

ورفضت دمشق اعلان الفدرالية الكردي، ووصفت الانتخابات بـ"المزحة".

وفي مركز اقتراع في القامشلي، وقف مواطنون في طوابير بانتظار دورهم للدخول خلف ستار اخضر اللون لوضع القائمة التي يختارونها في صناديق اقتراع شفافة اللون. 

ويُشرف على العملية الانتخابية مدرسون دربتهم مفوضية الانتخابات في الادارة الذاتية.

ويؤكد الاكراد ان هذه الانتخابات لا تخصهم وحدهم بل تشمل مكونات المجتمع كافة من عرب وسريان وارمن وتركمان. إلا أن أحزاب كردية معارضة للنظام الفدرالي لا تشارك في الانتخابات مثل المجلس الوطني الكردي.

وتقتصر المشاركة في الانتخابات على أحزاب تشكل الادارة الذاتية.