أثار القرار المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من الرفض في شتى أنحاء العالم.

وسارع زعماء في العالم الإسلامي وآخرون من المجتمع الدولي الأشمل إلى انتقاد الخطوة والتحذير من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف تراق فيها الدماء.

ومن المتوقع أن يقر ترامب كذلك نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يجعل الولايات المتحدة أول دولة في العالم تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب "اعتراف بواقع حالي وتاريخي" وليس موقفا سياسيا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.

وقال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إنه أبلغ الرئيس الأمريكي أن نقل السفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيكون بمثابة استفزاز سافر للمسلمين في كل أنحاء العالم".

وحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من جهته، ترامب على "عدم تعقيد الوضع في المنطقة".

وقال العاهل الأردني، الملك عبدالله، إن القرار "سيقوض جهود استئناف عملية السلام".

وحذّر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من "التداعيات الخطيرة لقرار كهذا على عملية السلام، والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

"مواجهة جديدة"

وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إن بلاده تتابع بقلق التقارير عن اعتزام الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف: "فلننتظر لنرى ماذا سيقول الرئيس تحديدا... لأننا نعتقد أن القدس يجب أن تكون جزءا من أي تسوية نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

القدس
BBC

وحذرت الصين، من جهتها، من أن اعتزام ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قد يزيد حالة التوتر في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، في بيان: "على جميع الأطراف المعنية وضع السلام والهدوء الإقليميين في الاعتبار، والتحلي بالحذر في التصريحات والأفعال، لتجنب المساس بأساس التسوية للقضية الفلسطينية، وتفادي التسبب في مواجهة جديدة بالمنطقة".

كما حذر الاتحاد الأوروبي من "تبعات خطيرة على الرأي العام في مناطق كبيرة من العالم". والاتحاد الأوروبي عضو في اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا.

وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي أنه "قلق" من أن الخطوة ستعني اعترافا أحادي الجانب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، قائلا إن أي قرار في هذا الشأن يجب أن يأتي "في إطار مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وهدد الرئيس التركي بقطع العلاقات مع إسرائيل حال صدور قرار ترامب.

وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، إن اعتزام الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس دليل على عجزها وفشلها.

وحظرت الولايات المتحدة على موظفي البعثة الأمريكية وأسرهم التنقل بمفردهم في البلدة القديمة بالقدس والضفة الغربية لأسباب أمنية قبيل احتجاجات مرتقبة بعد صدور القرار.

وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، لإذاعة الجيش، إن "إسرائيل مستعدة لكل الخيارات"، بما في ذلك اندلاع أعمال العنف.