بونسال: يعمل آلاف عناصر الإطفاء السبت على إخماد حرائق الغابات التي اجتاحت كاليفورنيا ودفعت مئات الآلاف إلى الفرار من منطقة لوس انجليس فيما اندلعت نيران كذلك قرب مدينة سان دييغو. 

ودمرت حرائق الغابات التي اشتعلت على ست جبهات مختلفة نحو 700 مبنى بينها منازل فاخرة تبلغ كلفتها عدة ملايين الدولارات. لكن رغم كثافة الحرائق، أشارت السلطات إلى مقتل شخص واحد فقط حتى الآن. 

وقالت احدى السكان جودي هيرمان (76 عاما) التي لم يتأثر منزلها الواقع في مدينة مورريتا بشرق لوس انجليس لوكالة فرانس برس "لم أر شيئا كهذا في حياتي وقد عشت هنا 20 عاما". وكانت مورريتا بين المناطق الكبيرة التي تم اخلاؤها اثر الحريق. 

ومنذ اندلاعها في مقاطعة فينتورا في وقت متأخر الاثنين، التهمت ألسنة اللهب 143 ألف هكتار من الأراضي. 

ومع بلوغ سرعة الرياح نحو 97 كلم في الساعة، استعرت النيران الجمعة، ما تسبب بانتشار الجمر وخلق حالة من "خطر الحرائق الشديد". وتم تمديد حالة التأهب القصوى لعطلة نهاية الأسبوع بسبب انخفاض درجة الرطوبة في الجو. 

وفي مقاطعة سان دييغو، التهمت الحرائق أكثر من 4000 هكتار من الأراضي بعدما اشتعلت صباح الخميس وتسببت بموجة جديدة من عمليات الاجلاء حيث وصلت إلى مدينة سانتا باربرا الجامعية. 

وأسفرت سحب الدخان وألسنة اللهب عن إصابة أربعة أشخاص في المنطقة بحروق أو حالات اختناق ناجمة عن استنشاق الدخان. 

وتسببت الحرائق كذلك بمقتل أكثر من 20 حصانا بعدما التهمت ثمانية حظائر في مركز تدريب ببلدة بونسال، وفقا لما أفاد بيان صادر عن مجلس إدارة سباقات الأحصنة في كاليفورنيا. 

وبدت مشاهد الدمار واضحة في مدينة فالبروك بمقاطعة سان دييغو حيث سقطت الأشجار وتدمرت المنازل فيما اجتاح السواد المنطقة حيث تفحص عناصر الإطفاء المكان للتأكد من عدم وجود مصادر محتملة لحريق جديد. 

واستغل العناصر هدوء الرياح لرش المنازل المتأثرة بالمياه. 

وفي حي بيل اير حيث الكثافة السكانية العالية، سيطر عناصر الإطفاء على الحريق الذي امتد على مسافة بلغت نحو 500 هكتار.

ودمرت منازل فاخرة في الحي الذي يقطنه عدد من المشاهير وحيث يمتلك قطب الإعلام روبرت مردوخ مصنع نبيذ تقدر قيمته بـ30 مليون دولار. 

والتهم حريق في مقاطعة لوس انجليس أكثر من 6000 هكتار حيث تمت السيطرة على 50 بالمئة منه فيما امتد حريق غابات آخر يهدد منطقة لوس انجليس لأكثر من 15 ألف هكتار ودمر أكثر من مئة بناء، أكثر من نصفهم منازل. 

والتهم حريق غابات في مقاطعة ريفرسايد شرق لوس انجليس، ثاني أكبر مدينة أميركية، 300 هكتار فيما لم تتم السيطرة إلا على 10 بالمئة منه. 

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ في كاليفورنيا وسمح بتمويل فدرالي "للمساعدة في رفع المعاناة التي قد تتسبب بها حالة الطوارئ هذه للسكان". 

ويعد هذا العام الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا لجهة حرائق الغابات. ففي تشرين الأول/اكتوبر، قتل أكثر من 40 شخصا عندما اجتاحت الحرائق المقاطعات المنتجة للنبيذ شمال سان فرانسيسكو.